ففي ليل المحبة طاب سهدٌ ......يجول محاجري والحب طابا
وليل الصب مظلم مثل قفرٍ.... ونور البدر يلتحف السحابا
وعين الصب ما نامت جفونٌ ....وجمر الدمع يزداد انسكابا
فلا نامت عيون الشوق يوما ......ولا ذاقت من الشهد الرضابا
وكيف النوم والأحزان تسري ....كمثل السم في قلبٍ عذابا
ولو صاب الفؤاد سنان رمحٍ ....فنعم من اصبتَ ومن أصابا
ولو أخشي فإن الحب نارٌ ....وأهل الحب يحتملوا الصعابا
حبيبي لم يزل في الحب سهمٌ .....يخيف العاشقين وقد اصابا
فلاتسمع كلام القوم إني .....عهدت الصب لايخشى العقابا
ملأت الكأس مرا من نصيبي .....وقلت اشرب فما أحلا الشرابا
و أُمني النفس من شفتيك شهدا......... فكان الموت والمر الجوابا
فهل يارب تهديني لدربي .....وتهدي النفس ياربي الصوابا
عروبتنا تنادي كل يومٍ ....أيا قوما فمن للبيت آبا
عرين الأُسد تسكنه كلابٌ.....وبيت الرب نتركه خرابا
فأم القوم تبكي من فقيدٍ ....وطفل القوم ينتحب انتحابا
وهل يكفينا خزي العار أنا ....كمثل النار أنتجت الترابا
فلا كنا كبدر الليل يعلو .....ولا كنا كمن تبع السرابا
فنندب حظنا في كل يومٍ...... ونرجو من كلاب الغرب (رابا )
كأنا لم نكن يوما أسودا...........نصول في معاركنا شهابا
وماكان الصحاب لنا جدودا ......وما كنا لأُسد الشرق نابا
عفانا أن نكون من الموالي .....فنحن العُرب نملكها الرقابا
وفي الآفاق أمجادٌ لقومي ........فمن ذا يعتلي هذا السحابا
عراقٌ ثم قدسٌ في وريدي ....... ودمع العين ينسكب انسكابا
ونهر النيل يجري من عروقي .......وللشآم انتسب انتسابا
كفانا ما بلونا من جراحٍ....وكان الهم للقلب الخضابا
ومن يمدح بهذا اليوم هرّا .......فقد نال من الله العقابا
كفانا في السراب نعيش ليلا .....وما طلع الصباح ولا استطابا
تنام عيوننا نوما كذئبٍ........ويصحو القلب يرتشف اليبابا
ولكن رغم كل الهم نحن ...... بلاد العُرب والكل أجابا
سنصحو من ضلال الوهم يوما ........ونغزوا كل عقلٍ قد تغابي
وفي أيدينا سيف الحق يضوي ......وفي الشريان أجرينا الكتابا