مرض عرفات وأبشع صور التخاذل العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
مرض عرفات وأبشع صور التخاذل العربي
كانت لحظات كئيبة قاسية عندما هبطت المروحية المقلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أحدي المطارات الأردنية .. قادما من مقره المحاصر في رام الله .. تمهيدا لنقله لتلقي العلاج في باريس .
ذرفت دموعنا جميعا عندما وجدنا في انتظاره في أرض المطار .. قليل من موظفي وزارة الخارجية الأردنية ونفر من رجال أمن المطار .. في صورة حزينة كئيبة .. تدل على أبشع صور التخاذل العربي .. تجاه رجل مريض جاوز الخمسة وسبعين عاما وأفني عمره في خدمة القضية الفلسطينية .. وتحمل مالا يطيقه بشر من ذل وهوان في السنوات الأخيرة .
كنا نتوقع أن يكون في انتظاره الملك الشاب العايق عبدا لله الثاني ملك الأردن بصفته الرسمية كملك الدولة المضيفة .. كنا نتمنى أن يكون هناك وفد من الملوك والرؤساء العرب .. على رأس مودعي عرفات .. لشد أزره والتأكيد على الإيمان به رئيسا شرعيا لدولة فلسطين .
وإذا كانت الأوضاع قد منعت الرؤساء والملوك العرب من زيارته في مقره في رام الله .. فماذا منعنا من استقباله والترحيب به على أرض عربية .عذاب وقهر السنوات الأربع الأخيرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى .. كان يحتم علينا جميعا .. تعاطفنا مع عرفات في لحظات مرضه ..
لم يعرف تاريخنا الحديث .. مقاتل واجه الموت وطلب الشهادة .. رغم ما وقف أمامه من سدود وحواجز فلم يتراجع ولم يتنازل مثل عرفات .
ما حدث يؤكد أن إسرائيل قد وصبت إلى ما أرادت .. حققت أكثر مما تهدف إليه .. فلم تجتمع الشعوب العربية .. ولن تلتقي .. ولن تتفق كلمتهم .. وهنيئا للزعماء العرب .. أصحاب المصالح وأهل الزعامات والراغبين في الشهرة .. والطامعين بالشهوة .. والمشغولين بالتوريث وترسيخ ركائز فساد الحكم ...
ولأني عربيا .. وددت ألا أكون عربيا ... وحسبي الله ونعم الوكيل .
كمال عوض
Kamalawad848@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
مرض عرفات وأبشع صور التخاذل العربي
كانت لحظات كئيبة قاسية عندما هبطت المروحية المقلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أحدي المطارات الأردنية .. قادما من مقره المحاصر في رام الله .. تمهيدا لنقله لتلقي العلاج في باريس .
ذرفت دموعنا جميعا عندما وجدنا في انتظاره في أرض المطار .. قليل من موظفي وزارة الخارجية الأردنية ونفر من رجال أمن المطار .. في صورة حزينة كئيبة .. تدل على أبشع صور التخاذل العربي .. تجاه رجل مريض جاوز الخمسة وسبعين عاما وأفني عمره في خدمة القضية الفلسطينية .. وتحمل مالا يطيقه بشر من ذل وهوان في السنوات الأخيرة .
كنا نتوقع أن يكون في انتظاره الملك الشاب العايق عبدا لله الثاني ملك الأردن بصفته الرسمية كملك الدولة المضيفة .. كنا نتمنى أن يكون هناك وفد من الملوك والرؤساء العرب .. على رأس مودعي عرفات .. لشد أزره والتأكيد على الإيمان به رئيسا شرعيا لدولة فلسطين .
وإذا كانت الأوضاع قد منعت الرؤساء والملوك العرب من زيارته في مقره في رام الله .. فماذا منعنا من استقباله والترحيب به على أرض عربية .عذاب وقهر السنوات الأربع الأخيرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى .. كان يحتم علينا جميعا .. تعاطفنا مع عرفات في لحظات مرضه ..
لم يعرف تاريخنا الحديث .. مقاتل واجه الموت وطلب الشهادة .. رغم ما وقف أمامه من سدود وحواجز فلم يتراجع ولم يتنازل مثل عرفات .
ما حدث يؤكد أن إسرائيل قد وصبت إلى ما أرادت .. حققت أكثر مما تهدف إليه .. فلم تجتمع الشعوب العربية .. ولن تلتقي .. ولن تتفق كلمتهم .. وهنيئا للزعماء العرب .. أصحاب المصالح وأهل الزعامات والراغبين في الشهرة .. والطامعين بالشهوة .. والمشغولين بالتوريث وترسيخ ركائز فساد الحكم ...
ولأني عربيا .. وددت ألا أكون عربيا ... وحسبي الله ونعم الوكيل .
كمال عوض
Kamalawad848@hotmail.com

