|
وَفَاتِنة دَعَتْنِي فِي صِبَاهَا |
|
|
دَعَتْنِي لِلحِمَى كَيْمَا أَرَاهَا |
وَقَالَتْ أَبْتَغِي صَبًّا وَ إِنِّي |
|
|
لأَرْجُو مِنكَ وَصْلاً لاَ يُضَاهَى |
لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَنِيسَ دَرْبِي |
|
|
تُوَاسِي وَحْشَتِي... تَسْقِي ثَرَاهَا |
فَلَبَّيْتُ النِّدَا وَالقَلْبُ عَامٍ |
|
|
وَفِكْرِي لاَ يَرُومُ سِوَى لِقَاهَا |
وَعَيْنِي لاَ تَكَادُ تَرَى ضِيَاءً |
|
|
عَدَا مَا كَانَ يَصْدُرُ مِنْ سَنَاهَا |
فَقَالَتْ هِيتَ لاَ تَخْجَلْ فَإِنِّي |
|
|
دَعَوْتُكَ كَيْ تَرَى حُسْنًا وَجَاه |
هَمَمْتُ بِهَا وَهَمَّتْ بِي وَلَكِنْ |
|
|
فَزِعْتُ بُعَيْدَ أَنْ كَشَفَتْ غِطَاهَا |
جَمَالٌ زَائِفٌ... غَدْرٌ... خِدَاعٌ |
|
|
كَأَفْعَى تَلْتَوِي...سُمٌّ دَوَاهَا |
رَمَتْ فِي جِيدِهَا خَلْقًا كَثِيرًا |
|
|
سَقَتْ كُلَّ الحَيَارَى مِنْ شَذَاهَا |
مُلُوك الأَرْضِ جُلُّهُمُ عَبِيدٌ |
|
|
جُنُود الشَرِّ كُلُّهُمُ فِدَاهَا |
دَعَانِي حِينَهَا دَاعٍ رَحِيمٌ |
|
|
وَنَادَى : يَافَتَى حِدْ عَنْ خُطَاهَا |
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكَ أَنِ اجْتَنِبْهَا |
|
|
وَأَن لاَ تَخْدَعَنَّكَ ذَا مُنَاهَا |
فَحَاوِلْ أَنْ تَعِ القُرْآنَ دَوْمًا |
|
|
فَآيُ الذِّكْرِ يَسْمُو مَنْ تَلاَهَا |
وَقَوْلُ المُصْطَفَى حَقٌّ وَصِدْقٌ |
|
|
تَتَبَّعْ نَهْجَهُ تَأْمَنْ غِوَاهَا |
وَخُذْ مِنْ صَحْبِهِ خُلُقًا رَفِيعًا |
|
|
تَنَلْ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا هَنَاهَا |
تَزَوَّدْ لِلرَّحِيلِ فَكُلُّ نَفْسٍ |
|
|
تُجَازَى بِالَّذِي كَسَبَتْ يَدَاهَا |
تَذَكَّرْتُ المَآلَ فَصِرْتُ أَبْكِي |
|
|
فَأَفْعَالِي لِرَبِّي مُنْتَهَاهَا |
فَصِحْتُ بِهَا أَفَاتِنَتِي دَعِينِي |
|
|
فَرُوحِي ذِكْرُ رَبِّي قَدْ سَبَاهَا |
أَيَا دُنْيَا فَحِيدِي عَنْ طَرِيقِي |
|
|
فَإنِّي هَاهُنَا أَخْشَى الإِلَـهَ |
فَيَا حَنَّانُ ذِي نَفْسِي تَئِنُّ |
|
|
بِبَابِكَ تَرْتَمِي اِرْحَمْ بُكَاهَا |
وَيَا مَنَّانُ ذِي عَيْنِي تَتُوقُ |
|
|
لِوَجْهِكَ نَظْرَةً تَشْفِي عَمَاهَا |
أَيَا رَبَّ الوَرَى رُوحِي تَحِنُّ |
|
|
بِجَاهِ المُصْطَفَى بَلِّغْ مُنَاهَا |
إِلَـهِي يَا إِلَـهِي يَا إِلَـهِي |
|
|
لِغَيْرِكَ لاَ وَلَنْ نَحْنِي الجِبَاهَ |