|
أبا سليمانَ عذرًا إن نبا قلمي |
ممّا بحمص من الآلام والسقمٍ |
عاث الأراذل فيها بعد ما خُذلتْ |
من أمة أصبحت من جملة الغنمِ |
(مليارُ والنصف) رقمٌ حين تحسِبهم |
لهم وجود ولكن عُدَّ في العدمِ |
حبُّ الحياة وبغض الموت كبَّلهمْ |
جمن رأسهم ذلُّهم يسري إلى القدمِ |
أحفادكمْ سامهم قهرًا أراذلة |
كانوا لأمتنا في الدهر كالخدمِ |
لم ينقموا منهمُ إلا انتماءهمُ |
لكمْ فهمْ أهل إقدام ذوو هممٍ |
في باب عمرو بطولات يوثقها |
أحفادكمْ صفحات سُطِّرت بدمٍ |
رجال صدق مشوا للموت تحسَبهمْ |
في ساحة الحرب كالآساد في الأجُمِ |
تدرَّعوا العزم والإيمان غايتهمْ |
صون الديار وحفظ الدين والحُرَمِ |
ورّاث من فتحوا الأمصار قد نهضوا |
وأقسموا وهمُ مَن برَّ في القسَمِ |
لم يثنهم بطش جبّارين إذ بطشوا |
ولا تخاذل خوّانين للذممِ |
قوافل لذرى فردوسها صعدت |
وفدًا كريمًا لرب واسع الكرمِ |
دماؤهم في سماء العز قد سطعت |
نجوم رشد أضاءت حالك الظلمِ |
أهل الشآم سلمتم طاب معدنكم |
أنتم بناة لصرح المجد من قدمٍ |
أبو سليمان في إقدامكم مثل |
كالنار إذ أوقدت في قمة العلمِ |
وخالنا البدر لا يخفى معاوية |
حسن السياسة فيه معدنُ الحكمِ |
حقٌّ علينا لأهل الشام نجدتهم |
لنصرة الدين والأوطان والقيمِ |
فملة الكفر للأحزاب قد جمعت |
يا أمتي فانهضي للحادث العممِ |
لقد تداعى على إخواننا حرس |
ومن بزورٍ بحزب الله ثمَّ سُمي |
وجيش مخزيهم إبليس قائدهم |
تبًّا لجمع لأخزى الانتساب نُمي |
ما حلَّ بالشام نار سوف تحرقنا |
إن لم نكن أهل حزمٍ مطفئي الضرمِ |
إن لم نُعدَّ لذي الحالات عُدَّتها |
ما بالنا عن سماع الحق في صممٍ |
عذرًا لتقصيرنا إذ كبلت يدنا |
ما عاد ينفعنا الإحساس بالندمِ |
ماذا عسانا نجيب الله في غدنا |
فالعذر يعجز عن إسعاف متَّهمٍ |
يا ربِّ فكَّ قيودًا عن معاصمنا |
ضقنا بها وسئمنا أيَّما سأمٍ |
أعد لأمتنا يا ربِّ عزمتها |
حتى تعود تسامي عالي القممِ |
وتمتطي صهوات الفخر ثانية |
وأن تُرى للمعالي خير مستلمٍ |