استاذنا الفاضل .. كمال عوض هل صحيح أن الشهيد ياسر عرفات قد كون ثروة طائلة قوامها يزيد عن 4 مليار دولار من اموال الدعم العربي للمقاومة والسلطة ؟؟ تحياتي

أخي الكريم شهيد الحق،
"اذكروا محاسن موتاكم"

من المعروف أن المرحوم كان يضع كل الأموال الخاصة بحركة فتح والمنظمة في حسابات خاصة باسمه.. ولم يكن هنالك من عرف عنه أن استخدم هذه الأموال لمصلحته الخاصة.. فلا يوجد له سيارات خاصة ولا قصور ولم يعرف عنه حب الرفاهية... وأنا أعتقد أنه إن كان مختلسا فسيظهر ذلك على هيئته...
بالعكس، فقد عاش بسيطا متقشفا وكان يعمل 20 ساعة يومياً، لباسه ثابت وهو البزة العسكرية دوماً... وطعامه بسيط لا يأكل إلا القليل.. ومثله يستطيع أن يأكل ما لذ وطاب.... ويسكن القصور ويلبس الحرير والذهب...

عاش عرفات تحت النار معظم حياته.. في الكرامة والأرض المحتلة وأيلول الأسود وجنوب لبنان والمقاطعة في رام الله...

للرجل أخطاء كثيرة... ولكن حتى من اختلفوا معه ولاموه على أخطائه نعوه نعيا يليق بنضاله وخير مثال على ذلك حماس والجهاد الاسلامي...

ناصر

ليتني أجد فيما قدم عرفات شيئاً من محاسنه فأذكرها.

لست أدري كيف يحكم على الأمور دون بينة.

عرفات كان يملك المال باسمه وهو مال لم يحصل عليه من خلال عمله ولا من عرقه بل من عرق الكثير من أبناء الأمة كافة وأبناء الأرض المقدسة خاصة. لقد دفعت أنا في هذا المال الكثير ولم يقدم هذا المال للقدس ولا لأهلها ما يذكر.

أما حب الرفاهية فلعمري ما رأيت كيف عاش في غزة قبل أن يحصره الخنزير شارون في تلك الغرفة. وأما السيارات فلقد رأيناها وعرفناها ليس له فحسب بل ولكل أذنابه وزبانيته.

يعمل 20 ساعة؟؟
سبحان الله! وماذا كان يعمل؟؟ لقد حدثني شخصياً من كان يتردد على مكتبه في غزة يوم كان هناك كيف أنه لا يكاد يصحو من ثمل وكيف أن لسانه لم يتحدث بغير ما يخجل المرء عن ذكره. حدثني بهذا أكثر من شخص أقسم على ذلك.

لباسه؟؟
هذا اللباس أخي الكريم أثمن من كل الثياب الناعمة الجميلة وهي ليست بزة واحدة بالطبع بل عدة منها وهي لم يلبسها إلا لأنها ضد الرصاص تماماً ككوفيته التي يسدلها ليحمي بقية جسده وربما ليغطي صلعاً في رأسه لم يحب يوماً أن يظهر ولم نكن لنعلمه لولا أن أجبر على خلع زيه يوم سارع ليعزي بوفاة الإرهابي رابين صاحب سياسة تكسير العطام لأطفال وشباب فلسطين.

