ثمة نار تأججت فى عقلهـا , فهـى متأرجحـة بين عنزً وقح وبين من جعل للشرف من قلبهِ وطن
ولكنهم فى القَصاص سواء كلاهم يشعروا بنفس الشعور وبنفس الألم الذى يندلع من فوهة العقاب ,
عفواً هذا فقط فى نظر الناظرين ولكن خلف الستائر المعلقة على أهداب الغافلين تحدث أمور عظيمـة يشيبُ منهـا الولدان
وتطيح بعقل الحليم إذا لاحت أمـام عينه صورة مظلوم عانق رقبته حبال الفتك , المقصلة دومـاً تغرف من مستنقعـات الذل مبتغاهـا , تتلذذُ بشبح البكـاء الذى ينثر ترابه على أعين الحاضرين وهى تمثل دور الشامخ الذى لم تعرف فقراته ليونه الأنحناء يومِ ، وتدعوا الله فى اليوم ألف مرة أن لا يجعلهـا بمواجهـة مظلوم فهـى تخشاهُ كمـا تخشـى
النار الماء , وتخبو كل مكائدهـا أمـام لسان يلهج بذكر الله , تنتظر منه إستجداء بالعفو
لكن هيهـات هيهـات , فمعادن الخلق تختلف إختلاف الليل والنهـار ,تتعب المقصلة من العنفوان الذى يحيط بهذا القلب الملائكـى وتفكـر فى حيـلة أخرى تكسر بهـا شوكـته وتذل بهـا جبهته, تلجئ إلى الاغراء كأخر الحلول المبرمـة أمـامهـا , تخاطبه بنبره يملئهـا التعسف !
وتقول : ماذا لو إنى جلعتكـ تنجو شريطـة ان تمارس تلك الطقوس التى يمارسهـا غيركـ عند مواجهتى ؟!
فيعرض عنهـا بأبتسـامة تَسع ملئ الأرض ومثلهـا وتحجب آثار الغيبوبة التى أصابت تلكـ العقول الغافلة ,
ويطالبهـا بأن تلتزم الحياء فى حديثهـا فلطالمـا أنتظر تلك اللحظـة كمـا تنتظر الأرض الجدباء هطول الغيث .
ترتسم علامـات الأستفهام على جبهتهـا المحدبه وتطير عينـاهـا القاتمة مع تلك المفاجئة وينغرس سهمٍ بين فكيهـا
من بعدهـا يُمسك هو بزمام المبادرة لينهـى معركـة الدهشـة التى تتزاحم على أكتافهـا
قائلا : يا أيتهـا الباكية وراء السور أن بين كل فضلتين ترقد رذيلة وما بينى وبينك يرقد العدل ,
وأرى فى موتى صحوة له لذلكـ قبلتُ بالتضحية فتلك صفات ابن الكرام , وصوت الجموع التى تلاحقنـى بالدعاء أفضل عندى من كنوز الدنيـا وما فيهـا , فلن أبُدى لكِ فروض الولاء فابدأى انتِ مراسم القمع والله من ورائنـا مطلع .
______
كٌتبت بتاريخ /
2/3/2012
الساعة
5:00 مساء بتوقيت القاهرة
سلامى وبعد /