لحظـــة دفء (ق.ق.ج)
يجتهدُ في بناء البيت السعيد مع طول عمره الممتد على خارطة الزمن حالماً بالسعادة فيه بعد نيفٍ وسبعين عاماً تصرمتْ باللهو واللعب مزق فيها عديد الخيارات حوله ، يغط وينغمس في التيه والإسراف ، استفاق لصوت القطار يغادر آخر المحطات ، انتبه الآن وليس بعدها أي أوان ..
أسرع يلملم بقية العمر وخاتمة المبيت بلا بيت ...
ترتفع الأعمدة شامخة ، وقد أظلها بالسقف وشيد الجدران ، أغلق الأبواب والشبابيك لينعم بالدفء بعد سنين الصقيع ، يَخطبُ زوجة من بين آلآف النساء ؛ ستهبني الدفء والحنان ، تربت على كتفي وتعطيني الدواء ، خالها والليل تصرم نصفه قمراً يبدد عتمة ليله البهيم ...!
كشفتْ عن وجهها وفيه من أثر اللطم كلفة غطتْ محاسن خدها الطري ، دعاها الى الإسفار ، فامتنعت وولت مدبرة تقلع الأبواب...! طارت بروحها من سجن الى سجن الى فضاء ...
ظل يرقبُ بقية الأمل في آثارها ، حتى تحقق أن أمله في عودتها ليس سوى سراب ، حلم جديد عابر سائح مر بخفة غافل قلبه وهرب ، عاد مخدوعا إلى فراشه يُحكم شد أطرافه ...! كم تمناها لحظة الدفء هذه ، لقد زارته دون رغبته ...!؟
غادر المكان لن يعود إليه ، رحل بجسد بارد...
محمد مشعل 24 -10 -2012