لم يسكن القصور؟؟
من قال هذا؟؟ ثم أتراه وجد مكاناً لقصر فلم يسكنه؟؟؟ لقد كان أول أمر تم تحضيره في غزة حين قدم أول مرة قصر الحاكم ولا أرى في المقاطعة إلا قصراً فماذا يمكن أن يكون أكثر؟؟

عاش حياته تحت النار؟؟
وهل يعيش من يفعل أفعاله تحت غيرها؟؟ اقرؤوا التاريخ الحقيقي والصادق عن أيلول وما قبل أيلول وعن لبنان وما أدراك ما لبنان لتعلم أي فساد أفسدوا وأي حصاد جنوا.

والسؤال المهم هل يملك عرفات مال الشعب الفلسطيني وماذا فعل بها؟؟
الجواب نعم عرفات يحتكر مال الشعب باسمه وربما تأتي زوجه المزعومة لتطالب بهذه الأموال قانونياً .. تلك الزوجة التي تعيش في باريس بأموال الشعب حياة باذخة لا تحلم بها حتى الأميرات. المال كان سلاح عرفات اشترى به النفوس والذمم وحفظ نفسه به من خلال مرتزقة لطالما دفع لهم ولم يكن عرفات ليبقى لو لم يسيطر على المال ولرأينا الكل ممن سار دربه ينقلب عليه منذ حين بعيد.

وأخيراً لندعو الله أن يرحمه فالله غفور رحيم

تحياتي وتقديري

أخي الكريم د.سمير،
معظم ما قلتَه يا أخي خطأ... وانا لم أقل إنه نبي أو ما شابه.. قلت إنه أخطأ.. ولكن ما أوردتـَه عنه لا يمثل إلا اتهامات للرجل الذي مات قبل وقت قصير... ولم أجد من يؤيد كلامك عنه حيث أنني أعرف الحارس الشخصي له، والذي رافقه كظله قبل أوسلو لأكثر من 20 عاما... وقال لي مساويء الرجل ومحاسنه .. ولم يذكر منها شرب الخمر كما ذكرت ولا الترفيه والقصور ولبس أفضل الثياب...

وأنا أفضل أن أصدق عمي الشهيد ثابت ثابت الذي كان قائدا في فتح واغتيل من قبل إسرائيل وقال لي بالحرف رحمه الله إن عرفات يعمل 20 ساعة يوميا وإنه لا يشرب...

ومن هنا نجد أن عرفات تعرض إلى الكثير من الاتهامات.. والتهويلات..
ثم أنك لم تقل لي ما رأيك بكلام خالد مشعل عنه... ورمضان شلّح وقبلهما الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين وجميعهم أنصفوا الرجل وأنا متأكد أنهم يعرفون مساوئه... التي لا يمكن أن يخفيها أحد وجميعها متعلقة بسياسة السلام وفساد من هم حوله... وقد وصفوه بالقائد الرمز والمناضل الكبير وما شابه...

أشكرك أخي على تعليقك... ولنختلف في الرأي حوله علنا ننصفه ... وهذا طبيعي..
رحمه الله وجميع أموات المسلمين

ناصر

أخي الفاضل ناصر:

لم أحكم على ردك أو رد أحد من الأخوان بحكم مطلق أو بأسلوب خبري تقريري. لم أقل بأنك قلت خطأ أو ما شابه ذلك فلم تصدر حكماً يتصدر ردك بهذه القطعية؟؟

ثم إني أرجو في حواراتنا أن نرتكز على أمور ثلاثة هي منهج الواحة في الحوار ليكون هادفاً مثمراً وراقياً:


1. أن نكفل حرية الرأي إلا فيما يمس أو يضر.

2. أن نوجه حوارنا ونقدنا للموضوع لا لكاتبه. بكلمات أخرى أن نبحث في الأخذ والرد في أصل الموضوع ولا نتعرض لشخص الكاتب.

3. أن لا يكون اختلاف الرأي سبباً في تخالف القلوب فلا أفضل من أن يحمل كل منا الود والتقدير لأخيه وإن اختلفت وجهات النظر أو المفاهيم.

أقول ما أقول لا أعنيك به شخصياً وإنما أسس عامة انتهجتها الواحة وستحافظ عليها فاحتمل كلمات أخيك الذي تعلم يقيناً أنه يحبك.

