القصيدة التي شاركتُ بها في الأمسية الشعرية التي نظمتها الجمعية الرائدة "لأجل الطنطان" تحت شعار "الطنطان بطعم القوافي" على هامش تكريم مجموعة من شخصيات المدينة الفاعلة حاضرا وسابقا، وذلك بتاريخ 15 غشت 2012..
طنطانُ*.. وجع القصيدة
شعر: محمد النعمة بيروك
الهــجرُ مـنا والــصـدودُ.. فمــعــذرَهْ
فاصفحْ ، فإن الصَّفْحَ عنـد الـمقـدرَهْ
يا سـيدي، ومـن الــصدود تواصــلٌ
ومـن التـواصل ما يثـير المـسـخرَهْ
بك موضع في أضلـعي رغم الفــرا
ق فكيـف لي يا سـيدي أنْ أنــكرَهْ
عشرون عاما أو ينــيف وخـافـقــي
رغم النوى مازال يحسب أشــهرَهْ
حــنَّ الـفــؤاد لـكـل ركــن زرتُــــهُ
وذرفـتُ دمـعا حيـن زرتُ المـــقبرَهْ
وـرأيــتُ أبـنـيـة عـفــتْ أزمـانُـــها
وغدتْ على تلك المشارف مقفـرَهْ
يا سـيـدي، وـمن الـطـلـول منـازل
أبـهـى وأجـمـلُ مـن قصور مُنْكـرَهْ
أمـشـي بـهـا مـتأثرا بسـكـونــها
و سـكـوتـهـا و أخـالـها مـتـأثـــرَهْ
طـنـطـان يا عـزا تـغلغل في الثرى
يا صرخة في المستحيل مزمجرَهْ
لـو لـم تـعـدْ في الدرب إلا طـوبـةٌ
فلسوف تبقى في ترابك مـفـخرَهْ
إن الـذيـن تــجـاهــلـوك بـغيِّـهـمْ
حُـمُـرٌ وفـرَّتْ مـن زئير الـقـسـورَهْ
طـنـطـان ما لك في الوجود مماثلٌ
يـا مـنـظـرا مِـنَّـا فـقـدنـا مـنـظـرَهْ
وقـدِ افـتقـدنا فـي الـرحاب جمَاله
وجِـمــالَـه فـي الـبـاديـة وأنـهُـرَهْ
و قــدِ افـتـــقــدنـا دُورَهُ مــزدانـةً
فــي كـلِّ حـي واســعاتٍ خيِّــرَهْ
لـكـنـما فـخر الـمـكـان بـنـاســـه
مـا أعـظـم الإنـسـان فـيه وأطهرَهْ
قـدْ لا يـكـونُ بـنـاؤُهـم مـتـحضِّرا
لـكـنـمــا أرواحـهــم مـتـحـضـرَهْ
هـمْ هـكـذا مـتـعـفـفون بطبعهمْ
وكـرامـةٌ فـي سِـرِّهِـمْ مُـتـجذرَهْ
مـهـمـا نــطـقنا لن يُعبِّرَ نـطـقُـنا
وإذا صـمـتـنـا فـالـوجـوهُ مُـعـبِّـرَهْ
طنطانُ يا وجعَ القصيدةِ، كيف لي
بالـشـعـرِ أنْ أعـلـي العُلا وأُقدِّرَهْ
فـالـشـعرُ يـبـدو قاصـرا ومُـقصِّـراً
مـستعـصيا عنْ أنْ يُقالَ.. فمعذرَهْ
*طنطان: مدينة صحراوية جنوب المغرب.