حوار هادئ
اجتمع أبو حسين – د: طلال الدرويش و أبو حسان – د: عثمان مكانسي معاً في قاعة الامتحان يراقبان الطلاب في ثانوية دبي ، في منتصف التسعينات ،فكتب أبو حسان على وريقة :
هلاّ شققـتَ عن الفؤادِ --- فعلمتَ أني في ابتعادِ
ورميتني بالهجر ظلماً --- أو بتغـييـر الـودادِ ..
أوَ يملـك الإنسان أن --- يحيا رغيداً دون زادِ
لا تظلِمَـنْ حبي بظنٍّ --- دونـه خترق القتـادِ
ثم ناولها أبا حسين ، فقرأها وكتب ذيلها :
عوفيتَ من سقَم الفؤاد --- وبرِئت من ألم البعادِ
فامنـح فـؤادَك ساعـةً --- فالقلب ملتاعٌ وصـادِ!
كـم بلبـلٍ يبكي بأيـكٍ --- صـوتـُه لحـنٌ لشـادِ
والحب درب ياصديقي --- دونـه شـوكُ القـتـادِ
ثم جاء أبو حسين بورقة كتب فيها :
لمن أعدَدْتَ شعرك والقوافي --- تجوز بها البوادي والفيافي
تحاول كتم سرك دون جدوى --- فمن أنباك أن العشق خافٍ
يموت العاشقـون بغيـر زادٍ --- وأفضلُهم رقيعُ الثوب حافٍ
فلما قرأ أبو حسان مافيها تنهّد ثم كتب :
وحبّ دون شـدوٍ بالقـوافي --- وذكرٍ بالمقولات الصوافي
يضيع كما يضيع الدرُّ إذما --- تغـيّبُـه متـاهـاتُ السوافـي
وسوف أذيع حبي يا صديقي --- على كل الحواضر والفيافي