|
الــنـــفـــسُ تــــسْــــألُ ، والأطــــيــــافُ ، والأرَقُ |
والـلـيـلُ يـعْـجـبُ كـيــفَ الـصُّـبــحُ يـنْـبـثـقُ |
كــيــفَ اسـتـقـامـتْ بــــهِ الأزهــــارُ فـاتــنــةً |
وفــــــي سَـمـاحـتِـهــا يَـسْـتــعــذبُ الأفُـــــــقُ |
والـنـائـمـونَ ، قُـصـاصــاتُ الـمـنــى ، عـبـثــاً |
قد بعـثـروهـا ، لــكــي لا يُــحــرَق الــــورَقُ ! |
أفـكــارُهــم دونــمـــا جــــــدوى نــحــاورُهــا |
لا تـعـرفُ الـطـيـشَ لـكــن خـانـهـا الـنَّــزَقُ |
تــــوثّــــقُ الـــنـــصْـــحَ إكــــرامـــــًا مـبــاهــجُــنــا |
لتـبـعـثَ الـــروحَ ، قلْ لي : أيـــن مَـــن يـثــقُ؟ |
أقولُ للقلبِ – والأجـيــالُ تـغـبـطـهُ – |
يــا عاشــقَ الــــورْدِ : مَـــهْــــلاً إنّـــــــه الألـــــــقُ |
فـاســمــعْ أحـاديـثَـنــا لا غـــــابَ مـنـطـقُـهـا |
مـــــن طـــــارفٍ ، أو تـلــيــدٍ فـــيـــك يــتــسِــقُ |
وانــــسَ الـحـيــاةَ ، تـجـاهــلْ كــــلَّ جــارحــةٍ |
فـيـهـا الـسـقـامُ ، وحـتــىّ يغربَ الـقـلـقُ |
فـقـد غــدوتَ مُحـبّـًا فـــي مـسـالـكِ مَـــنْ |
طــابَ الأصـيـلُ بـهــم ، والـفـجـرُ ، والـغـسـقُ |
بـــهـــم - لــعَــمْــري - تـلاقـيــنــا بـــــــلا حَـــــــرَبٍ |
وأنــــــــتَ مُـسْـتــسْــلــمٌ ، والــــنــــورُ مـــؤتـــلـــقُ |
وصـافـَحَـتْـهـم جــنـــودُ الأنــــــسِ ، حــامــلــةً |
سِــــرًّا تـخــفــّى ، بـجُــنــدِ الـغــيــبِ يـخــتــرقُ |
سِـــــرًّا لــــــهُ مــــــن فـــتـــوحِ الأمــــــرِ بـــارقـــةٌ |
روحــيّـــةٌ ، ولـــــهُ مـــــن شـمـسِـهــم طـــــرُقُ |
إيـــــــــهٍ فــــــــــؤادي : ولـــــلإشـــــراقِ قـــافـــيــــةٌ |
هــنــاكَ .. حــيـــثُ أمــانـــي الـشــِّعــر تـفــتــرقُ |
هــــــنـــــــاك .. إذ لا أويــــــقـــــــاتٌ تـــنـــازعـُــنــــا |
ولا فـــــــــــراقٌ ، ولا وهــــــــــــنٌ ، ولا رَهَــــــــــــقُ |
هـنــاك أسـجــدُ ، أشـــدو بالـقـصـائـدِ كــــي |
نـعـيــدُ ذكــــرى بــكــى أحـبـابَـهــا الـشَّــفــقُ |
الــنــفــسُ تـــســـألُ ، والـــفــــردوسُ ســـافــــرةٌ |
والـعـاشـقــون لــهـــم شُــغْـــلٌ بــمـــا رُزقــــــوا |
وكــــلُّ خـــِـلٍّ لـــــهُ فـــــي الـخــلــد مَـكــرُمــةٌ |
وكـــــــلُّ خِـــــــلٍّ إلـــــــى الأفـــيــــاءِ يـنــطــلــقُ |
حـــتــــىّ إذا جـــاءنــــا رضـــــــوانُ يــســألــنــا |
عـــن ذكـريــاتٍ لـهــا مــــن بَوْحنـا خـُـلــقُ |
عـــــن الـــعـــراق ، ومــــــا أفـــضـــتْ مـــروءتُـــه |
عــــن الــفــراتِ ، ومــَــن فــــي حــبّــه غــرقــوا |
عـــــن الـحـبـائــبِ أهـــــلِ الـــــروح قـدوتِــنــا |
والـصـابـريـن ، ومَــــن فــــي ركـبـهــم لـحــقــوا |
وعن عقودِ الأسى كيف انقضتْ عجبًا |
عـــــن أعْــيـــنٍ طــالــمــا أودى بـــهـــا الأرَقُ |
