خلقها اللهُ بأجمل ما يكون وبثَ فيها من رَوحهِ مما جعل القلوب تهوي نحوها وتغازلها وتعشقها ؛ هي هكذا أُنثى .. فاتنةٌ ساحرة ليلها عشقٌ العاشقين ونهارها أُلفةٌ للمحبين وهي بين الوقتين تتجمل لمحبيها ؛ و عُشاقها يتبارون فيها أروع وأعلقُ القصائد والخواطر والكلمات وهي تجلسُ فوق عرشِ قلوبهم وتسمع جميع من حضر لكنها تبحث عن خواطر كُتِبت في لحظة من اللهفة والحرمان بين ساعاتٍ من الشوقِ ؛ لعاشقٍ يستجير من الرمضاء بالنارِ ؛ فبينما هي تسمع لهؤلاء الذين ينشدونها أعذب ما يقولون وإذ بعينها تلمح جالساً ينأى بنفسه عنهم بعيداً يحملُ معهُ أمتعة الرحيل ..
فذهبت نحوهُ خلسةً واقتربت منهُ واضعةً يدها على كتفيهِ قائلةً : أو تعتزم الرحيل ؟ أم تنأى بالغربة مني ؟ أعِشقٌ هو أم سلوة ساعة؟..
فردها بجُرحِ المحبين قائلاً ..أيا حبيبة القلب الوحيد .. أَعيدِ لي عمري من جديد .. أعيدِ
يا ابنة العشرين .. يا ابنة العشرين ..
أو أرحلُ دون عهدٍ للسنين .. أم إنكِ بكلامي تُحبينَ أن تتغزلِ؟
اقترب لأقبل اليد والجبين وعن النفسِ أخففُ هذا الشوقَ وهذا الأنين ..
يا ابنة العشرين ..
لا.. لا.. تبكين .. ما زلتِ تُعشقين ..
حتى في قلوب الحاقدين أبيضاً وشاحاً تلبسين...
عروساً لكلِ شهيدٍ تُزَفين
اللهُ أعلم و أنتِ تعلمين كلنا لكِ درعٌ حصين ..
بغدادُ ...لا..تبكين.. لا .. تبكين ..لا