*** مَا ضَلَّ رَكْبٌ هَدْيُهُ السَّمْحَاءُ ***
اليَأْسُ مِنْ طولِ البَقَاءِ هَنََاءُ
والرَّكْضُ خَلْفَ الفانَِيَاتِ بَلاءُ
والنَّاسُ في لُغَةِ القُلُوبِ مَذاهبٌ
مَهْمَا دَرَسْتَ فَفيهمُ آراءُ
وتَتَبُّعُ الزَّلاتِ مَحْضُ أَذِيَّةٍ
تُؤْذي المُحِبَّ كَذا الحَبيبُ يُسَاءُ
أَحْسِنْ بِظَنِّكَ إِنْ رَأَيْتَ جَريرَةً
فَلَرُبَّمَا أَفْتى بِها إِغْراءُ
وصِلِ المُسِيئَ إِذا تَبَيَّنَ عُذْرُهُ
إِنَّ الكِرامَ بِجُودِهِمْ كُبَرَاءُ
فالصَّفْحُ عَنْ ظُلْمِ الأَحِبَّةِ مَوْرِدٌ
والعَفْوُ عَنْ أَخْطائِهِمْ إِرْواءُ
لا تَمْشِ في إِثْرِ البَخِيلِ فَإِنَّما
شَرُّ الخلائِقِ في الدُّنى البُخَلاءُ
واتْبَعْ إذا رُمْتَ السَّلامَةَ عَارِفاً
خَيْرُ المَشاعِلِ في الوَرَى الخُبَراءُ
وانْشُدْ مَعَ الإقْدامِ صُحْبَةَ خَيّرٍ
بَعْضُ الصِّحَابِ سَحَائِبٌ مِعْطاءُ
إِنْ كُنْتَ في ضيقٍ أَتاكَ مُبَشِّرا
وَهُوَ المُعِينِ وَصِدقُهُ سِيماءُ
نبّهْ فؤادَك إنْ أَلَمَّ بِهِ الهوى
كَمْ مِنْ دَواءٍ دُسَّ فيه الدّاءُ
فَدَعِ الجَوَى في القَلْبِ يُسْكِنُ سِرَّهُ
قَدْ تَخْتَفِي في كَشْفِها الأَشْيَاءُ
الصَّْبرُ إِنْ تَعْلَمْ تَصَبُّرُ ساعَةٍ
بَعْدَ العَواصِفِ تَهْدَأُ الأَجْواءُ
انْصُرْ أَخاكَ إذا أَحاطَ بِهِ العِدا
بُرْهانُ صِدْقِكَ نُصْرَةٌ وفِداءُ
لا يُدْرِكُ المَجْدَ العَزيزَ مُخاتِلٌ
عِنْدَ المَواقِفِ يُعْرَفُ الفُضَلاءُ
والصَّرْحُ لا يَعْلو بِسَاعِدِ قاعِدٍ
دُونَ المَشَقَّةِ لا يَقُومُ بِناءُ
حَكَمَ الإلَهُ بِأَنْ تَسُودَ شريعَةٌ
مِنْهاجُها لِلْعالَمينَ ضِيَاءُ
خَلِّ الهَوانَ وَلُذْ بِرَكْبِ رَعِيلِها
مَا ضَلَّ رَكْبٌ هَدْيُهُ السَمْحاءُ