وعــن زمــانِ الـحـضـارات الـتــي ذبـحــت |
حـتــىّ الـرضـيـع الـــذي بالـمـهـد يلـتـصـقُ |
عــــن مـعــقــل الـكــفــر أمـريــكــا وعــاهـــرةٍ |
فـي مغـرب الأرض منهـا الجـورُ يُختـلـقُ |
يــــــا ربَّ رضـــــــوان لا أســطــيـــع أجـــوبــــةً |
فـأنــت تـعـلـم مَـــن هـانــوا ومَـــن صـدقــوا |
وأنــــت تـعــلــم كــيـــف اسـتـنـزفــوا دمَــنـــا |
مــن دون حــقٍّ ، وكـيـف الـكـون يتـضـقُ |
مــــــاذا يـــريـــدون مـــنّـــا حـيـنــمــا زحـــفــــوا |
فـــالـــزادُ هـــــــمٌّ ، ووجـــــــه الأرض مُــرتــفَـــقُ ؟ |
مـــــاذا يــريـــدون مــــــن بـــغـــداد ســيّــدتــي |
ألــيـــس مـــــن قـلـبـهــا الأنـــــوار تـنـبــثــقُ ؟ |
ألـــــــم تـــــــرفّ إلــيـــهـــم مــــــــن نـفـائــسِــهــا |
أقــبــاسُ عـِـلــمٍ نـمـاهــا الـحُـســنُ والأنَــــقُ ؟ |
مـــــاذا يــريـــدون إذ عــــــادت حـمـاقـتـهــم |
فـالـبــيــدُ تـــصـــرخ والأجـــــــواءُ تــحــتـــرقُ ؟ |
يُـــــخـــــرّبــــــون بــــيــــوتــــاتــــي وبـــــاديــــــتــــــي |
كـــادت علـيـهـم ســمــاءُ الــحــقّ تـنـطـبـقُ |
عـــــادوا فـقــالــوا لــنـــا : هـــــذي حـضـارتُـنــا |
بــالـــلـــؤم والــــغــــلّ والــكـــفـــران تــنــطــلــقُ |
وإنّــــهـــــم مـــقـــتـــوا حـــِـقـــــدًا حــضــارتـَــنـــا |
يــــــا تـعـســهــم أيّ إنــجــيــلٍ بــــــه نــطــقــوا ؟ |
كـم لقمـةٍ نهـبـوا ، كــم فـكـرةٍ سلـبـوا |
كـم دوحـةٍ ضربـوا ، كـم مهـجـةٍ زهـقـوا ؟ |
بــل إنّـهـم قـصـدوا الــروحَ الـتـي نـهـضـت |
إلــــى الأعــالــي ، وفـيـهــا الـمــجــد مـؤتــلــقُ |
فـشـوّهــوا كـــــلّ شـــــيءٍ ويـــــح قـادتــهــم |
حتىّ الطيور ، وقد ضاقـت بهـا الطـرقُ |
الــنـــفـــس تــــســــألُ والأطــــيــــافُ والأرقُ |
هــل للضمـيـر بقـايـا عـنـد مــن فسـقـوا ؟ |
فـهـم وإن جـحـدوا فــي جهـلـهـم بـرعــوا |
لـــــذاك عـــــادوا لــيـــذوي ذلـــــك الـــرمـــقُ |
تالله هِـــــــــي لـــعـــبـــةٌ أخـــــــــرى ومـــهـــزلــــة |
بــهـــا الـسـيـاســة فـــــرط الـظــلــم تـخـتـنــقُ |
بالله فـانـهــضْ صــــلاحَ الــديــن مُنـتـفـضًـا |
هـــــــذي شـــــــرورُ الـصـلـيـبـيّـيـن تــخــتـــرقُ |
أولاء قـومـك قـــد ضـــاق السـبـيـل بـهــم |
الـطــفــل يـبــكــي ، وقـــلـــبُ الأمّ يــحــتــرقُ |
بالله فـــانـــهـــضْ وبـــالأحـــفـــاد مُــنــتــخــيــًا |
ولــو طـغـى مـــن طـغــى ، أو خـــان مـرتَــزقُ |
هِـيْ صيحـة الـحـق مــن مغـنـايَ نطلقـهـا |
بــــهــــا نــــزلــــزلُ كــــونــــًا شــــفّــــه الــــفَــــرَقُ |
إمّــــــــا حــــيــــاةٌ بــــحــــبّ الــــعـــــزّ زاهــــيـــــة |
أو مـــوْتــــة بــعـــدهـــا الإصــــبــــاحُ يــنــبــثــقُ |