أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: نحن بحاجة لثورة علماء ومصلحين

  1. #1
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي نحن بحاجة لثورة علماء ومصلحين



    الملاحظ في التاريخ العربي أن الإمبراطورية العربية، بعد أن وصلت إلى أقسى توسعها، أخذت تتقلص وتتفتت تحت تأثير عوامل كل جنس، شأنها في ذلك شأن معظم الإمبراطوريات الكبرى في العصور القديمة والوسيطة..
    وقد بدأ التفتت السياسي والاجتماعي في الإمبراطورية العربية منذ ما قبل الحروب الصليبية بكثير.. وكان لهذا الحادث أثره العميق في حياة المجتمع العربي والفكر الحر فيه، لأن الاضطراب الذي ألم بالعرب فتح أعين الغرب عليهم، ونبه الشعوب الغازية لاجتياح بلدانهم.. هكذا انثالت الضربات المتوالية على العرب فشلت أوجه نشاطهم، وحكمهم الأجانب، ففقدوا حريتهم، وبالتالي فقدوا الفكر الحر، والإبداع الأصيل ومتابعة العمل العلمي، وغدا كل ما يقال معادا مكررا تمجه النفوس.

    ومن سوء الحظ أن البلدان العربية بحكم موقعها كطريق للعبور، كانت ولا زالت مسرحا لغزو الشعوب الغربية والشرقية، وأن موجات الغزو كانت تترى عليها كاسحة ومدمرة، فما أن تنحسر عليها موجة إلا وتطغى عليها موجة أخرى. وهكذا عانت البلاد العربية من مد الغارات ما عانته أوربا بين القرن الثالث والتاسع، والقرن الحادي عشر، ولا تكاد أعمال البناء والإنشاء تعاود سيرتها الأولى إلا وتأتي موجة غزو عارمة تقوض ما بنته الأجيال الجديدة. وما من شك في أن أعمال الفكر لا تنمو وتزدهر وتعطي ثمارها إلا في ظل السلام والأمن، وما كان السلام والأمن بموفورين للبلدان العربية إلى يومنا هذا.

    كانت العناصر الأجنبية التي أدخت في الجسم العربي تفتك به سرا وعلانية، والثورات والنزعات الانفصالية تعمل عملها في إضعاف هذا الجسم، حتى أن الإسلام وهو مصدر قوة العرب فهم على غير حقيقته الأولى، وأنه استسلام لطغيان البشر، وألصقت به الكثير من البدع والخرافات والأحاديث المنتحلة، هذا إلى أن الشعوب الصحراوية من تركية وتترية ومغولية، التي ابتلي بها العرب على مسار تاريخهم الطويل كانت شعوبا بدوية وغير متحضرة، همها السلب والنهب، وفرض الضرائب والسيطرة بالإرهاب والإعدام مما لا يقره عقل أو قانون متحضر.. وجو الإرهاب، إذا خيم، شل النشاط، وبدل الطباع، وشوه الأخلاق وجعلها أقرب إلى الملق والرياء والمداهنة وما إليها من أدب رخيص.
    وعندما ظهر العثمانيون على المسرح السياسي، كانت البلاد العربية في حالة خدر وإعياء تام، ولم يلقوا مقاومة تذكر إلا قليلا، فضلا عن أنهم جاءوا إليها باسم الإسلام ومخلصين لها من غارات البرتغاليين والأسبان بعد الاكتشافات الجغرافية الكبرى في القرن السادس عشر، وباسم الإسلام فتحت لهم الأبواب، وباسم الإسلام أصبح العثمانيون سادة البلاد العربية.
    ولكن ما هي الحضارة التي كان عليها العثمانيون أيام الفتح؟ لا شيء. وفاقد الشيء لا يعطيه.
    لم يكن للترك دين خاص، ولا حضارة خاصة، وكل ما عندهم لغتهم التركية، وقد أخذوا عن العرب الدين الإسلامي والكتابة العربية، وتركوا العرب وشأنهم بعد أن أثقلوهم بالضرائب من كل نوع وحكموهم حكما عسكريا.. وظلت هذه الحال إلى أن أشرف الرجل المريض على الهاوية..
    في القرن التاسع عشر، قامت حركة الإصلاح والتنظيمات في البلاد العربية تسوي بعد استقلالها من الرعايا مواطنين، ولكن بعد فوات الأوان، فقد أدركها اجتياح تيارات الغرب من جديد، عاصفا بالعرب والترك معا، وأدى بعد ذلك إلى الانفصال والقطيعة..

