لبّيك يا زهر المقابر دمعةً،
نصبتْ لواء الفقدِ في ليل الكرى،
خفّاقةُ راياتها،
بين الزنابقِ لوعةً،
في رعشة الأحزان لمّا جاوزتْ
نزف الصبابة مقلتي...
أ وَ كلما جاوزتُ حدّ الصمت
غيّبني الحنين
إليك يا ليل الغضى،
وتفطّرتْ روحي عتابا
في دمي المتوقدِ...
ما كان سرا
أن نقش الخوف
أغمضَ جفنه كي لا يُرى..
أو كان سرا
أنني عاقرتُ خمرَ قصائدي..
لكنّ رملي
ذاب قبل ولادة الأمواج من ثغر القمرْ..
أبغي إلى باب الندامة سؤددا
لكنني قبل انطفاء الدرب في عينيَ
صدقتُ المطرْ..
وترنّحَ الصبرُ المنمنم زلفةُ
في شيمة الخيبات،
يتلو ما تيسّر من صباحات الصدى المترددِ..
وتنهّد العطر اليتيم معاتبا
قطر الندى،
لما تكسر بوحُه،
يوم احتضار الموعدِ ..
هذا سرابك ممطري وجعا،
وما مِنْ بارقٍ مترحمِ ..