أخرجوها، أجلسوها، تسمع الهَرَج حولها لكنها لا تبصر شيئًا، عود الثقاب يزمجر بالقرب منها معلنًا ثورته على من أيقظه من سباته، فتطاير الشرر منه ليصيبها، انتشت، أحست بدفء الحياة يسري في أوصالها، ذرفت دمعتين لم يدر أحد أهما حزن على عود الثقاب الذي انتحر، أو هما فرحة العودة إلى الحياة بعد زمن الركود؟
وضعوها حيث يراها جميعهم، فرأت السعادة تَغْمِز أعينهم، حتى الهواء كان فرحًا بها، فصار يدنو منها ويخطف قبلة من ضوئها فتنكمش خجلاً، عندها يشعر بوهجها فيبتعد، فيتعملق لهبها في إغراء وكأنها استلذت مطارحته، يا إلهي كانت أميرة الحفل، فكلهم ينظر إليها بحنوٍّ زائد، فشعرت بالتَيْهِ وقررت أن تزيد من رقصها كي تعجبهم، فصار العرق يتجمد عند قدميها وهي لا تبالي، شعرت بنور قوي، انصرف كل من كان يصفق لها، استمرت في رقصها الذي صار ينهكها، شعرت بأنها تهوي، تحجَّرت قدماها، بعد قليل لم تعِ شيئًا، في الصباح أحست بشيء يقتلعها من مرقدها، شمت رائحة كريهة وسط كيس أسودَ يلفها.