مَزَادُ الْأَحْلَامِ

دَخَلَ الْمَزَادَ، رَآهُ مُعَلَّقًا فِي الْعَرْضِ، شَدَّهُ مُحَيَّاهُ، اقْتَرَبَ مِنْهُ، زَادَ سِحْرُهُ فِي عَيْنَيْهِ، زَاغَ بَصَرُهُ، طَارَ عَقْلُهُ، شَقَّ الزِّحَامَ كَسَهْمٍ يَرُومُ رَمَيّتَهُ، تَغَامَزَ السَّمَاسِرَةُ عَلَيْهِ، شَطُّوا فِي الْمُزَايَدَةِ، زَايَدَ عَلَيْهِمْ، زَايَدُوا، زَايَدَ، أَخِيرًا فَازَ بِهِ بَعْدَ جُهْدٍ مُمِيتٍ، وَثَمَنٍ بَاهِظٍ، صَافَحَتِ ابْتِسَامَتُهُ الرَّاضِيَةُ ابْتِسَامَاتِهِمِ الشَّامِتَةَ، كَمْ كَانَ يَرْجُو اقْتِنَاءَهُ، يُشْبِهُ أَحْلَامَهُ مُنْذُ طُفُولَتِهِ، ارْتَدَاهُ مَزْهُوًّا، أَصَابَتْهُ صَاعِقَةُ الْخَيْبَةِ، خُشُونَتُهُ أَكَلَتْ جِلْدَهُ، ثِقَلُهُ أَنْهَكَ رِدْفَيْهِ، صَلَابَتُهُ قَبَضَتْ رُكْبَتَيْهِ، ضِيقُهُ خَنَقَ قَدَمَيْهِ، عَادَ أَدْرَاجَهُ إِلَى مَزَادِهِ الْخَاسِرِ، قَرَأَ فِي عُيُونِ الْمَارَّةِ أَنَّ السُّوقَ انْفَضَّتْ، بَاعَ مَنْ بَاعَ، وَاشْتَرَى مَنِ اشْتَرَى، أَدَارَ لَهُمْ ظَهْرَهُ بِمَشَقَّةٍ يُوَارِي دَمْعَةً تَكَادُ تَفِرُ مِنْ عَيْنِهِ.

ما أخسره من مزاد!!

يوم تعلق الأحلام على العرض في مزاد لمن يدفع أكثر ..تباع و تشترى أمنيات البشر ! كان يرجو اقتناءه لكنه لم يدر أنه لا يناسبه إلا بعد الشراء.

حلم الوظيفة ! حلم الحرية! حلم النجاح بدون مواجهة أعداءه ! حلم ....

لو كانت الأحلام تتحقق لأضحت الحياة نعيما ..

قصة قصيرة لاذعة السخرية ..أصبت الهدف شاعرنا الكريم ..

سلمت يمناك .تحاياي..

كان مزاداً على أحلام لم تتحقق وجرّت على أصحابه الخيبة والثبور ..
نص جميل مكثف و محكم..
تحياتي .

أسلم زمامه لسماسرة الأحلام يرفعون سقف يقينه بقيمة مأموله واستحقاقه ما يزعمون، حتى ابتلع الطعم تسحبهم صنارة الصيد إلى صناديق وباله..
ترميز موفّق بإسقاط سياسي مدهش عرض لاستلاب الحالمين بالحرية وسقوطهم وأوطانهم في شباك المستعمرين وأذيالهم
وسرد شائق بلغة سهلة قوية

تحاياي

أَدَارَ لَهُمْ ظَهْرَهُ بِمَشَقَّةٍ يُوَارِي دَمْعَةً تَكَادُ تَفِرُ مِنْ عَيْنِهِ.

سطرت الخيبة حروفها على وجهه؛ لأنّه عبد الأحلام غير المنطقيّة!
قصّة رائعة بسردها وعبرتها
بوركت
تقديري وتحيّتي

الذين يستسلمون للأحلاموتجارها هم الذين يحصدون الخيبات الكبيرة

قصة رائعة أخي

شكرا لك
بوركت

وما أكثر ما تأخذنا الأحلام لشيء ما نتعلق به فتطير عقولنا
في محاولة للوصول إليه مهما كان الثمن أوالجهد المبذول
وما أن نصل إليه حتى نكتشف زيف أحلامنا وتصيبنا صاعقة الخيبة.
تقنية وحرفية عالية وجدتها هنا ـ عميقة المعنى ، قوية الرمز.
كما دائما .. رائع أنت.

لا تُثمن أحلام الطفولة ولا تُقارن بأوهام الحاضر
كان صريع الوهم وضحية أحلام عصية التحقيق فانزلقت قدماه في وحل الخيبات
عميقة نجحت في نسجها وترميزها فشكرا لك شاعرنا الرائع
تحاياي

الاحلام الوردية ووالتوقعات الكبيرة تدفعنا لأن نصدق كل ما نراه متعامين عن الواقع الى أن يصفعنا لنستيقظ بخيبة تملأنا
رمزية وجمال وعميقة بحرفية الحرف المبدع
بوركت وتقديري