|
إن القناة بطولها وبعرضها |
قلبي عليها دائما مشغولُ |
فهي التي لاقت بصبر فؤادها |
أعداءنا منهم لنا التقتيلُ |
عبر الزمان تتابعوا في بغيهم |
جوا وجاء ببحرنا الأسطولُ |
والبر يشهد مخجلات قدومهم |
دقت بخزي المنكرات طبولُ |
ظلما وبغيا لا تزال قلوبهم |
تمضي إلينا بالهوى وعقولُ |
بقناتنا راقت لهم آلاؤها |
والروض راق بحسنه والنيلُ |
هاجوا وماجوا باستباق مسارنا |
عنا لديهم قد ثوى التحليلُ |
لدقائق الأرض الجميلة مصرنا |
عنها توالى الشرح والتفصيلُ |
أعداؤنا شنوا علينا حربهم |
فيها اللظى والفتك والتضليلُ |
وسل القناة عن التواريخ التي |
ينساب منها للأنام عويلُ |
بسجل خزيهم الأليم توثقت |
أعتى المصائب خطها الأزميلِ |
بالصخر يروي مخزيات فعالهم |
في طيها الأهوالُ والتعطيلُ |
لمسار خير بالقناة بغلهم |
جاءوا وقام على البغاة دليلُ |
تأميمها كان اندلاع حرائق |
شبت وشب بزحفهم تهويلُ |
وتحالفوا حلفا بغيضا سافرا |
بركابه حقد جثا وغلولُ |
وتجبّرٌ من أدعياء حضارة |
وتلصصٌ وتجسس وحلولُ |
ونسوا جميعا أنها في أرضنا |
عرسٌ بديع بالصفاء جميلُ |
فخم بهيج ناضر متألق |
صحو صبيح بالندى مبلولُ |
بمدائن الحسن الفريد بمتنها |
طهرٌ مديدٌ بالإباء جليلُ |
تزهو بها الآلاء يشرق جهرة |
عشق بها بالخافقات ظليلُ |
ولها المحبون الكرام توافدوا |
بالضفتين لأرضها التقبيلُ |
بالشرق سيناء الحبيبة نحوها |
تعدو إليها بالشموخ خيولُ |
فرساننا الأبطال يحمون الثرى |
ولهم بظهر الصافنات صهيلُ |
يعلو علوا بالقناة وشرقها |
سيناء جاء بذكرها التنزيلُ |
زيتونها المرغوب ينبت دهنه |
فيه اصطباغ متقن مأمولُ |
خيراتها طابت وطاب رحابها |
فيها الكليم يحفه التظليلُ |
وبها الكرام المرسلون تقدموا |
(موسى .. وعيسى .. أحمدٌ ... وخليلُ) |
تاريخ أمجاد يزيّن جيدها |
در نفيس بالسنا مصقولُ |
والضفة الأخرى تلألأ نورها |
ورحابها طول المدى مأهولُ |
هيا نعمر شرقها بتدفق |
بالشعب يا أهل المآثر قولوا : |
هل نترك الشرق الجميل بعزلة |
ينساب فيه العوز والتأويلُ ؟! |
بهواجس الأفكار يهجم بالنوى |
فيها علينا بالسراب نزيلُ |
فظ غريب مجرم متكبر |
مستثمر بالبنكنوت يميلُ |
نال امتلاكا بالصكوك ميسرا |
يأتيه بسطٌ بالعطاء جزيلُ |
والشعب ينظر معضلات حياته |
وله بعيش المهلكات مقيلُ |
باسم التجارة والصناعة يعتري |
خط القناة من العنا تحميلُ |
بالريب نرنو ما يدور بأرضها |
وبنا بحزن تستغيث طلولُ |
ستؤول للخصم الثري بماله |
حملٌ لدينا بالخطوب ثقيلُ |
أخشى على أرض القناة من العدا |
فيهم ألاعيب خفت وذهولُ |
ولهم بخبث المفزعات ولوجهم |
ولهم كلامٌ لينٌ معسولُ |
وبهم حنينٌ للقناة ومائها |
شوق لديهم بالحشا مجدولُ |
منذ اندحار الظالمين تطلعوا |
لقدومهم فينا لهم تطبيلُ |
وتخيل للعود يوما آتيا |
بئس اللئام سرى بهم تخييلُ |
فمواجع التأميم تنحر عيشهم |
نحرا به يتتابع الترحيلُ |
حقد دفين بالقلوب لأجلنا |
غل شديد بالصدور مهيلُ |
مازال فيهم بالمساوئ دافقا |
ينساب منه مع الضلال مسيلُ |
أيعود من طُردوا بخزي آنفا |
جهرا إليها حفهم تهليلُ ؟! |
إني لأرجو أن تكون قناتنا |
فينا نطارد بالسلاح دخيلُ |
هي ملك مصر وشعبها طول المدى |
فيها أضاء بخيرها القنديلُ |
ويمر فيها العالمون بأمنها |
ولهم مسار بالبحور طويلُ |
حتى إذا وصلوا القناة تبسموا |
فبها يطيب مع الهناء وصولُ |
فقناتنا الفيحاء تحمل ركبهم |
وبها انبساط بالسخاء حفيلُ |
وبها لكل القادمين حفاوة |
وبشاشة وسلامة وقبولٌ |
وبها بإذن الله جل جلاله |
من فضل ربي بالرخاء سيولُ |
تحتاج نسرا نابها ذا حكمة |
يحمي حماها (والرجال قليلُ) ! |
إني لآمل أن يصون ربوعها |
حرٌ زعيمٌ بالولاء نبيلٌ |
يعطي الحبيبة حقها بحماية |
فيها لكل المرتجى التأصيلُ |
لا يترك الأشياء حبلا غاربا |
وحدودنا قد شابها التخليلُ |
يا مصر هبي للنهوض حقيقة |
إن الحياة جسارة وهطولُ |
للمنجزات بغيثها تنمو الربى |
تخضر منها بالثمار سهولُ |
وتطل بالغرس الوفير بخيرها |
ونضارها بالمعطيات حقولُ |
سنظل نحمي للقناة حياضها |
ويكون فيها للجنود نزولُ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما انساب فينا بالهدى الترتيلُ ! |