    وقد كان من الممكن أن تتحقق أشياء كثيرة في عالم الفكر العربي بعد استقلال البلاد العربية، وأن تتواجد طبقة علماء مستقلين يسهمون في العمل العلمي، والمادي، والتكنولوجي على الأقل، لكن الكثيرون اصطدموا بعقبات جمة عندما تغلبت المنافع الزمنية على الأفكار العملية فيهم.. بالتالي ثم حشر كل مجموعة منهم حسب حدود دولتها المقسمة وما ترك لأيديها العمل خارج مبدأ الدويلة الواحدة.
    وفيما نراه اليوم أيضا، فإن العلماء والمفكرين من خريجي الجامعات الأجنبية، وهم لا يمتازون عن أمثالهم من علمائنا ومفكرينا ذكاء ومعرفة، يجدون في بلدانهم كل الإمكانيات المتاحة للنهوض وبالعمل العلمي، والمشاركة في إغنائه وتقدمه، وطرد الجهل، نلاحظ أن علمائنا ومفكرينا لا زالوا يجدون في بلدانهم كل المعوقات بتواجد أفكار انتهازية ووصولية وقصيرة النظر من طرف المسئولين عليهم.. وفي مثل هذا الأجواء، لا يمكن للعلم والفكر أن يتحررا أو أن يتقدما إلا خطوات معدودة.

    ومع كثرة المعوقات، نضيف بشيء من الأسى، أن الكثير من المفكرين اليوم أصبحوا لا يؤثرون سوى السلامة، ويرفضون التحدي، ولا يتحملون مسؤوليتهم كقادة فكر وموجهين. ولو فعلوا ذلك لفرضوا أنفسهم على مجتمعاتهم واستطاعوا أن ينيروا السبيل أمام الأجيال الصاعدة، ويخلقوا الأجواء العلمية والظروف المساعدة لها رغم أنف كل مسئول أو حاكم يرى من مصلحته الإبقاء على تخلف شعبه قدر الإمكان..

    إن روح أي عصر من العصور، وفي أي بلد من البلاد، لا يتمثل بعقلية الكتل والدهماء والجماهير القاتمة ورجال الشارع، والمسئولين الفاقدي البصر والبصيرة، بل بعقلية الصفوة المختارة، حملة المشاعل في ديجور الحاضر لفتح طريق المستقبل.. ولن يكون ذلك إلا إذا ما آمن كل عالم ومفكر برسالته وشعر بمسؤوليته اتجاه بني قومه رغم تعرضه للاضطهاد ومحاصرته من قبل من لا يفقهون أفكاره المتقدمة والعقول منهم متفتحة على كل ما هو فان.

    وبعد ربيع الثورة.. تلك التي اجتاحت كل رئيس رابض فوق كرسيه المرصع، مطمئنا إلى استغفال شعبه زمنا طويلا، ورغم سيلان لونها الأحمر القاني في كل الدروب، نحن اليوم بحاجة ماسة إلى ثورة علماء ومصلحين، نحن بحاجة إلى شخصيات فذة وضمائر حية ثائرة على القسر الاجتماعي، وعلى كل ما تعارف عليه الناس من جهل ألفوه حتى عد شيئا ملازما لهم وتقليدا أرعنا موروثا تجب حرمته.. علماء ومفكرين مصلحين يحررون العقول من قيود الأسر التي ترسف بها، ومن الأغلال التي تشد أعناقها، ومن الأخطاء المزيفة التي أفسدت العقول، وجعلت عصور الظلام تمتد حتى عصرنا هذا.

    نريد أن نتحرر بما يكفي من وعي سليم لرؤية كل ما سبق من مطبات بالتالي تفاديها مستقبلا، على كل صعيد، وفي كل ميدان من ميادين المجتمع، ابتداء من التربية وانتهاء بالمناصب الكبرى، نريد أن نمشي على نفس الطريق التي مشيت عليه الأمم الراقية قبلنا وما زالت تغذ السير مع إضافة عنصر الإسلام مصابيح منيرة على جنبات الطريق..

