نـَهاري المُسَافر
في رَمَـق كَليل ،
يركبُ عنوةً رغم أنـَفي
دخانَ الـوقت المتعب
طويلٌ مثـْل طـريق بلا نهاية
و شمْـعة تنْـطفىءُ فوْق جـَسَدي
حيْن منْـتَصِف الليّل
...
كيف أمْضي وحـيدًا،
أقْـتَفي أثَـري الـعَميق
لسْتُ أنـا منْ يَسـير
و فـي مهجتي نبضةٌ واحدةٌ
كـَانتْ عـَالقةً تـَجرّ حَتْفي
إلـى آخر الـعُروق..
قلْ للغيْث ينْتظرُ عَطشي
أننّي ارْتَويتُ منْ خـَافِق الجَفَاف.
أجراسٌ آيلةٌ
لـِصمت عـقيم
بعد خـتام يـلامس رائـحة الـصوت
عـقارب ذهـبيّة لا تغفو
تنـتشي لـِفـرح مـزِْدحـم
عـلى جـدران المـواعيد
بِـدقّـات تُسْـقط من منـاقيـرها
قـشور فـاكهة شمعـيّة
تَسْتعذب نـَفير الـنهاية
و تحـْفر جسد الانتظار....
قبْلَ جِمـاح الـوَجع
تَـراءى من أصْـداء اللَـذّة
رمادُ يـدي الـمنْثور
خلْف أقـدام حـَافية
و أظْـلال جَـائعة
و بريقٌ لاهثٌ خَرَج منْ رحم التكوين
ليلٌ عاقـرٌ أنـثاه
صدرُها الـعَاري بـِلا حَلَمة سَوْداء
تَتَـوضّأ بـِدم الـغِـزْلان
الآن أرسمُ بقـيّة خَطـيئَتي
عـلى زَخَـارف الأكـفان
و أرتبّ وطنَا لـنعْشي...
لي أرض يتيمة جدباء
تحملني بين نهديها
كرضيع سماويّ
على ملامحه وشْم النبوءة .