لاوسادة أنعم من حضن الأم

أمي يا بحر الحنان
ذكراكَ في القلبِ و الروحِ
على مَدى الأزمان
أمِّي يا قرةَ الأعيان
يا عنوانَ البراءةِ و الأمان
حبكِ في الفؤاد ِ
و على اللسان
هنـاكَ أنتِ .. لا و لنْ
تبرحينَ المكان

يمرُّ عام و عام و عام ............
والأعوامُ، تمشي حافية عارية............
وفي كل عامٍ من أواخر الخريف ، صورتُها تلوح لي في المنام ..
أحتفلُ بخلودِ ذكراها..أحتلمُ السفرَ نحو حضنها .. أصافحُ طرقاتِها النَّدية ..
أوراقُها الخافقةُ تنبسطُ أمامِي..أقلبُها...أتفقدُ عطرَها..أفكُّ طلاسمَ تمتماتِها المرتعشَة ...
في خطىً رشيقة تتهادَى ..تَبسطُ سجادتها المنسوجة من سعف النخيلِ و سحائبُ بيضاءُ تظللها و كأنها من رحمِ الشوقِ تُبعثُ حية ..
فيشرقُ صدرِي من فيضِها..
يتهادَى وجهُها الناعِم ..
ألامسُ غرتَها ..
بِتوددٍ، ألثمُ خدَّها..
أفقدُ بوصلتِي في نظراتِها الفانيَة ..
الكرَى، يُثقلُ جفونِي ..وما إنْ يسري ضوؤُها فِي رئتي حتى يصفوَ ليلي رغمَ الأرق و يتبعثرُ نبضِي المندوفَ برياحِ الشوق..فَأُمني النفسَ بجنونِ الوِصَال ..
و مِنْ بسمتِها الدافئةِ و مكرماتِها السخية أرسمُ خريطةَ آآآآآآآمالي ...
إلَى التي تنامُ فوقَ أثيرِ رُوحِي
أمي الحبيبة

آمي
أنا هنا
لا لي اللعب
بل
لأنظم بلآلىء حبك التي وهبتيني إياها
طيلت شروقك في كوكبي
عبارات أترنم بها
بين الناس
وأقول
قلبك لا ينبض عبثاَ
إنما ينضب حباَ
يتدفق إلى الشرايين
والاوردة فيتصل بقلبي
ليسكنه للأبد
فهذا حقك علي أن أكون هنا
وهناك

أمي يا رائحة التفاح ويا زهرة جوري يخجل منها الأحمر
أمي ..مرور الغمام ومجيء العشب الأخضر
يا حنين الصواري والأشرعة
يا سيدة الوفاء وأمنية لقاء
أيتها الموجودة والمكتوبة في سفر عمري
اسراب حمام وجنائن معلقة

