|
هَتَفَ الفُؤادُ تَوجُّدَا |
مَا ذَنبُها قُتِلتْ هُدَى ؟! |
مَا ذنبُها وهيَ التي |
لم تَدْرِ مَا مَعنَى الرَّدَى ؟ |
مَا أكمَلَتْ عامًا ، ولا |
خَدشَت أنامِلُها العِدا |
مَا لغَّمَتْ أعطافَها |
ما مكَّنت مِنهُمْ يَدا |
هِي وَردَةٌ في كُمِّها |
غطَّى بَراعِمَها النَّدَى |
أَثِمَ العدو بقتلِها |
لُعِنَ العَدو عَلى المدَى |
بِرصاصَةٍ من حاقدٍ |
سَفَك الدِّماءَ وعَرْبَدَا |
هي طلقةٌ طاشَت كَما |
طاشَ العَدو وبَدَّدَا |
فَلْيُهْلِكِ اللهُ الذِي |
قَتلَ النِّساءَ وشَرَّدَا |
أَسَرَ الرِّجالَ بِظُلمِهِ |
هَدَمَ البيوتَ وأَفسَدَا |
سَلبَ الصِّغارَ حَياتَهم |
فالّليلُ أمسَى أَرْمَدَا |
والعِلْجُ يُحْكِمُ أَمرَهُ |
لم يَلْقَ إلا أَمرَدَا |
حَملَ الحِجارَةَ في يَدٍ |
نَحوَ العَدوِّ فَسدَّدَا |
وبِتِلكَ يحمِلُ رُوحَهُ |
إِذْ كانَ يَهجُمُ أَوْحَدَا |
فَالموتُ أَضحَى كامِنًا |
بَينَ المدافِعِ والْمُدَى |
وهُناكَ مُعتَرِضٌ عَلَى |
ذَاكَ الفَسَادِ ، فَنَدَّدَا |
في مَأمَنٍ مِنْ خَصمِهِ |
أَرغَى ، وثَارَ ، وأَزْبَدَا |
ضَنَّ الجبَانُ بِروحِهِ |
فالعُمرُ لَيسَ مُجَدَّدًا |
طَلبَ السَّلامَةَ خَائِفًا |
لَو عَاشَ لَيلاً سَرمَدَا |
سَيكونُ صَيدَ مَنِيَّةٍ |
لَيس الجبَانُ مُخَلَّدَا |
مَنْ قَالَ : إني مُسلمٌ |
فَالدِّينُ يأمرُ بالفِدَا |
أو قَالَ : إني في العُرو |
بَةِ قد ورَدتُ المورِدَا |
فَالعُربُ فِيهِم عِزَّةٌ |
فَهُمُ الأسودُ تَرَصُّدَا |
والقَتلُ أَهونُ ما يَرو |
نَ إذا العَدوُّ تَمَرَّدَا |
أو رَامَ هَدْمَ حِياضِهِم |
جَعلوهُ طُعْمًا لِلرَّدَى |
فَتبَدَّلوا بِشَجاعَةٍ |
ذُلاً .. وباعوا الْمَحْتِدَا |
تَركوا الخيولَ سَوائِمًا |
والسَّيفُ طَأطَأَ مُغمَدَا |
مَاذا تَغيرَ يا تُرَى؟ |
أينَ القِيادةُ والِْحدَا؟ |
أهي استِراحةُ فارسٍ؟ |
أم أنَّ أمرًا قَد بَدَا؟ |
بَلْ إِنهم تَركوا الجِها |
دَ ، وأبدَلُوهُ بالنِّدَا |
بُحَّتْ حَناجِرُ قومِنا |
لم يَسمعُوا إلا الصَّدَى |
طَلبُوا السَّلامَ وأَذْعَنوا |
لِقَرَارِ خَصمٍ فَنَّدَا |
جَعَلَ الإخَاءَ خُصومَةً |
وبِضَعْفِنَا قَد رَدَّدَا |
هَتكَ العَدُوُّ مَحَارِمًا |
لِلعُرْبِ ثُمَّ تَوَعَّدَا |
قَتلَ الصِّغارَ تَعَنُّتًا |
حملَ السلاحَ مُسدِّدَا |
أَفتَى كَبيرُ عَدوِّنَا |
أنَّ البَرِيءَ مَنِ اعتَدَا |
ودِفَاعَنا عَن حَقنا |
ظُلمٌ لِطاغٍ هَدَّدَا |
لُمُّوا شَتاتَ جُموعِنا |
فالْخَصمُ زادَ تَشدُّدَا |
جَعلَ العَدوُّ كِيانَنَا |
خَبَرًا وكَانَ الْمُبتَدَا |
إِمَّا الْخُضوعُ لأمرِهِ |
فَتَضيع أُمَّتُنا سُدَى |
أو أنْ نُعيدَ صُفوفَنا |
فيكونَ ذاكَ تَوَحُّدَا |
فَضُبَاةُ أبطالِ الوغَى |
قَد حَانَ أنْ تَتَجَرَّدَا |
فَنَصُدَ هَجمةَ حَاقدٍ |
واللهُ يُوفِي الْمَوعِدَا |
وَصَهيلُ خَيلِ محمدٍ |
حَتمًا يَعودُ مُجَدَّدَا |
فَتَرَى ارتِفَاعَ مَآذِنٍ |
وتَرَى رُكوعًا سٌجَّدَا |