يا شامُ يا شامُ المَوَاجِعُ واحدهْ
فيكِ الذي فينا، وروحُكِ شاردهْ
كَفِّي على قلبي، وقلبُكِ راشِحٌ
يُغري دمي نزفاً، وكفُّكِ باردَهْ
ما زلتُ هذا الطفلَ يُتِّمَ حلمُه
تُدْني له الذكرى حنانَ الوالدهْ
يشتاقُ عينيها، ورَنَّةَ صَوْتِها
والأهلَ مجتمعين حول المائدهْ
اللهُ، يا اللهُ، يا للهِ مِنْ
باغٍ تجبَّرَ، والمجازرُ شاهِدهْ
موتٌ.. كأنَّ الموتَ نازحةٌ لها
وعدُ الثَّرى، والشَّامُ أرضٌ واعِدهْ
لا ترفضُ الآتين صوبَ خِيامها
الرَّاكبين الغدرَ خيلاً جاحِدهْ
الذارفين الدمعَ حُزناً كاذِباً
والشامُ تَعرِفُهم، وتصْبِرُ صامِدهْ
يا شامُ يا شامُ المسافةُ باعَدَتْ
بيني وبينكِ، والمسافةُ حاقِده
تقسو على روحي، وتُنكِرُ أنني
حبٌّ توضَّأ من دُعاءِ العَابِدهْ
يا أنتِ.. يا نعشَ النشيدِ مُكَفَّناً
بالضوءِ، مُلتبِساً بأَنِّ الزَّاهدهْ
لمْ يَسترِحْ جُرحُ التُّرابِ، ولا يَدٌ
تغدو حُنُوّاً، ثم تَرفِقُ عائِدهْ
يا كَمْ تَكامَلَ في البِعادِ حضُورُنا
بغيابِنا، جيلاً يُبايعُ قائدَهْ
يا شامُ فلّاحُ العروبةِ مُرهَقٌ
في أرضِكِ العطشى تَوَسَّدَ ساعِدهْ
ما عادَ يَحْمِلُ هَمَّها، كغمامةٍ
تدنو بها مطرٌ، وتخذِلُ صاعدهْ
يا شامُ صبرُ الأنبياءِ ورثتِهِ
ودموعُكِ الحَرَّى تَظَلُّ مُعانِدهْ
لا تنحني للقهرِ، ترفضُ ذُلَّها
تبقى شموخاً في المَحاجرِ جامدهْ
فيكِ الذي فينا، وما فيكِ الذي
فينا، وفينا أنتِ وحدكِ راشدهْ
كمْ أنتِ غاليةٌ يُرَخِّصُكِ العِدَا
ياقوتةً تُزجَى بسوقٍ كاسِدهْ
يا شــــــــام..