|
أباسلَ جمَّعتنا من جديدْ |
كحشدٍ تجمَّع في صبحِ عيدْ |
و تمَّ بأمرِ العليِّ القديرِ |
لقاءٌ كما الغيثِ أو قد يزيدْ |
حلاوتُهُ أدركتها العقولُ |
و بانت لكلِّ لبيبٍ رشيدْ |
فكانت كمثلِ اْنبلاجِ الصباحِ |
و شمسِ الضُّحى و ابتسامِ الوليدْ |
و مثلِ الربيعِ إذا ما تهادى |
لينثرَ أزهارَهُ في الوجودْ |
ألا أيُّهذا الصغيرُ الوليدْ |
بنبضِ الفؤادِ كتبتُ القصيدْ |
فعذراً بُنيَّ إذا جاء شِعري |
شجيّاً بيومِ احتفالٍ سعيدْ |
و عذراً إذا ألهبتني القوافي |
فما في الفؤادِ يذيبُ الحديدْ |
فما كنتُ يوماً عديمَ الشعورِ |
و لا كان إحساسي مثل الجليدْ |
و أبناءُ دينِ الهُدى كلَّ يومٍ |
تُراقُ دماهمْ بحقدٍ شديدْ |
تداعتْ على المسلمينَ الرزايا |
و جاس المجوسُ و عاثَ اليهودْ |
و عربدَ في أرضِ شيشانَ روسٌ |
و كشمير تشكو عُتاةَ الهنودْ |
فذا مسلمٌ أثخنتهُ الجراحُ |
و ذا قد تجرَّعَ مُرَّ القيودْ |
يُساقُ إلى الموتِ في "جُنتانامو" |
على يدِّ شيطانِ "يوسا " المريدْ |
و بغدادُ تشكو جنودَ الظلامِ |
و فلّوجةُ الخيرِ جُرحٌ جديدْ |
و في القدسِ ما ذنبُهُمْ يا صغيري |
سوى قولِهِمْ " لا " لنسلِ القرودْ |
سلامٌ على طائراتِ " الأبتشي " |
سلامٌ على القصفِ أدمى الوريدْ |
سلامٌ على السلمِ ، يغدو هُراءاً |
إذا لم يقُمْ فوق زندِ الجنودْ |
سلامٌ عليهِ إذا صار زيفاً |
و " إبليسُ " عن غَيِّهِ لا يحيدْ |
و عذراً بُنيَّ ، فما زلتُ أحيا |
كقومي على رسمِ ماضٍ تليدْ |
على نصرِ حطينَ ، أصداءِ بدرٍ |
و فتحٍ تحقَّقَ " بابن الوليدْ " |
توقفَ مجدي على بابِ عمروٍ |
و آليتُ إلا البُكا و الجمودْ |
كأنَّ زماني أبى أن يجودَ |
بأمثالِ صحبِ النبيِّ النجيدْ |
و إني إلى الأفْقِ ما زلتُ أرنو |
و أبحثُ عن خيط فجرٍ جديدْ |
فكُنْ يا صغيري كما النورِ يسري |
ليمحقَ هذا الظلامَ العنيدْ |
و كنْ بعد عمرٍ مديدٍ " صلاحاً " |
لدينكَ ، دينِ العزيزِ الحميدْ |