سيدتي الرائعة
أحلام المغربي
شكرا لهذا الجمال

أَعْتَرِفُ بِأَنَّنِي هَجَرْتُ حِضْنَهَا الْحَانِي بِلَا دَاعِ وَكُنْتُ فِي وِصَالِهَا ضَنِينْ، لَا لِأَنَّنِي وَدِدْتُ تَلَمُّسَ الطَّرِيقِ دُونَهَا أَوالتَّحْلِيقَ عَالِيًا مِنْ غَيرِ رَشَادِهَا وَحِرْصِهَا، وَلَا لِأَنَّنِي سَئِمْتُ الدِّفْءَ فِي أَحْضَانِهَا، وَلَا وَجَدْتُ غَيْرَ صَدْرِهَا يُسَرْبِلُ الْأَحْلَامَ بِالضِّيَاءِ، وَيَغْزِلَ الْحَنَانَ بِالنَّقَاء، يُصَدِّرُ الأفْرَاحَ مِنْ رَحِمِ الرَّحْمَةِ.. أَبَدًا .. قَدْ كُنْتُ مَا أَزَالُ أَحْبُو عَلَى مَفَاصِلِ عَجْزِي، أَعِيشُ بِالتَّلْقِين، أَصُوغُ مِنْ لَمَسَاتِهَا خَرَائِطِي وَأَسْتَمِدُّ مِنْ شَهِيقِهَا أَبْجَدِيَّاتِ أَنْفَاسِي، وَأَسْتَقِي مِنْ بَقَايَا حَبْلِهَا الدِّمَاءَ فِي وَتِينِي . لكِنَّنِي..بِلُؤْمٍ أَخَذْتُ فِي تَعْذِيبِهَا بِسَوْطِ الْبُعْدِ، وَأَمْعَنْتُ فِي عِقَابِهَا وَفِي ارْتِكَابِ حُزْنِهَا وَسَفْحِ دُمُوعِهَا، كَمَا اسْتَبَحْتُ قَتْلَهَا فِي غُرْبَتِي بِقَسْوَةٍ، شَوَّهْتُ فِي سُهُولِهَا مَوَاسِمَ الْلَهْفَةِ، وَحَرَمْتُهَا وَلِيدَهَا أَجْهَضْتُهَا أَجْمَلَ مَا تَحْمِل .. ذِكْرَيَاتِ مَخَاضِهَا وَفَرْحَةَ الْآلَامِ بِالْوَلَد .. سَلَبْتُهَا آمَالَهَا وَحُلْمَهَا الْمُمْتَدَّ مِنْ كَفِّهَا الْحَانِي إِلَى تُخُومِ اغْتِرَابِ هذَا الْرَّأْسِ الْفَقِير...
أُمَّاهُ ... يَا أُمَّاهُ .. أَبَعْدَ كُلِّ مَا اقْتَرَفْتُ هَلْ تُسَامِحِينْ ؟؟؟

هُنا كمَا هُنَاك ..
هناكَ أُمَّاهُ أَرَاكِ تلوحين ..تبتسمين ..
تسطعينَ نوراً و ضِياء
هنَا أُمَّاهُ ،تشتاقُ ذِراعي إليك ..
عصفورُ قلبِي يقتلع
تُلقي بهِ الرياحُ في صحراءِ اليُتم
صوتُكِ من هناكَ يُناديني
أغمضُ عيني :
لا تخافِي حبيبتي ..لا تحزنِي ..اطمئنِّي
.................
يا الله ..واحةٌ خضراء فِي قلبِ الصَّحراء
ظلالٌ هادئة ..تلاشتِ الرُّوح ..انطلقَ الجسدُ واستقرَّ القَلب
هناكَ في العلياءِ أبتهلُ إلى الله ..أدعوهُ أنْ يرزقكِ الفردوسَ الأعلَى ..روحُكِ العَطرَة تَرْوي ظَمَأَ قلبي ..
ليتخصبَ و يخضر ..
وبروحكِ تحيَا الطبيعةُ و تحلقُ الأطيارُ في سماءِ الحُلم..
بكِ يا أمِّي يولدُ الشاعر .. يخوضُ معركةَ الحرفِ ليملأَ الكونَ لحنَ الأمومَة ..

