لحظة حزن مميت **
أتأمل الطرق فأراها كلها وقد أصابتها الظلمة والموات ..أتعقب الضوء فيطير عن يدي , وكلما تقاربت معه يتفلت بعيدا جدا جدا عني ,ولا أجد إلا آبارا من الخوف ونيرانا من الشوق تتلظى في طرقي ...تهاجمني... تمسك يداي ...وتزئر بوحشية في وجهي.... ومخالبها مزقتني كثيرا ..
يا دنيتي ...كم فراقك مؤلم ؟؟!!
كنت أبني في هوامشك وبطونك أكوانا لي من بنايات الطموحات تلك لكنها الآن بدأت تتهاوى أمامي وتهشمها الريح بكل صلف, فاخفي وجهي بيدي وأضم روحي وألملمها عن كل شيء , الزمن يسرقني منك ويجعلني لاهثة خلف أسوار من البعد عن الهدوء في أواسط روحك ...
لا أدري أهي أشواق أنطقها من براكين لاتعرف لها أي مكان ولا في أي غور في كل أصقاع الدنيا ؟؟
خياراتي صفرية لا أجد في نواحيي المربدة سُقُفُها والملتجة قيعانها أي طوف للنجاة في بحر الهوج هذا والهائج بي وحدي...ليلقيني كل مرة على صخر مسنون حوافه فأضيع في زحام الآلام وأنتهي عن صمتي فأصيح صياح الطالب للرحمة من عينين غاضبتين ولكن لامجيب فما تزداد العينان إلا غضبا فأصمت صمت الواهنين الذين يعيشون في فراغ الفضاء فلاصوت ينتقل لهم .
يا دنيا أنت لم تريني مطلقا وأنا أعزف حزني على ناي الخوف من تلاشيي من كل لقياي مع صبحي الآفل ذاك ..لم تستمعي لبقية وصيتي التي كنت أنفثها في هواء مطالبي للكون بأن يتركني أن احققها لكنك لم تسمعي لي فحسب .
وبقيت وحيدة في ساحلي المطرود من لوحات السكن والراحة ..وبقيت وحيدة أقلم الأشواك لكنها تتشابك حولي ما عدت أراك يا دنيتي ..
...لذا أقول لك فراقك صعب يا دنيتي ...
أمنية لن تتحقق **
ليست الأجداث بقادرة على الحراك لتلوح لنا وتقول قوموا من أماكن تسلياتكم وانتهوا ..إن البدايات عندنا مؤلمة ....نزفهم وعيونهم الجاحظة بالخوف تثقلنا رعبا ..وتسقطنا في جبٍ هوته عميقة .
إن الخلاص من برثن التعب للتعب يتبعه تعب في تعاقب مستمر
.. آيان لنا من هدوء ؟؟؟..
تجربة مرة **
يموتون لنراهم وهم يقبلون على فلوات من دنى لسنا بمطّلعين عليها ..
إن النهاية الآسرة للموت حينما ينشب أظفاره في ذاكرتنا نراه منذ طفولتنا إلى موتنا معه معروشا بشبح يرتمي في أحضاننا المرتعشة منه ..يتعقب خطانا المشتتة في طرقها ..يلهث خلفنا يسبنا ويشتمنا حينما نلتفت له ونحاول الإبتعاد أكثر عنه ..
نستدير معه في دوامة كأننا معه وسط جهاز تنظيف الملابس نلتف معا و يضربنا بطعنات ونحن نكف أيدينا لانحاول إلا الابتعاد عنه وعن مدنه ..وهيهات لنا ذلك إنه الموت .
سخرية القدر **
حديث سفسطائي الذي يقول بأننا قوم للمجد, نحن تراب ومنه وإليه, اليوم بين الجنادل لاعاصم لنا من دودة مأفونة داخل دلهميات ذاك الكاسر في جوف الأم الرؤوم تلك التي ستغلفنا بطرقات لنلتحف تحتها , لاتتبرموا ولا تتمنعوا إنها ستلتهمنا التهاما ونحن نراها ونفتح أعيننا إلى أن تجهز علينا رغم أن أعيننا ستنفجر أولا لكن يبدو أن هناك أعين ستولد لنا لنرَ مدى عنجهيتنا التي كنا نتفاخر بها وسط الدنيا والآن على يد معلمة الكون التهذيب والخنوع هذه الدودة الحقيرة سترينا معاولنا التي كانت قائمة كيف ستذبل ...سنصير فيضانا ذا نهاية يصب في عمق البحر, سنخفت ونخبو كومضة شعاع قد انتفى وانتهى أجله في برهة
..إنه الموت الذي يزخر بنا يلمنا لنرحل من على صفحاتنا
ـ
...