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    ومع كثرة المعوقات، نضيف بشيء من الأسى، أن الكثير من المفكرين اليوم أصبحوا لا يؤثرون سوى السلامة، ويرفضون التحدي، ولا يتحملون مسؤوليتهم كقادة فكر وموجهين. ولو فعلوا ذلك لفرضوا أنفسهم على مجتمعاتهم واستطاعوا أن ينيروا السبيل أمام الأجيال الصاعدة، ويخلقوا الأجواء العلمية والظروف المساعدة لها رغم أنف كل مسئول أو حاكم يرى من مصلحته الإبقاء على تخلف شعبه قدر الإمكان..

    كم نحن في امس الحاجة الى امثال هؤلاء ممن يقفون بحزم وبقوة ليؤثروا ويغيروا لا ليتاثروا ويتغيروا
    كم نحن بحاجة الى من ياخذ زمام القيادة بشجاعة ليوجه ويسدد
    اولائك هم القادة بحق
    شكرا لك اختي بابيه على هذه الاضاءة لجانب مظلم من مسيرة امتنا
    فتحياتي لك
    وحفظك المولى

  3. #3
    أستاذة علوم اللغة
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 224
    المواضيع : 36
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أختي بابيه آمال

    إن هذا النوع من المفكرين الذين يستطيعون تغيير المجتمع إلى الأفضل لا تُتاح لهم الفرصة في عالمنا العربي ، و يتمّ التعتيم عليهم و طمس أفكارهم . بينما تُسخّر جميع الإمكانات للتعريف و " التطبيل " و " التزمير " لنوع آخــــــــــر من "المفكّرين " يعملون جادّين و بكلّ ما أوتوا من فكر دنيء على أن يبقى الحال على ما هو عليه .

    دمت و سلمت

  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    نعم نحن بأمسّ الحاجة الى ثورة العلماء والمفكرين
    واذا تكلمنا بصراحة
    فإننا نرى أن العلماء والمصلحين والمفكرين كانوا تبعاً للناس البسطاء الذين فجروا الثورات ، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكونوا هم قادتها ..
    وعلى كل حال .. نرجو ونسأل الله أن تتحقق هذه الثورة ..

    غير أني رأيت في المقال تقليلاً من شأن الخلافة العثمانية التي قادت حضارة الاسلام لـ 600 سنة مضت ..
    ولو لم تكن لهم مأثرة الا موقف السلطان عبدالحميد الثاني من القضية الفلسطينية لكفتهم ..
    وهذا بالطبع لا يمنع من الاشارة الى نقاط القوة والضعف في تاريخهم ..

    الاستاذة الكريمة بابيه أمال
    جزيت الجنة على هذا الطرح الرائع


    مع خالص دعائي وتحياتي ..


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #5
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة
    ومع كثرة المعوقات، نضيف بشيء من الأسى، أن الكثير من المفكرين اليوم أصبحوا لا يؤثرون سوى السلامة، ويرفضون التحدي، ولا يتحملون مسؤوليتهم كقادة فكر وموجهين. ولو فعلوا ذلك لفرضوا أنفسهم على مجتمعاتهم واستطاعوا أن ينيروا السبيل أمام الأجيال الصاعدة، ويخلقوا الأجواء العلمية والظروف المساعدة لها رغم أنف كل مسئول أو حاكم يرى من مصلحته الإبقاء على تخلف شعبه قدر الإمكان..

    كم نحن في امس الحاجة الى امثال هؤلاء ممن يقفون بحزم وبقوة ليؤثروا ويغيروا لا ليتاثروا ويتغيروا
    كم نحن بحاجة الى من ياخذ زمام القيادة بشجاعة ليوجه ويسدد
    اولائك هم القادة بحق
    شكرا لك اختي بابيه على هذه الاضاءة لجانب مظلم من مسيرة امتنا
    فتحياتي لك
    وحفظك المولى

    حاجتنا الماسة هذه هي رهن ثورة أخرى أخي عبد الرحيم.. وما أنفعها حين تكون ثورة فكر وعلم.. أقله قد تضيف لثورة الربيع العربي، تلك التي جابهها البسطاء بأجسادهم، نوعا آخر من المجابهة بالعقول..
    بارك الله بك على طيب المرور والتفاعل الكريم أخي..
    نسأل الله ألا نوراي الثرى إلى وهذه الثورة لها ما للثورة الحاضرة.. من نفس الهدير.. والمصير بيد الله.