ثم دعني أرد باقتضاب على ما قدمت من قول فأقول:

أولاً أنا لم أتحدث عن لبس أفخر الثياب بل تحدثت عن ذات البزة والكوفية المحصنات ضد الرصاص وعنده منها الكثير وإنما أشرت إلى قيمة تكلفتها العالية.

ثانياً لم أدلي إلا بما رأيت بأم عيني وسمعت بذات أذني فرأيت القصور في غزة ورأيت مدينة الترفيه على شاطئ بحر غزة التي بناها عرفات كأول مشروع يوم وصوله ليكون مقراً لما لن أورد ذكره الآن وليكون مصدراً للدخل المتدفق تلاه مشروع الكازينو في أريحا والذي قيل عنه يومها أنه أكبر مركز للقمار والمجون في المنطقة.

ثالثاً صدق أنت عمك رحمه الله تعالى ودعني أنا أصدق الكثير الكثير ممن عملوا قريباً من عرفات ولكن ليس بالقطع حارسه الشخصي آخرهم شخصية مهمة في المجلس التشريعي الفلسطيني قابلته في رحلتي الأخيرة إلى الوطن. كلهم أجمعوا على فساد الرجل وفساد من حوله. لن أفصح عما قيل لي في هذا الشأن ولكني أقول لك بأن الأمر ليس إشاعات أو تهويلات وإنما ما ثبت عندي وصح بدليل أو بشاهد.

رابعاً ليصفه الناس بما شاءوا وليقل عنه من شاء ولا شأن لي بما يقول مشعل أو شلح أو سواهم ولعلهم جنحوا إلى الحكمة فأنت تعلم أن رأيهم بغير ما قالوا قد ينتج عنه ما لا يحب كل شريف. ثم كأني بك تنحو منحى بأنني أعادي عرفات بانتمائي لتوجه سياسي معارض وأنا أؤكد لك بأنني لا أعاديه وإنما أحكم عليه بما يوافق عقيدتي وبما يرضي الله عني. إن كنت ظلمته فهو خصيمي يوم العرض.

خامساً إن فسدت البطانة فقد فسد الوالي ولا يبرر تمسكه ببطانته الفاسدة مبرر أو عذر بل هو إن صدق عذر أقبح من ذنب. ولا أزال أذكر كيف دافع عن كل من تورط في قضايا فساد إداري وفساد أخلاقي وفساد مالي آخرها يوم ثبتت التهمة على وزير المالية في سلطته بخصوص فضيحة توريد الإسمنت المصري إلى أسرائيل لبناء السور الفاصل.

أخي القضايا أكبر وأكثر وقد يفاجئك الكلام ويزعجك الرأي ولكن الحق أجدر أن يتبع.


