صوتي وسوطُكَ بيننا ضدان... والصبرُ يكسرُ قسوةَ السَّجَّانِ
قل لي لماذا لا تطيقُ بلاغتي... وبأي ذنب تستبيحُ بياني
وعلام حاصرتَ الكلامَ، وكلُّه... ماءُ العروبةِ فاضَ منه بناني
***
قُلْ للذين غَدَرْتَ بي لِتَفِي لهم... مهما فعلتم، لن يُهَدَّ كياني
سأظلُّ طفلاً لا يشيخُ بحُلمِهِ... يتلُو صلاةَ الدمعِ للأجفان
ممشاهُ يَعْبُرُه ويُدركُ أنه... ما ثَمَّ غيرُ الموتِ مِلْءَ مكان
***
عرشٌ تَوجَّسَ خوفَ طفلٍ ربما... إن عاش يَخْلُفُ منصبَ السلطان
خوفُ العروشِ على الطغاةِ كأنه... إرثُ الطغاةِ وشُفْعَةُ الولدان
فرعونُ ماتَ مُكذِّباً ليقينِه... ومُصدِّقاً لنُبُوءةِ الكُهَّان
***
موسى يقولُ لأمِّه : فلْيُلْقَ بي... يَمُّ الطغاةِ أراهُ بَرَّ أمان
لا تقلقي، فرعونُ ليس بقاتلي... أعْمَتْهُ عِزَّتُه، فكيف يراني
سأشِبُّ في كنف العدو كأنني... من صُلبه، لا خوفَ إذ يرعاني
***
عيسى يقول لمريمٍ : لا تَحزني... كم أنتِ كاملةٌ بلا أحزان
هُزِّي بجذعِ النخلِ يُسقِطْ تمرَه... رُطَباً يُخالفُ تمرَ نخلٍ ثان
وإذا لقيتِ الناسَ قولي إنَّ لي... نذراً يصومُ عن الكلامِ لساني
***
يا نارَ ابراهيمَ كوني حولَه... آياتِ بردٍ من لظى النيران
ولتُبطِلي كيدَ الذين رموا به... لِيُكَمَّ صوتُ الحقِّ بالدخان
هذا سلامُ اللهِ بُثَّ كرامةً... لنبيِّهِ، وحياً بلا نُقصان
***
دمُ يوسفٍ عَمَّ القميصَ خديعةً... والذئبُ مُتَّهَمٌ منَ الإخوان
في البئر نادى : يا أبي، يا إخوتي... والصمتُ بدَّدَه صدى الجدران
يعقوبُ ناجى ربَّهُ حتى بكى... من حزنِهِ، وابْيَضَّتِ العينان
***
نوحُ الذي صنع السفينةَ قبل أنْ... تأتي على الدنيا يدُ الطوفان
لما سعى في الناس حتى يَرْكَبُوا... لَبُّو كما أُمِروا، سوى كنعان
آوى إلى جبلٍ ليعصِم نفسَه... والماءُ فصلُ الكفرِ والايمان
***
سبحان من سوَّى لِيُونُسَ قبْرَهُ... حُوتاً ببحرٍ، ليلةَ الفُرقان
هي ظُلمةٌ، في ظُلمةٍ، في ظُلمةٍ... يا حظ مُقترِعٍ على العيدان
مَنْ قال قد ينجو ليدعوَ قومَه... مِنْ بعدِ موتٍ مُعْجِزِ البُرهان؟
***
أيوبُ نادى : ربِّ إني مسَّني... ضُرٌّ، وكلُّ الناسِ قد جافاني
يا ربِّ، وامرأتي تبيعُ ظفيرةً... من شَعرها بِلُقَيْمَتَيْ حِرمان
يا ربِّ هَبْ لي بَعدَ صبريَ آيةً... يُشفى بها مِمَّا به بُنْياني
***
**
*