    لا شكر على واجب مفروض أيها الكريم..
    رعاك ربي حيث أنت..

  6. #6
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ د خديجة إيكر مشاهدة المشاركة
    أختي بابيه آمال

    إن هذا النوع من المفكرين الذين يستطيعون تغيير المجتمع إلى الأفضل لا تُتاح لهم الفرصة في عالمنا العربي ، و يتمّ التعتيم عليهم و طمس أفكارهم . بينما تُسخّر جميع الإمكانات للتعريف و " التطبيل " و " التزمير " لنوع آخــــــــــر من "المفكّرين " يعملون جادّين و بكلّ ما أوتوا من فكر دنيء على أن يبقى الحال على ما هو عليه .

    دمت و سلمت
    هو الحال على ما ذكرته وأسوأ أختي الكريمة خديجة.. بهذا وجبت ثورة هؤلاء المفكرين والعلماء.. ممن بقيت فيهم بصيرة ترى بعين الرحمة والرجاء غدا أفضل.
    ولن يكونوا بأقل ممن يسمع هديرهم اليوم مطالبين بالتغيير، والعقول منهم بسيطة، والأيادي فارغة، لكن بجرأتها، وصلت هي إلى صنع القرار..

    بارك الله فيك أختي على طيب المرور..
    وسلمك الله حيث أنتِ.

  7. #7
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    نعم نحن بأمسّ الحاجة الى ثورة العلماء والمفكرين
    واذا تكلمنا بصراحة
    فإننا نرى أن العلماء والمصلحين والمفكرين كانوا تبعاً للناس البسطاء الذين فجروا الثورات ، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكونوا هم قادتها ..
    وعلى كل حال .. نرجو ونسأل الله أن تتحقق هذه الثورة ..

    غير أني رأيت في المقال تقليلاً من شأن الخلافة العثمانية التي قادت حضارة الاسلام لـ 600 سنة مضت ..
    ولو لم تكن لهم مأثرة الا موقف السلطان عبدالحميد الثاني من القضية الفلسطينية لكفتهم ..
    وهذا بالطبع لا يمنع من الاشارة الى نقاط القوة والضعف في تاريخهم ..

    الاستاذة الكريمة بابيه أمال
    جزيت الجنة على هذا الطرح الرائع


    مع خالص دعائي وتحياتي ..


    فإننا نرى أن العلماء والمصلحين والمفكرين كانوا تبعاً للناس البسطاء الذين فجروا الثورات ، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكونوا هم قادتها ..
    وعلى كل حال .. نرجو ونسأل الله أن تتحقق هذه الثورة ..


    نعم.. شارك البعض منهم ثورة الرجل البسيط، واضعين أيديهم في يده وهاتفين بالتغيير مطلبا.. وما ذاك إلا لضيق المربع الذي حصرت فيه أنشطتهم.
    العالم والمفكر العربي اليوم هو بين 4 تشكيلات محاصرة: السلطة، الإعلام الأعرج، الجهل المطبق ومتاعب الزمن. وما عليه سوى أن يكون صلب العزيمة حتى ما يعرف فن مناورة الخروج.

    غير أني رأيت في المقال تقليلاً من شأن الخلافة العثمانية التي قادت حضارة الاسلام لـ 600 سنة مضت ..
    ولو لم تكن لهم مأثرة الا موقف السلطان عبدالحميد الثاني من القضية الفلسطينية لكفتهم ..
    وهذا بالطبع لا يمنع من الاشارة الى نقاط القوة والضعف في تاريخهم ..


