وسُحقا إنْ رَكنتَ إلى صغارٍ
فما لك فــي السّعادةِ من نصيبِ
هنا بدأ الكاتب بما فرضه عليه الموضوع في المباشرة في النص وهو معذور هنا وذلك مطلوب في هذه القصيدة بشكل كبير
فلم يُنعمْ بدفءٍ دون نارٍ
ودُون الحَفر بالمــــاءِ الشروبِ
وهنا المثل والحكمة الجميلة بدأت تظهر في استعارة تمثيلية جذابة جدا ,,هذه هي الاستعارة التمثيلية في صورتها البديعة
وقد يراها البعض تشبيها ضمنيا كل على حسب تقديره لمعني البيت وارتباطه بسابقه
انا رأيتها استعارة تمثيلية أكثر من كونه تشبيها ضمنيا صراحة
سلامُك في رباطِك بالليالي
فلا يغررْك تأميلُ الكــــــذوبِ
جميل جدا سلامك في رباطك ,,,هنا انظر كيف اجتمع المتناقضان في طباق جميل قوى المعنى ووضحه
ويعود الشاعر في منتصف القصيدة إلى الحكمة من جديد وهو جميل جدا
فمنْ ألِفَ السلامةَ كلَّ يومٍ
يُروّع حينَ يُبلى بـــــالكروبِ
طالما بدأ البيت ب فاء أتفاءل جدا لأنه يعني لي وحدة عضوية وارتباطا بين البيت وسابقه في شرح لسابقه هي قاعدة في رأيي الشخصي
حكمة ثالثة في أقل من أربعة أبيات ,,وهذا يحسب للشاعر ربطه بين المثل والحكمه وموضوع القصيدة مما يبين المقصد ويمثل له اما في تشبيهاته الضمنية واما في استعاراته التمثيلية
ومن رضعَ المصائبَ في صباهُ
تسَلّى بالبليّةِ فـــــي المشيبِ
يا له من بيت يحتاج ساعة وحده للتحليل ما شاء الله لا قوة الا بالله
المصائب هنا استعارة تصريحية رائعة فقد شبه الشاعر الكبير محمد تمار اللبن بالمصائب وحذف المشبه وصرح بالمشبه به
وكانت الفاظ البيت منطقية سلسة حاسمة حكيمة على أني كنت أحب لو كانت كلمة البلية في قوة تفوق قوة المصائب فالمصائب جاءت جمعا وكانت النتيجة المتوقعة هي كوارث في المشيب لا بلية واحدة ولكن قد يفسر ذلك على أن البلية مجاز وكناية عن الكوارث ولكن فعلا أنا كنت أفضل لو كانت النتيجة منطقية فالمصائب حينما تكبر مع العمر لا تكون بلية فقط بل بلاوي وبلاوي وبلاوي
لكن خفف من ذلك فعل تسلى وأي ألم أن يتسلى المرء بالبلوى في مشيبه وهو كناية عن شدة الألم ..
فمــا حُرم الهزبرُ لذيذَ صيدٍ
ومـــا سلمَ الحمارُ من الركوبِ
هنا ورغم روعة التشبيه الضمني الا أنني أتسائل ما علاقة البيت بسابقه؟
كنا في البيت الماضي نتحدث عن الذي يرضع المصائب في صباه ليجدها بلوي في كبره ,,,طيب ما شأن الهزبر الآن ووو
على أنني أعجبني جدا جدا المثل في حد ذاته وأنتظر التوضيح من الشاعر الكبير محمد تمار ليقول لي ما علاقة هذا البيت بالبيت السابق له و هل في رأسه شيء معين لترتيب البيت ,,؟؟؟ انا اتوقع الاجابة لكن احب ان افسح لشاعرنا المجال ليتحدث عن هذا البيت لاني بكل صراحة من عشاق مدرسة التشبيهات التمثيلية والضمنية والاستعارة التمثيلية وأحب ان يطنب الشاعر في شرح ما كتبه هو نفسه
اذن لنقول انني استنفر ما في قلب شاعرنا ليبوح به بكل لهفة
ومــا عِيبَ الجهادُ على عزيزٍ
ومـــا حُمدَ الجبانُ على هروبِ
اذن قلب القصيدة كان من نوع فريد هو الحكمة والمثل
أخُو العلياءِ يشربُ من مُضاضٍ
ويـرفعُ هــامَة الوطن السليبِ
ما شاء الله ,,أحسنت أخي محمد تمار شاعرنا المغرد
لنا عودة ان شاء الله معلقين محللين لهذه الدرة الكريمة للشاعر الكريم