|
ملحمة التابوت.. |
صالح بن علي العمري-الظهران |
أمّاهُ من أشعل النيران في بلدي؟! |
ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنَدِ ؟! |
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟! |
وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟! |
من مزّق الطفل أشلاءً مُبعثرة ً |
من نضّب القصف فوق الآلِ والولد ؟! |
من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ |
واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العُدد ِ؟! |
بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ |
فلم تزيدي على الشكوى ولم أزِدِ .. |
لهيّتي روعي "بمصاص ٍ" أقلّبُهُ |
فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟! |
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا |
والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي |
حتى إذا أمطرت من كل قنبلة ٍ |
ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ |
أسلمتُ روحي َ في كفّيكِ محتسباً |
ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي |
و زَفْرُ أنفاسِكِ الحرّى يجلّلني |
إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ |
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجا |
كما تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ |
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمة ً |
حزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ .. |
أشجانها تنذر الباغي بصاعقة ٍ |
و جحفلٍ في سبيل الله منعقدِ |
من شطّ دجلة من نهر الفرات أتى |
من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ |
أمّاه هل تعلم الدنيا بمحنتنا |
أما لنا في بني الإسلام من مدد ؟! |
من ذا الغريبُ الذي يفري حشاشتنا |
ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟! |
من ذا الذي فجّر الدنيا بطائرة ٍ |
غدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!! |
لمَ التشدّقُ عن حريّتي ، ودمي |
مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟! |
لم التحدّثُ عن نفطي وقد سرقوا |
زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟! |
لم التجارةُ في أرضي وفي شرفي |
أمّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !! |
لمَ الرهانُ على حُكمي، وناصيتي |
مثل الفريسة في كمّاشة الأسدِ |
لابد للكربِ يا أمّاه من فرج ٍ |
والليلُ –إن طال- لن يبقى إلى الأبدِ |
ستنبت الأرض أجيالاً مباركة ً |
تصارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ |
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنة ٌ |
والفسقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ |
والكُرْه في الدين أحقادٌ مورّثة ٌ |
وأجبن ُ القتل ِ من رشّاشِ مرتعدِ |
دعي الجناية تحكي للألى غفلوا |
حقدَ الصليبيّة الحمقاء من أمد ِ |
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا |
وهوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ |
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ |
يحيي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ |
دعي الجريمة تروي للألى سكروا |
أن النجاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ |
فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولَة ٌ |
والخلقُ ما بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ .. |
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضى |
تباركَ الله ُ فعّالاً لِمَا يُرِدِ .. |
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكتْ |
واللهُ أرحم ُ من أمٍّ على ولد ِ |
لا تقلقي فابنك الموءود مضطجعٌ |
في جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ |
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحد ٌ فلكم |
حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !! |