تحياتي وتقديري

مهداه الى روح أبو عمار

كم كنت وحدك يا ابن أمي
يا ابن أكثر من أبي
كم كنت وحدك
القمح مر في حقول الآخرين
و الماء مالح
و الغيم فولاذ
وهذا النجم جارح
وعليك أن تحيا
و أن تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك
2
حطوك في حجر وقالوا لا تسلم
رموك في بئر وقالوا لا تسلم
و أطلت في حربك يا ابن أمي
ألف عام من نهار
فأنكروك لأنهم لا يعرفون
سوى الخطابة و الفرار
هم يسلخون الآن جلدك
فاحذر ملامحهم و غمدك
كم كنت وحدك
3
بيروت لا
ظهري وراء أسوار ولا
قد أخسر الدنيا نعم
قد اخسر الكلمات و الذكرى
لكني أقول الآن لا
هي آخر الطلقات لا
هي ما تبقى من هؤلاء الأرض لا
هي ما تبقى من نشيج الروح لا
سقط القناع عن القناع عن القناع
سقط القناع
لا أخوة لك يا أخي
لا أصدقاء يا صديقي
لا قلاع
لا الماء عندك
لا الدواء ولا السماء ولا الدماء
ولا الشراء ولا الأمام ولا الوراء
حاصر حصارك لامفر
سقطت ذراعك فالتقطها
و أضرب عدوك لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
و أضرب عدوك بي
فأنت الآن حر
قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة
فأضرب بها اضرب عدوك لا مفر
4
و أنا التوازن بين ما يجب
كنا هناك
ومن هنا ستهاجر العرب
قصب هياكلنا... و عروشنا قصب
في كل مأذنة .. حاو و مغتصب
يدعو لأندلس .. إن حوصرت حلب
و أنا التوازن
بين من جاءوا ومن ذهب
و أنا التوازن بين من سُلبوا و من سَلبوا
و أنا التوازن
بين من صعدوا و من هربوا
و أنا التوازن بين ما يجب .
5
أهدي إلى جاري الجريدة
كي يفتش عن أقاربه
أغديه غدا
أمشي لأبحث عن كنوز الماء
في قبو البناية
يدخل الطيران أفكاري و يقصفها
فيقتل تسع عشر طفلة
يتوقف العصفور عن إنشاده
و الموت يأتينا بكل سلاحه
البري و الجوي و البحري
ما زلت أحيا
ألف شكر للمصادفة السعيدة
يبذل الرؤساء جهدا عند أمريكا
لتفرج عن مياه الشرب
كيف سنغسل موتانا ؟
6
ولا جديد لدى العروبة بعد شهر
يلتقي كل الملوك بكل أنواع الملوك
من العقيد إلى الشهيد
ليبحثوا خطر اليهود
أما الآن
فالأحوال هادئة تماما مثلما كانت
و أن الموت يأتينا
بكل سلاحه الجوي و البري
و البحري
مليون انفجار في المدينة
و أمريكا على الأسوار
تهدي كل طفلة لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطاعون
و الطاعون أمريكا
نعسنا أيقظتنا الطائرات
وصوت أمريكا
و أمريكا لأمريكا
وهذا الأفق أسمنت لو حسن الجو
نفتح علبة السردين
يقصفها المدفع
نحتمي بستارة الشباك تهتز
البناية
تقفز الأبواب
أمريكا وراء الباب
نمشي في الشوارع باحثين
عن السلامة
فمن يدفنا إذا متنا .
محمود درويش
رحمك الله يا أبا عمار ..
رحمك الله خائنا عميلا .. ورحمك الله بطلا وطنيا محررا نزيها ..
رحمك الله لصا مختلسا .. ورحمك الله نزيها طاهر اليد واللسان
رحمك الله بكل ما فيك ، فقد كنت أشجعهم في كل تلك الحالات .. وكانوا أكثر جبنا وتخاذلا منك في كل الحالات

ليرحم الله أبو عمار الرمز .. رمز القضية ، ورمز خيانتنا لها
لا تسامحنا يا أبا عمار ..
فقد خذلناك مناضلا .. وخذلناك مسالما
خذلناك قويا . وخذلناك مريضا
خذلناك لأنك رمز القضية .. ولأننا - بالفطرة - كنا نخون القضية

ليرحمك الله .. وليرحم الله ضعفنا وذلنا وهواننا

ان كره الصهاينه لابو عمار اساسه انه تقمص شخصية الخسه والتذلل والمكر والمراوغة واللعب على الحبال والتزحلق على الكلام ..بوس الاعجاز .وخرج عليهم بشخصية الصهيوني الماكر اكثر من اليهودي الذي صورته رواية تاجر البندقية

لقد افلح ابو عمار في تقمصة لتلك الشخصية ...التى حارب الصهاينه بها وهم يعرفون ذلك تمام لذلك كانوا يكرهونه .

ابو عماااااار .....استعمل كل وسيلة في سبيل الغاية .

ابو عمار ..مكروه من قبل العرب لانه في نظرهم كان انسان متلون ومتذلل لا كلمه له ولاعهد ولا موقف ولا وقفة عز ولا شهامة ...ولكن غفل عنهم ان ابو عمار يتقمص شخصية عدوه لمحاربتهم بمفاهيمهم ونهجهم وسلوكياتهم وتركيبتهم النفسية .كل هذا في سبيل هدف واحد رسمه لنفسه ...هو اقامة دولة فلسطينية واستمرار القضية الفلسطينية بأي وسيلة وبأي غاية .

الرجل عاش ومات يجري ويكافح ويناضل من اجل هدفه هذا ولم يحيد عن مبتغاة ولا لحظه من لحظات حياته .