    تخلف البلاد العربية كان نتيجة عوامل سحيقة، لكن العثمانيين يتحملون تبعات تفاقمها، في وقت كان من الممكن تفاديها لو أنهم اقتدوا بالنهضة الأوربية المعاصرة آنذاك، وعملوا لإمبراطوريتهم ما صنعه الأوربيون لنهضة بلادهم.. بالتالي ما كان على البلاد العربية أن تعاني التخلف الثقيل الحمل، ذلك القدر التاريخي الممتد إلى عصرنا هذا.
    لا نندب الحظ برمي الهموم على الغير.. على الغزو الأجنبي، والفتح العثماني، والتوسع الاستعماري، وننسب تخلفنا إلى هذه الأسباب منفردة ومجتمعة دون محاسبة النفس ونقد الذات، حتى ما نصل بالنقد التاريخي إلى الحقيقة التي تعلو فوق المنافع والأغراض والأشخاص ويراها كل عقل مستنير.
    نظرة أخرى إلى تاريخ الأمة العربية تظهر أيضا أن ما بعد الخلفاء الراشدين، بعد عصور الإسلام الزاهرة، أتى حكام ومماليك تظاهروا باتباع أحكام الله وسنة رسوله الكريم في حكم الرعية إلى يومنا هذا، وشيدوا الجوامع والمساجد مرضاة له، فاستطاعوا إخفاء استبدادهم، تاركين الشعوب حيلها على غاربها، دون نسيان تمويل ممتهني الدين، والمرتزقين به، ووضعهم وسطاء بين الله والعباد.. لتمتد أحكام ذلك الزمن الغابر إلى عصر متأخر وصل فيه مفهوم التفقه في الدين وفهم الإسلام على أنه استسلام وتسليم دون مناقشة أو إعمال فكر.. نتج عن هذا فقدان الإنارة العلمية والفكرية وانتشار الجهل عن طريق التبسيط العلمي في الأوساط الشعبية لجعل أفكارها العامية أكثر رسوخا.
    ليبق القول في أن مجال تخلف الوطن العربي واسع بغير حدود، ولا يمكن إرجاعه لسبب واحد.. لكن البحث فيه يوصل إلى الحقيقة القريبة من الأغراض المبتغاة.. وفي هذا فليعمل العاملون..


    أخي رشيد
    أنا أمال فقط ولست بالأستاذة أيها الكريم..
    شكرا للفكر الرشيد أيها الرشيد..
    لك بمثل ما دعوت لي به من الخير..
    وسلامي تحية..

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    ومع كثرة المعوقات، نضيف بشيء من الأسى، أن الكثير من المفكرين اليوم أصبحوا لا يؤثرون سوى السلامة، ويرفضون التحدي، ولا يتحملون مسؤوليتهم كقادة فكر وموجهين. ولو فعلوا ذلك لفرضوا أنفسهم على مجتمعاتهم واستطاعوا أن ينيروا السبيل أمام الأجيال الصاعدة، ويخلقوا الأجواء العلمية والظروف المساعدة لها رغم أنف كل مسئول أو حاكم يرى من مصلحته الإبقاء على تخلف شعبه قدر الإمكان..


