تنزّلُ هذي السّماء
وفي جيبِها
أنضّدُ عمرا وأحفنُ
دمعا يسيرا
لألقاك بعد غِياب
فألقى بعينيكِ خيطا
تولّدَ مع بسمةٍ
أكادُ أخطّطُ كيف الزّوايا
تُذاكِرُها
وكيف تعاليمُ وجهي
تطابِقُها
فآخذُ نفَسَا شَحيحا
يليه التّداوُلُ
كيف سأقوى لديكِ التّنفُّس
و روحي تكادُ اختناقا تُحِبُكِ
تنسلُّ تمرُقُ فوقَ العجينِ الّذي
تلمّيهِ بينَ يديكِ رغيفا
يحمّرُهُ البُعدُ
يزدادُ حجما
وأنساهُ
يحترِقُ الوجهُ
أُمسِكُ بالظّهرِ
يلسَعُ سَمعي
فأدمَعُ..
أصرُخُ: أمّاهُ حرَقَ الحنايا...
أمّاهُ ليلي اهترَأ
أمّاهُ أمّاهُ
يمّة
أذرفُ دَمْعَةْ
وأنفُخُ في راحتَيّ
عساها تُكفْكِفُ صُبْحِي الّذي هَدَّلَتْهُ المسافَةُ
أقتصِدُ الحُزنَ
تنبتُ في كفِّهِ وَحْمَةٌ
تقلّدُ وَجهِي
وأنتِ
تلمّينَ كَفّيَّ
تنفُخُ فِيهَا صلاتُكِ
ذِكْرُكِ
خُبزُكِ
ضِيقٌ غَشاكِ
تذّمّرينَ
فأُنْصِتُ
أسمَعُ وَقْعَ الغِيابِ
بِرَأسِ كِتَابي
وأُنْصِتُ
أمّاهُ أمّاهُ
يمّة
...
فعُذْرَكِ
أنّي يُراوِدُني أنّني
سأُصبِحُ دونَ صِياحِكِ كُلّ صَباحْ
وعُذرَكِ أمّاهُ إنْ بلّلَتْنِي الشِّتاءاتُ
هذانِ كفّانِ
ليلي اهتَرَأ
ودمعِي مِنَ الجُوعِ باتَ عصِيّا
جَفَا ما انطَفَأ
أتدرين؟
يفتعِلُ الشّوقُ نَارا
ببابِ الوَريدِ المُؤدّي لِغُرفَةِ طِفلٍ يَحفَظُ غَيبا
كيفَ الدّقيقُ يُلطِّخُ وَجْهَ الصّباحْ
حينَ تهمّينَ للفُرنِ
تقْتَطِعِينَ العجينَ بِحجْمِ الدّمُوعْ
وتَكسُو السّمَاواتُ وَجْهَكِ
تنتظِرينَ المساءَ لِيَغْفُوْ على راحتيكِ
عَلى تمْتَماتٍ تُجمّعُ ذِكْرَا يحفُّ الزّوَايا
وَ ـــنَا
و البُيوتَ القرِيبَةَ مِنْ بيتِنَا
و جَارَتَنا أمَّ زيدٍ
و سَقْفَ الهواءِ المُسَجَّى عَلى أرضِنا
وأمّكِ
أحفادَ قلبِكِ
حتَّى الرّفيقاتُ نِلْنَ الدُّعَاء...
أمّاهُ أمّاهُ
يمّة
...
أُنَهْنِهُ وجهَ السّماء
وأنسابُ: أمُّ
دَعيني أراها بعينِ ضَريرْ
" أمُّ ما شَكْلُ السّماءِ و مَا الضّياء وَ مَا القَمَر
بِجَمالِها يتحدّثُونَ وَ لَا أرى مِنْهَا أثَرْ "
حتّى تلعْثُمُ عيْنِيَ اليُمْنَى
يُقلِّدُ صَوْتَكِ المَبحوحَ كَيْ يَأنَسْ
فالطّينُ يا أمّاهُ لولَا الماءِ مَا اجتمَعَا
عبلة الزّغاميم
8-3-2013