قد نختلف وقد نتفق مع ابو عمار ..ولكن هذا لا يعني نكران مجهود ابو عمار وعمله الدؤوب من اجل وطن اسمه فلسطين .

رحمك الله ابو عمار

السادة الأخوة الأعضاء
عندنا في مصر مثل يقول على الشخص المتوفي حديثا .. دمه لسه ما بردش ..
مقالتي لم أقصد منها سرد مثالب ومناقب الرئيس الراحل ياسر عرفات .
الموضوع كان شعور بالألم تجاه عزيز قوم ذل ....
كمال عوض

دائما هناك خلط كبير في الموقف من عرفات السياسي المحدود و عرفات القائد الوطني البارز .وأيضا عرفات الإنسان المصلوب على صليب التناقضات الفلسطينية و العربية . وهو أيضا عرفات ضحية الاستمزاج العربي الحاد الذي تضيع معه أية فرصة للموضوعية .

كان من المضحك المبكي أن يعتقد البعض أن ما يحدث من حصار لعرفات هو تمثيلية بطلها عرفات بهدف تمرير صفقة ( الخيانة ) فهذا هراء لا طائل من مناقشته ،أيضا كان من السخف وصف الرئيس عرفات بالخائن و اللص ، بينما لا يستحق إلا ما هو أهل له من صفات التكريم فهو رمز الشعب الفلسطيني وهو رئيس عربي و مناضل من جيل العمالقة .. وهو البطل الذي بعث القضية الفلسطينية من القبر إلى وهج الكفاح الذي ملأ سمع العالم
أعجب أن أجد أشرس أنواع الهجوم على عرفات من بعض الفلسطينيين ، و أعلم أن هؤلاء محبطون أو مغرر بهم بواسطة الأصوليون و بعض الأنظمة العربية التي تجند كل منها مجموعة من الفلسطينيين أو تبتزهم بحرمانهم من المأوى ، لكي ترفع صور الزعماء الوهميين في المناسبات ولا بأس من شتيمة عرفات إذا خالف ذاك الزعيم العربي .
. أخوف ما أكون أن نترك الآخرين يفكرون للفلسطينيين أو يقررون لهم .و هذا ما فعله بعض العرب لسنوات طويلة ، تحت شعارات متعددة . وما زال البعض يفعله للآن . . لقد تكالب العرب على القضية حتى خنقوا أصحابها !!. و بدلآ من أن يذهبوا بهم إلى حيفا فقدوا القدس ،و قادوا الفلسطينيين إلى الحصار . إن العرب البسطاء كانوا يحبون عرفات و يعلمون أنه يبادلهم الحب..ولكن لم يكن أن يخنقوه بهذا الحب كما فعلوا.. لم يكن عرفات والفلسطينيين مدينين لأحد .و كان عليهم أن يحققوا أهدافهم بالوسيلة و الشكل المناسب لهم.
لقد رحل عرفات و لكن الفلسطينيون مازالوا يحملون السلاح ، بينما يقف الجميع متفرجا ، و على الفلسطينيين أن يؤكدوا أن من يحمل السلاح هو وحده الذي يحق له اتخاذ القرار


حقاً لم يكن عرفات سياسياً محنكاً فتعددت أخطاؤه و هفواته التي لم تكن نتاج خط سياسي مستقل ، بل خلاصةً لتناقضات المشهد العربي و تجاذباته .. أخطاؤه في الحرب و السلم جاءت تحت ضغط الوضع الفلسطيني المأساوي و تلاعب الأنظمة العربية به و رغبتهم جميعاً في تطويق القضية و عزلها عن التفاعل شعبياً مع محيطها العربي ، و كانت الساحة اللبنانية استثناءً بسبب ضعف نظامها السياسي ، لكنها مع ذلك وفرت للاعبين الإقليميين و الدوليين فرصة تصفية الكفاح المسلح الذي أحرجها ، و لم يعد تركه وحيداً في المواجهة كافياً فتم التخلص منه .
لعل عرفات الإنسان بما يمثله لشعبه و للكثيرين من أنصار حركات التحرر هو الجدير بتعاطفنا في هذه الساعة