    ليس الأمر مجرد إيثار السلامة وهو من بعض زواياه مبرر في ظل واقع كفيل بتضييع كل ذي بال ومحاصرة كل صاحب همة، فالأدهى هو ذلك النزيف باتجاه الغرب، حيث تشير تقارير الجامعة العربية ومؤسسة العمل العربية والأمم المتحدة في تقارير التنمية الانسانية إلى أن المجتمعات العربية أصبحت بيئة طاردة للكفاءات العلمية ، لارتفاع نسبة هجرة الكفاءات ووجود ما يزيد على مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العليا والفنيين المهرة في الدول المتقدمة وفي اختصاصات حساسة، كما وتشير دراسة أعدتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة لوجود ما يزيد على أربعة آلالاف ومائة عالم إسلامي في مؤسسات ومراكز أبحاث غربية.
    وحيث يشير تقرير للجامعة العربية إلى أن الدول العربية تنفق ما معدله دولار واحد على الفرد في مجال البحث العلمي، بينما تنفق الولايات المتحدة سبعمائة دولار سنويا للفرد، وتنفق الدول الأوروبية ما معدله ستمائة دةلار للفرد، وحيث يذكر تقرير رسمي أعدته مؤسسة العمل العربية حول العمالى العربية المهاجرة، أن عدد حملة الشهادات العليا العرب المهاجرين لأمريكا وأوروبا يبلغ أربعمائة وخمسون ألف عالم، فإن الدول العربية التي تكفلت بإعداد هذه العقول وتأهيلها قد وفرت على الولايات المتحدة وأوروبا الغربية مليارات الدولارا ت إذ وهبتها هذه العقول الجاهزة تدفع مسيرة التقدم والتنمية دون حمل عبء إعدادها، فيما يخسر الوطن العربي ما أنفقه في إعدادهم كما يفقد كما يفقد فرصة النهوض الاقتصاجي والتنموي
    أما لماذا فبعيدا عن الأسباب الموضوعية المتعلقة بالتقدم العلمي في الغرب، وقلة وجود مراكز البحث العلمي محليا، ثمة عوامل داخلية يتصدرها عدم توفير فرص العمل الملائمة، وعدم إكتراث الأنظمة فعليا بالاستفادة من التخصصات العلمية فيكون إهمال الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص بتلك الكفاءات ومؤهلاتها، وننم الاستعانة بخبراء أجانب لقضايا ضمن إمكاناتهم ، مما يخلق شعورا جارفا بالإحباط والياس لدى كفاءاتلا تجد للهجرة بديلا.
    وللحديث شجون
    موضوع هام وجدير بالاهتمام
    أثني على ملاحظة مفكرنا الكريم بهجت الرشيد حول ما تضمن بشأن الخلافة الاسلامية
    أهلا بك أيتها الفاضلة في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    اتفق معك اختي العزيزة أن اسباباً كثيرة هي التي أدت الى ما نحن فيه ، والخلافة العثمانية أيضاً تتحمل نصيباً مما نعيشه ..
    لكن العرب بدأت تبتعد عما شرفها الله تعالى به من الدين والاسلام ، وقديماً قال عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله )
    والله سبحانه وتعالى لا يترك دينه ، فينصره بالعرب والعجم والترك ..
    والحضارة الاسلامية في مؤشرها العام كانت في صعود ، تتعرض الى هبوط هنا وهناك في مسيرتها ، لكنها ظلت محافظة على هذا المؤشر
    الى ان حصل ما تذكرين من الجمود الفكري والتخلف المعرفي والتكنولوجي ، وكل ذلك عوامل تنهش الحضارة من داخلها ، فأضيفت لها عوامل خارجية من المؤامرات الخارجية والتحرك اليهودي ، ودعوات القومية العربية التي أدت لا إلى استقلالهم كما أرادوا ، بل إلى استعمارهم ( استخرابهم ) من قبل الدول العظمى ، والتي بقيت تأثيرها الى وقت كتابة هذه الأسطر ..

    واليوم نأمل ونسأل الله تعالى أن يحقق للشعوب المسلمة الثائرة التي خرجت تطالب بحريتها وكرامتها وحقوقها
    وأن يهدينا سبل السلام ..


    رزقك الله الحسنى وزيادة

    وتحياتي ..






  10. #10
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    ومع كثرة المعوقات، نضيف بشيء من الأسى، أن الكثير من المفكرين اليوم أصبحوا لا يؤثرون سوى السلامة، ويرفضون التحدي، ولا يتحملون مسؤوليتهم كقادة فكر وموجهين. ولو فعلوا ذلك لفرضوا أنفسهم على مجتمعاتهم واستطاعوا أن ينيروا السبيل أمام الأجيال الصاعدة، ويخلقوا الأجواء العلمية والظروف المساعدة لها رغم أنف كل مسئول أو حاكم يرى من مصلحته الإبقاء على تخلف شعبه قدر الإمكان..


