ألست العاشق المفتون بالأنثى وبالأشعار؟
ترسم قدها الممدود بالغزلان والرمان والأزهار
تشكو لوعة الوجدان لليل
تبوح بحبك المكتوم في الظلماء للقمر
وتخفي في قرار الذات خوفك من ضياع الحلم وسط عواصف القدر
تناجي طيفها الآتي على لجج الخيالات
تنادمه بما عتقت من دمع يلطف خلوة السهر
تراقصه على نغم الجوى المعزوف بالأنات في السحر
بلى كنت
ولكني استفقت الآن من وهمي على همي
عرفت بأنني ضيعت أعواما أرقع شعري المقدود من قبل
لأسترعورة الرغبات والنزوات بالغزل
أنا دنست بالقصائد جبة الشعر
فيا أسفى على الطهر
أنا راودتها عن قلبها فاستعصمت بهياكل العفة
فكم أحرقت من حرف لأهديها لهيب الشوق واللهفة
وكم ذبحت من معنى لأطعم قلبها الرأفة
عرفت بأنني غنيت كالمعتوه وسط غياهب التيه
أغاني حبها المسجون رددها صدى الجب
وذاك القلب في المحراب يتلو ورده الأزهر
على سجادة زرقاء يسلك دربه الأطهر
عرفت بأنني أخطأت حين دعوته كي يأكل الجيفة
وحين وهبته قبس الغواية دونما خيفة
فذاك القلب كان طعامه الأنوار والحكمة
وكان ضياؤه خوفا من العثرات في الظلمه
عرفت بأنني زينت بالسفاهة عرشي المشؤوم
أراه اليوم منحوسا كوجه البوم
أود الآن لو أنسى سنين الوهم والزيف
أود الآن أن أحيا بلا عرش أوسد راحة الكف
وأمضي الليل أرقب لحظة الكشف
لأعرف كيف يقهر ذلك القلب العنيد غواية الشعر