وجع النوى
يا ليلُ طالَ على حدِّ النَّوى الوجعُ ومن نقيعِكَ كأسُ البينِ تُجتَرَعُ إنِّي رجوتُكَ من دهرينِ تعتِقُها هذي الجفونُ التي هيهاتَ تجتمِعُ هلَّا أزَحتَ ثقيلَ السُّهدِ عن مُقَلي حتى يحِنَّ على الجنبينِ مُضطَجعُ؟ أنزَفْتِ لي يا شآمَ المجدِ أوردَتي شوقًا فما عادَ في الأوداجِ مرتَجَعُ وحوصِرَ الياسمينُ الحرُّ في رِئَتي فلا زفرتُ ولا الأضلاعُ تتَّسعُ ومن سهولِكِ يا درعا يراودُني همسُ السَّنابلِ عن شجوٍ فأستمعُ وفي حماةَ شجونُ النَّأيِ تزرعُ لي براعمَ الوجدِ في صدري وتقتلِعُ واللاذقيَّةِ شطٌّ كم بنيتُ لهُ مراكبًا من نسيمِ البوحِ تُصطَنعُ من بانِياسَ حنينٌ مُزمنٌ بدمي أنَّى اتَّجهتُ فلا يُخفى ولا يَدَعُ على الفراتِ تهجَّأتُ الجمالَ فتىً وصرتُ من مُرشديهِ اليومَ أُتَّبعُ يا ادلبَ اخضرَّت الأحلامُ وازدهرتْ على تلالكِ إمَّا الرُّوحُ تنتَجِعُ أذَّنتِ يا حلبَ الشَّهباءَ حينَ أتى من كلِّ فجٍّ إليكِ السِّحرُ يجتمعُ أتُخذلَنَّ وسيفُ الله ينظرُها؟ يا ويحَ قلبي إذا ما مُكِّنَ اللُكَعُ فأنتِ يا حمصُ يا عشقي ولي عمَدٌ لا قدَّرَ اللهُ .. إنِّي دونَهُ أقعُ