بت أسأل نفسي :هل نعيش زمن الرحيل؟
هل هذا الوقت الذي تبدو فيه أرواحنا كأحصنة جامحة في فضاء رمادي من فوقه سحاب بنفس لونه ، وتغدو تائهة تبحث عن بصيص نور أو شعاع أمل فلا تجده. يتدافع الراحلون إلى الغياب ، كأنهم يفرون به من وطأة هذا العالم الذي غدا نفقاً يكتم أرواحهم ويملؤها ألماً ، ىأفلم يعد هذا العالم قادراًعلى
استيعابنا؟ أم لم نعد نحن قادرين على فهمه و إحساسه؟
هل الموت وحده طريق الخلاص من نزق هذه الدنيا ،أم إن إصلاح العالم مازال ممكناً ؟ وهل سنبقى كأشجار بغابة مهجورة في ليلة شتائية يكسوها الضباب نرتقب رحيل غيرنا ،وننتظر ان يحين رحيلنا دون رغبة ولا شعور؟
هل قدرنا أن نضيع؟ وهل قدر الآخرين أن يغيبوا؟ وهل مشكاة نور المحبة ستظل وحدها منير حياتنا أم ستغلق هي الأخرى كغيرها ،ونبقى نحن في الانتظار.
أيهاالأمل... يا تلكالشعلة النورية التي تتفتح وسط ظلل الغمام، يا إشراقة السعادة التي تبدد الرماد المكدس فوق خرائب قلوبنا هل تؤول حقيقة يوماً؟ أم ستبقى تغريراً نبتدعه لئلا تقصر أعمارنا فنخدعها بتعليلنا .
ويا روحي المتعبة ...أيتها الحسناء الممتطية صهوة حصانها الفائق القدرة، يا من تحوطك سباع الشياطين ورماح الكارهين، وتحميك منها حمائم السلام الصغيرة المبعثرة، وتاج الزهور الألق المتربع على هامتك، سأظل أحرص على ألا يصيبك ما يريدون ، ولا ينالك ما يرغبون ، وأن تهزمي وحشتك وآلامك وأعداءك، وينتصر ألمك السعيد وكآبتك الوادعة فلا تموتي و إن مات جسدي الذي تسكنين أطرافه، فأحيا بك وإن قتلوك ألف ألف مرة، إذ بك وحدك أكون...وبك وحدك أموت.