حسناء
أحمد حسين أحمد
ولربَّ حسناءٍ إذا طالعتها
طلعتْ عليكَ بشائرُ الإصباحِ
غازلتها لـمّا ابتلاني حسنها
ر دّتْ عليَّ بمبسمٍ وضّاحِ
قالتْ تنحَّ ولا تحرك ساكني
لي صاحبٌ أقسى من السفّاحِ
يخشى عليَّ من الهوا ونسيمهِ
ومن الندى ومن شذى القدّاحِ
قـلت: اطمئني لو أتى سأردّهُ
لي منطقٌ أحلى من التفّاحِ
لو ذاقهُ لمشى الهوينا تائهاً
حسبَ المها في البرِّ كالتمساحِ
حتى إذا سلكَ الطريقُ مفارقاً
نسيَ الهوى بلْ جالَ كالسيّاحِ
السحرُ في جزلِ الكلامِ مصيبةٌ
ومصيبتي عشق الجمال الصاحي
قالت: أراكَ تعلّل الأسباب لا
تخشى الخطوب بمنطق الإفصاحِ
و أنا يحركني الكلام، يشدّني
لجنائنٍ أقضي بها أفراحي
قلتُ: ابشري فجنائني مرصوفةٌ
بالزهرِ، والليمون بالأقداحِ
عندي الكرومُ تعتّقتْ صهباؤها
عومي بخمري وانتشي بالراحِ
أسقيكِ إنْ شئتِ سلافةَ مهجتي
أستـلّها من عطركِ الفوّاحِ
وتطرزي بحفيف أشعاري إذا
غـنّتْ لنا كالطائرِ الصدّاحِ
و تمتعي إنْ جنَّ ليل العشقِ حول
خبائنا أو عجَّ بالأشباحِ
قالت: أخاف الليل، يفزعني الدجى
قلتُ: اطمئني نوركِ مصباحي
نامي على كتفي تناسي رعبكِ
يحلو الحديث بجنتّي ترتاحي
سأزّقكِ حتى الصباح قصائدي
والخدُّ من قبلي كساهُ وشاحي
وأريكِ بعض مكامني ومدائني
فيها السرور تقدّمي واجتاحي
إن انتِ ما طاوعتني وتركتني
قدْ تُزدرينَ بـــشاعرٍ مدّاحِ
قـالت: أعندكَ للجراحِ بلاسمٌ؟
قلتُ: الطبيبُ أنا. فمن لجراحي؟
قالت: ترفّق بالجراحِ فبعضها
إنْ أهملتْ تعصَ على الجراحِ
هيا فخذني ولتعجّل بالدنانِ
نفضّها ،أنضو بها أتراحي
عـانـقــتها والليل منسدلٌ أشمُّ
أريجها، والملتقى بالساحِ
لـمّا احتوتني ما صحتْ عند الضحى
أسـكرتها مع ديكها الصيّاحِ
2001 ليبيا