ما لك يا حبيبي لم اراك تموت امام ناظري ، ما الذي جرى ا لم تكن في الماضي ابا للدنيا باسرها ، و مهدا للإنسانية ، ا لم تكن نبض كل واحد منا وعشق لا ينتهي لكل عراقي ، ا لست انت الذي رفعت رؤوس ابنائك فخراً باسمك ، لم اليوم نراك ذليلا مهانا غير قادر على رفع رأسك خجلا من العار الذي لحق بك . ا لم تكن في السابق انت الذي يتسلط على العالم ولم يكن وجود لمن يقوى على الوقوف امامك، اليوم و قد أصبح العالم يتسارع و يتنافس لكي يسيطر عليك ...
بلادي بعزتها التي لا تقهرها دولة من الدول اصبح الان كل العالم يتسابق على قهر جبروتها وتحطيم كبرياءها ، فمن ذا الذي يستطيع اذلالها قبل غيرها ومن القادر على اهانتها وجعلها تركع عند قدميه. من ذاك الذي سيحصل على هذا الشرف قبل الغير .اجل انها شرف ما بعدها شرف ان يرسم العار على جباه بلادي هي شرف عظيم لكل دولة أن يحطم كبرياء وطن وشعب ظل مهيوبا على مر العصور هي شرف عظيم. أ سمعتم يا دول العالم .تسابقوا فإن الحصول على ارض وطني واذلالها ليس بالأمر الهيئن
فهذا وطني ليس كغيره من الأوطان لأنه ببساطة عنوان لكل الحضارات والتاريخ....
يا وطني أ لم تكن ملجئ لكل إنسان أراد الامن والحماية أ لم يلجأ إليك كل من ذاق مرارة الحرب والظلم وشرب من كأس الجوع والحرمان
ها وقد اصبحنا نراك اليوم بعد ان قلبت الموازيين
فابناؤك الذين فتحوا قلوبهم قبل دورهم لكل من لجأ إليهم
اليوم وقد باتوا لاجئين مذلولين مهانين هنا وهناك .......
يا وطني ها انت وقد أصبحت ذلك الذي يرغب العالم بالوقوف الى جانبه ومساندته شفقة منهم بك على حد زعمهم بعد أن كنت انت من تقف الى جانبهم وتشفق عليهم ....
آه يا وطني ماذا حل بك لم كل هذا وانت ارض الحضارات
لطالما عشقناك بعزك و ذلك ...
لطالما عشقناك بعافيتك و مرضك ...
بكل ميزاتك وعيوبك احببناك ......
ستبقى يا وطني ملاذ كل عاشق ينبض فؤاده بإسمك...
ستبقى ملاذ كل محتاج حنى رأسه خجلا من لطفك وكرمك الذي لا يموت رغم وشكك على الموت...
بلادي ها وقد ذبلت ازهارك . وجفت مياه انهارك حزناً عليك . وبات الماء فيك دما . وأصبح خضار ارضك رمادا ....
آن لك ان تعود إلى سابق عهدك يا وطني
حان الوقت ليزهر ورود الربيع وتعود لمياه الرافدين صفاءها ويعود للموصل الحدباء خضارها فهي ام الربيعين وتثمر نخيل بصرة الفيحاء وتنزع من بغداد رداء الاحزان وترسم على وجهها الجميل ابتسامتها الساحرة المفقودة وذلك بعد أن تحتضن أبناءها العراقيين من زاخو الى الفاو ....
يا عراق الرافدين آن لك العودة إلى مكانك الطبيعي في المقدمة ثم المقدمة