مذ كنتُ لا أدري الغرام أو الهـوى أيقنـتُ أنَّـك منبـع الحسـنـات مذ كنتُ لا أدري الوصال من الجوى كنـتِ الصّفـاءَ وحُجَّـة الآيـات مذ كان يكتبني الربيع على الخليــ ــقةِ برعمـاً متوثِّـب الخُطُـوات كنـتِ النّقـاءَ يُحيطنـي ويمدّنـي بروائـع الأنفـاس والهمَـسَـات مذ كُـنتُ ... كُنـتِ أنيسـتي قلبـاً يُجيـد الصمْت قُرب أريكتي قَمَراً يهدهـد بالحنـان مواجعي وينيـر ليـلاً ظُلْمتـي تغفـو العيـون جميعُهـا ومِـداد قلبِـك سـاهرٌ لا يشـتكي مذ كنـتُ كنـتِِ غمـامةً في صيـف أيّـامي تُظـل حـديقتي وتعيـد في صمتِ بهاء قصيـدتي أُنشـودةً تحنـو على جـذعي الضعيفِ تضمّـه وتقـوده لفواصلٍ جَعلـت دروب العـزِّ رمز هويتي قـد كنـتِ لي أُمّـاهُ مدرسـةً مثل الصَّبـاح إذا تنـاثر فوق أرديـة الظـلام ِ مُبـدِّدا مثل الرَّحـيق يُعـانق الأجـراس مع قطـر النّـدى مثـل النـدى مذ كنـتُ ... كنـتِ هـديّتي وسـوارَ أحلامي وسـاعدَ قـامتي ومـدىً أصوغ الفخـر منـه جدائـلاً في خـاطري ومِـدادَ حـبٍ أسـتنير بخطْـوِه ويُطيـل حتمـاً بالكـرامةِ هـامتي أُمـاه يا خير الرفاق لمُتعَـبٍ في بحـر أحـزاني يقـود الى الأمـان سـفينتي أُمّاه ما زلـتِ الحنـان جـداولاً تنسـاب أشكـالاً مـن اللفتـات تعطي بلا خـوفٍ عطـاء مُتيّـمٍ لا يكتفـي الملهـوف بالقَطَـرات أُمّاه إنّـي فـي فضائِـك لحظـةٌ تهفو إلى التحليق فـي الجنّـات قلبي يتوق الـى البقـاء مرافقـا دفءَ العيون ورائـعَ البسمـاتً ومشاعري تدنو الى التَّوحِّد مثلما تدنو الدمـوع لبؤبـؤ الحدقـات قدماك يا أُمـي محَـطُّ نواظـري هاتـي أُمـرِّغ فيهمـا قُبُـلاتـي وجبينك التَّعِبُ الـذي لا يشتكـي أبـداً ولا يدنـو مـن الهفَـوات لا ينحنـي إلاّ إلـى ربِّ العبـا د بخالـص الإيمـان والصلَـوات إني أراه بعيـن قلبـيَ واحـةً أرتاح من تَعَبي ومـن نَزَواتـي مَن غير حضنك في البلاء يضمني ويـذود عنّـي موجِـعَ الأنّـات فضعي يديك على جبينيَ واذكري رب العبـاد وسـددي خُطواتـي فيداك ما خُلقـت ْ لغيـر قداسـةٍ كانت , ستبقى موْئل الومضـات يكفي فؤادي من لسانِـك دعـوةٌ حتـى أفـوز بخالـص اللّـذات أُمّاه لن يخبو بريقُك فـي دمـي حتـى أجـود بآخـر النبضـات ويظل ذكـرك والجـلال يحيطـه كالبدر يحسـق حالـك الظُّلُمـات

الرائعة أحلام أشكرك جزيل الشكر على هذه المبادرة الطيبة فليس هناك مخلوق بعد نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام يستحق أن ندبج الكلمات و نطلق المشاعر ترنما بحبه غير الأم . تحياتي لك بحجم مبادرتك الرائعة.

أمي

أردت أن تكون لي بصمة في وصفك

ولكن تسربت الأوصاف

وانحني القلم خجلا أمام إسمك

أتسائل ..

كيف أصف عالما

كيف أصف وطنا

كيف أصف حبا

ولكن لا أستطيع وصفك

فأنت حبيبتي اختصرتِ كل الأوصاف

وهل يوصف ما بعد الجمال ؟

أيَّتُها الريحُ
هُبّي منْ كلِّ الجهَات
واحملينِي من حيثُ أتيت
على بساطكِ احملينِي
إلى حضنِ أمِّي احملينِي
أسرِعي
ولاتترددِي
أيتها الريحُ