أبقيت نفسي في بلاطك هامدا والقلب في جحر الوجيعة صامدا ألقى رحابك يا سفينة باسمًا وبطيب قلبٍ صابرا متجلّدا وأزيح أبواب الرّتابة راغبا وأتيح بابًا بيننا قد أُوِصدا وبقيت أحسب أنني وطن الهوى في عين فاتنتي أغنّي منشدا يتمايل الحرف الرصين بغصنه وبدا بأرجاء السماء مغرّدا حلت بنا شيم الكرام فأنجبت شوقاً يساق مع النسيم توددا فإذا سبحت مع النجوم برميةٍ ألفيت حرفي باكيا وممددا أرجوه كي نأتي بلادا غيرها فيصيح كلّا .. ثائرا ومنددا هذا مقامي في بلاد أحبّتي فابقى هنا مُستعْبَداً أو سيّدا فيُصيب رأْياً ثمّ أرضَى رأيهُ ويزيد من نهر الرجاء تواردا وطني بأرضي إن أتاها أزهرت وتراقص الورد المشبع بالندى جمع الوفود مع التّنافر ما بَنَى وطنًا ولا كانت بصفّهِ جندا أسعى إليك حياة عزٍّ ترضني بعد الفراق بأن أمدّ لك اليدا