فـقــدتــهــا وبــعــد حــين مــن الدهـــر إشـتـقـتُ إلـيـهـا فـقـصـدتـهـا ، وأنــا واقــفٌ أمـام روضــتــهــا ناجــيـتــهـا قــائـــلاً:
أتـــيـــتُ إلـى مثــواكِ أمّـــــاهُ زائـــــرا
لــعـلّـــي مــن الأخـــرى أطــــوفُ مــنــاظــــرا
إذا بـالهـوى دمــــعٌ يــُداعـب خــافـقـي
لـــــــهُ عــبــراتٌ صُـــــغـــتــهــنّ خــــواطــــرا
وقـفـتُ أنـاجـــي الذكــريات فـهــزّنــي
مــن الشــوقِ هــمـسٌ يــنــثــر الـودّ بــاهـــرا
أغــوص بفـكري أســتـفــزّ معارفــي
فـــطـاب لِــقــاءُ الـبِـــرّ يـُــقــري الـمـشـاعـرا
فـيـا لـهـفَ قـلـبٍ إذ يـتـيــه صـــبابـــة
وواهــــاً عـلــى عُــمــرٍ أضــــاع بـــوادرا ...
مـن اللطف والتحنان أحيت بصيرتـي
وكــم كــنــتُ فــيـــها مـسـتـهـامـا مُــثــابـــرا
وهـا أنــذا أشري الهموم ، تــــلــفّـني
نسائــمُ وجــــدٍ تــجــعــل الجُـــرحَ فــاغـــــرا
فما عُـدت أقـوى أن أفـوه ، ولائـمــي
يــبــثّ النّــوى حــولــي ، يــُطــيــل مـعـــاذرا
أأمّ ريـــــاضٍ : مـُــذ رحـلتِ وبـيـنـنا
الـمـصــائــبُ تــتـرى ، والـمـدى بات خائــرا
فـلا الأمن يُرجى ، لا الأمان ، وعيشنا
زعـــافٌ ، وصــار الـظــلــمُ لـلـفـجــر ساترا
نــقــلّــب بالأنّـــات نــرجــــو مــواردا
ونـــأوي كـهــوف الصــبــر نـبـغـي مـصادرا
فـلا الفرجُ الموعود يأتي ، ولا الهنا
يُســــاعــفـنـــا ، حتّــى طــفـقــتُ مُــهاجــــرا
ذرفتُ المـــآسي قــد ملـلت جحـيمها
أقـــول عسى الأيّــام تــجــنــي العــواطـــــرا
عســــانا غــدا نــأتــي إليك وعندنــــا
ســـحائــبُ إيــمـــانٍ تــفــيـــــض مَــحــابــرا
وإلاّ فــما الدنيــــا أحـــقّ من التـي
بــها الراحـــة الـكـبــرى تــنــيـرُ المُـصابــرا
************************************************** **********