    ليس الأمر مجرد إيثار السلامة وهو من بعض زواياه مبرر في ظل واقع كفيل بتضييع كل ذي بال ومحاصرة كل صاحب همة، فالأدهى هو ذلك النزيف باتجاه الغرب، حيث تشير تقارير الجامعة العربية ومؤسسة العمل العربية والأمم المتحدة في تقارير التنمية الانسانية إلى أن المجتمعات العربية أصبحت بيئة طاردة للكفاءات العلمية ، لارتفاع نسبة هجرة الكفاءات ووجود ما يزيد على مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العليا والفنيين المهرة في الدول المتقدمة وفي اختصاصات حساسة، كما وتشير دراسة أعدتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة لوجود ما يزيد على أربعة آلالاف ومائة عالم إسلامي في مؤسسات ومراكز أبحاث غربية.
    وحيث يشير تقرير للجامعة العربية إلى أن الدول العربية تنفق ما معدله دولار واحد على الفرد في مجال البحث العلمي، بينما تنفق الولايات المتحدة سبعمائة دولار سنويا للفرد، وتنفق الدول الأوروبية ما معدله ستمائة دةلار للفرد، وحيث يذكر تقرير رسمي أعدته مؤسسة العمل العربية حول العمالى العربية المهاجرة، أن عدد حملة الشهادات العليا العرب المهاجرين لأمريكا وأوروبا يبلغ أربعمائة وخمسون ألف عالم، فإن الدول العربية التي تكفلت بإعداد هذه العقول وتأهيلها قد وفرت على الولايات المتحدة وأوروبا الغربية مليارات الدولارا ت إذ وهبتها هذه العقول الجاهزة تدفع مسيرة التقدم والتنمية دون حمل عبء إعدادها، فيما يخسر الوطن العربي ما أنفقه في إعدادهم كما يفقد كما يفقد فرصة النهوض الاقتصاجي والتنموي
    أما لماذا فبعيدا عن الأسباب الموضوعية المتعلقة بالتقدم العلمي في الغرب، وقلة وجود مراكز البحث العلمي محليا، ثمة عوامل داخلية يتصدرها عدم توفير فرص العمل الملائمة، وعدم إكتراث الأنظمة فعليا بالاستفادة من التخصصات العلمية فيكون إهمال الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص بتلك الكفاءات ومؤهلاتها، وننم الاستعانة بخبراء أجانب لقضايا ضمن إمكاناتهم ، مما يخلق شعورا جارفا بالإحباط والياس لدى كفاءاتلا تجد للهجرة بديلا.
    وللحديث شجون
    موضوع هام وجدير بالاهتمام
    أثني على ملاحظة مفكرنا الكريم بهجت الرشيد حول ما تضمن بشأن الخلافة الاسلامية
    أهلا بك أيتها الفاضلة في واحتك

    تحاياي
    الحديث عن الكفاءات العربية العلمية والفكرية طويل وذا شجون.. وقد تم ذكر ذوي الكفاءات العلمية والفكرية الذين هم داخل القطر العربي كونهم الأقرب إلى محيطهم المحتاج اليوم لإنارة طريق المستقبل أمامه..
    ولعلنا فقط لا نخلط بين من لم يجدوا فرص تطبيق في بلدانهم، فاضطرهم واقع الحال إلى النزوح بكفاءاتهم العلمية أو المهنية حيث الفضاء أوسع وأرحب في بلدان أخرى وجدوا فيها من الامتيازات ما لم يحذف من أذهانهم حلم العودة إلى أرض حضنتهم ذات عوز وتنتظر منهم غرس ما حصلوه من علم وكفاءة، وبين من رحلوا إلى غير رجعة وكان لهم فرص الاتصال والتواصل بما من شأنه تسليط الضوء على قضايا أمتهم، فاختاروا الخلط بين الأمانة العلمية والفكرية والمجاملة، بالتالي صاروا يحدثون الأعاجم بلغتهم ويدندنون بديدنهم.. فضاعت منهم معالم العودة..

    لك الشكر على كريم المرور ربيحة..
    وللخير دمتِ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هل نحن بحاجة إلى ابن رشد؟
    بواسطة إبراهيم عبد الله في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-02-2012, 03:25 PM
  2. الخطاب الأحدث للقائد الأعلى للجهاد والتحرير المجاهد عزت الدورى الذكرى 41 لثورة البعث
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-08-2009, 01:09 AM
  3. نحن نحبك إذن نحن موجودون
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-08-2006, 11:09 PM
  4. نحن بحاجة إلى فهم عصري للقرآن الكريم // حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-06-2006, 10:06 AM