السجال الشعري الإبداعي

يا مَنْ حَسِبْتم رُكوبَ الشعْرِ تلهيةً * يلهو بها ، كلُّ مَن تقلّدَ القلما
الشعرُ مَركبُهُ صَــــعْبُ القِيادِ لِمَنْ * عَيْناهُ لمْ تأكُلا ديوانَــه نَهَمَـــا
ومَن خلا عَيْشُــــهُ مِنْ أيّ نازلــةٍ * فلمْ يَذق فيهِ حِرْماناً وَلا ألمَــا

من اي جرح اتانا البوح والالم
وهل بداء يطيب الشعر و النغم

مصر الكنانةْ على اثوابها بقع
منا النجيع ومنها الدمع و الندم

لا اركس الله في ميدانها فرسا
أو يسكن العرش في لآوائها صنمُ

من كلّ شوق يعبّ الشعرُ والنغمُ * من كلّ وجدٍ مِداداً ينهلُ القلمُ
فالبوحُ من رَحِـمِ الآلام مَوْلــــــدُهُ* والبوْحُ أجملُهُ ما أنجبَ الألمُ

مالحٌ خبزُ قَصيدي

بَيْنَ فكيِّ الغِيابْ

ملحُهُ قَدْ باتَ جَمْرًا

يكتَوي منهُ الشّبابْ

**(( بياني ، بيانُ الروح ، لا للمظاهرِ * حنانيكَ فاشربْ من صفاءِ المصادرِ
جزالة لفظٍ ؟ أيْ نعم ، وفصاحةٌ * ولكنّ آساسَ الرؤى في البصــــائرِ ))**

رَغيفُ مودّتي قَدْ باتَ طُعمًا

لِغِربانِ الحنينِ القاسِيَةْ

وخَمرُ مشاعري قَدْ باتَ سُمًّا

بأقداحِ القلوبِ النّاسِيَةْ

ها قد رجعنا للقطاف الأجمل
شعر بثوب من رقيق المخمل

جاء الأحبة بنثرون حروفهم
كالدر عقــدا من معبن أجزل

**(( لكلِّ جُرحٍ أخا الإبداعِ إيلامُ ... لا تجـزعــنَّ فــإنّ العمرَ أيّــامُ
واعرُجْ إلى جنّة الأخرى على مَهَلٍ ... فموطني الخلد والأحبابُ نُـدّامُ ))**

ما أروعَ السّـــوادَ عندَ البياضْ * وأروعَ البياضَ عنـدَ السّــــوادْ
إنْ وحّدَ الروحَيْنِ معنى الإخاءْ * أو جمّـع القلبَيـنِ معنـى الـــوِدادْ

**(( دعني وقلبي والقصيد ، حبيبي
في طــيّه رام الخـلود نسيبي
يجلو بـــه الصــدأ القديم تـشـبّـبــًا
فكــأنّــه شـــهــدٌ من التهـذيبِ ))**