بغدادُ يا أرض الخرابِ يا قيعة الدم والسرابِ بغدادُ يا سجنَ العذارى والأصائل والشبابِ يا من شربتِ دماءنا وذويتِ كالأرض اليبابِ أسرابُ نحلك غادرت واكتظّ وجهُك بالذّبابِ بدم اليمام تعبّدت طرقاتُ أفراخ الغرابِ يا أحمرًا (حنّيْتنا) للهِ درّك من خضابِ! ما لي أرى كلّ الورى يتعاورونك بالحرابِ؟ أنت التي آويتهم في يومِ خوفٍ وارتيابِ أسقيتِهِم صفو الرؤى والزهوَ من عين الصوابِ لمّا تساءل حائرٌ بادرتِ ناصعةَ الجوابِ حاولتِ وسعكِ أن يروا ما كان يُنسجُ في الضباب أحببتِهم، ورعيتهم وسقيتِهِم عذب الشرابِ علقوا على أبوابهم وجلبتِهم من ألف بابِ بغداد يا أمّي التي تبقى أماني في اغترابي جفّت منابع أدمعي وتسرّب الدمُ في رضابي سهمٌ بقلبكِ شلّني وبُكاكِ أفقدني صوابي عودي لمجدكِ والندى فلقد تعبتِ من الغيابِ يا أمَّ قُطّعَ صبرُنا بين التوجّدِ والعذابِ لم يبق من عزماتنا إلا التوثّبَ في اضطرابِ نهفو لحدٍّ بيننا بين ابتعادٍ واقترابِ متوثبين لموعدٍ هو بيننا يومُ الحسابِ عودي لمن لم يهنأوا إلا بأنعمِك العِذابِ ظمياء يعشقها الندى عفراء عابقة الترابِ شمّاءُ تعشقها السماءُ نديّة اليدِ والخوابي إني قُتلتُ مشرّدًا والسيف يرزح في القرابِ بغداد معذرةً لمن عضّتهُ غائلةٌ بنابِ ادعي لنا يا أمّنا بدعاءِ نصرٍ مستجابِ سنطارد الأمل الذي يعدو على أفقِ المآبِ وتُغير خيلكِ حرّةً في صولةِ العزّ المُهابِ عهدًا لثديكِ صادقًا أن لا نكفّ عن الطِّلابِ
* ارتجلتها بعد سماعي خبر مقتل أكثر من مائة عراقي هذا اليوم ...