أسد في منتصف الطريق
------------------
كانت الساعة لا أعلم . .
وكان التاريخ لا أذكر . .
فما اعتدت حفظ تواريخ أحداثي إلا بالمواقف والمناسبات الحلوة
وإن قَـلّـت في أيامنا المهرولة . .
كأس حلو وآخر مر
وكلا الكأسين نشرب . .
مناسبة أعددت لها حتى استحق وقتها،
فكانت بداية لتأريخ الصعود للعلياء . .
بدأت بعد إنجاز تبعه سفر لتحقيق حقيبة أحلام منذ نعومة الأظفار وهي تُـملأ. .
فتحليق في غيوم ملبدة بأدعية التوفيق فهبوط على أرض المشرق
فدخول أنفاق المسافات والتساؤلات . .
حتى نهايتها . . فإذا بالظلام الدامس . . !!!
لم أعد أرى إلا بصيص أمل منير من قلبي البريء . .
أسد ملكُ غابته داخل الأسر . .
ثم لقاء صاحب مفاتيح المستقبل بزعمه . .
ليقلد الحضور وسام دستوره الذي لا يأتيه الباطل . .
تعليمات كالمطر . .
افعل ولا تفعل . .
ليس لك إلا ما عليك . .
لا نقبل منك ناقصاً . .
واجب إن قدمت كاملاً، وإن زدت فمن نفسك ولا شكر . .
ننظر فيما لك بتجاهل . .
نعطيك ما يحلو ويروق لنا متى أردنا،
والشكوى لنا مذلة .
...
لا نريدك أن تعرف بأننا رأيناك حينها
فعيوننا لا ترى إلا التقصير . . .
دوائر ومربعات ومستطيلات ومعينات أرسمها حتى خلتها أسواراً لها أبواب عدة . .
جميعها مُغَلّق بإحكام
لا مفر لك إلا إلينا
حرية مزعومة ما دمت بداخلها
....
حتى وُلِدَت لحظة التمرد والانعتاق من رحم الكبت،
فكان المولود هو مقاييسي أنا . .
لحظة تمرد ماكر مبارك . .
لحظة رفض الواقع المروض المحتنك . .
لحظة تعلم جديد
فن قول لا
كيف
ومتي . .
إنني حر ولست عبداً واسمي أسد . .
أسد في طباعي . .
صقر محلق في سماء أحلامي . . وطموحاتي . .
لا أبتغي إلا الثريـــا ، ولا أرضى بالدنية . .
شرقي و لا أقبل إلا أدوار البطولات . .(1)
لن أكون تابعا كالعوام، أحسِن إذا أحسنوا . .
. .
عدت لنفسي لأتعرف على أنا أكثر
فاستشعرت بحجم طموحي السامق للعلا
و ما جهلت طباع محيطي و كنهه . .
ثم رسمت خارطة حياتي . .
فبدأتُ
الخطوة الأولى فالثانية تتبعها الثالثة . . حتى مكاني حيث أصعد . .
. . . .
كل العلوم لا تزال حِلا لي . .
وهل من مزيد لأزيد من سرعتي اللاجـنـونـيـة . .
. . . .
كلي أمل بغدٍ أجمل
أسد
في منتصف الطريق
سائد ريان
------------------------------
(1) اقتباس من قصيدة الشاعرة سعاد الصباح بعنوان كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة