أيا بحرَ المواجع والصعابِ ...
أتيـتُ إليك أشكو من مصـابي
أتيتُ إليك أشكـو من حبيبي ...
فـلا تقـسُ علـيهِ ولا تحـابـي
أنا يا بـحرُ أعــلمُ أن جرحـي ...
عميقٌ لـيس يـشفيهِ انتحابي
ولكني سـئمتُ وضاق صدري ...
ولم ألقَ سـواكَ من الصــحـابِ
فجئتكَ والأسى يدمي فؤادي ...
ودمـعي فوقَ خـدي في انســكـابِ
طريقي لوعـةٌ شوقٌ حنينٌ ...
وغـاياتي ســرابٌ في ســـرابِ
تهاوتْ خـطوتي يا بحرُ حتى ...
همـمتُ من المهـالكِ بانــسـحـابي
فكنْ لي يا رفيقَ الصــبر عــوناً ...
فمن إلاكَ يعـلمُ هــولَ مـابـي؟
ومن إلاك يعــلمُ سـرَ حـزنـي ...
ومن إلاك يأنــــسُ باقـــترابـي ؟
جمـيعُ أحبــتي يا بحـر بانوا ...
وألقـتني الـــشـواطئُ لاغــتـرابي
نديمـي في الهوى حــلمٌ و(ذكــرى) ...
وأحـزانٌ تهيـمُ بــطـرق بابي
فيا ليــت الملـيحة حين ألقتْ ...
بقلـبي في الـهوى رحـمتْ شــبابي
سقـتني في المحبة كأس حــزنٍ ...
فأدمنتُ المواجــعَ فـي شــرابي
لأحيى بالأسى ما عشتُ حــتى ...
يوارينـي الأحبـةُ في الـتـرابِ
فـإن هبــّـتْ رياحُ الدهـــر يومـاً ...
وألقـتْ عنـد قاتــلتـي كتـــابـي
سـتذرفُ دمعها كمداً وحزناً ...
ولن تلقى السبيلَ إلى عتابي
هنالك سوف تدركُ أن حبي ...
عزيفُ الصمتِ في أرض اليبابِ
تــغــنيهِ النـوارسُ للحــيارى ...
وتـلقــيهِ المواخـرُ فـي الــعبــابِ
فـما الدنيا سـوى بحـرٌ تـهـادتْ ...
علـى أمـواجـه سـفنُ الغـيــابِ
ومـا مـن مركـبٍ إلا وفيـهِ ...
فصــولٌ من حكـاياتِ العــــــذابِ
تحياتي لكل العابرين ....... نديم الأسى