أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: نصيحة لإخواننا علماء نجد

  1. #1
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    Lightbulb نصيحة لإخواننا علماء نجد

    مع اعتقادي الشخصي أن النصيحة لن تفيد مع علماء الارهاب و التكفير في السعودية ، لكن عل الذكرى تنفع المؤمنين ..

    مقدمة كتاب (نصيحة لإخواننا علماء نجد)

    االدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد فإن السيد يوسف الرفاعي، واحد من أبرز فضلاء الكويت وعلمائهم، جمع في علمه الإسلامي، منذ عرفته، بين النشاط العلمي والدعوي والجهود الإنسانية والاجتماعية والأعمال الخيرية.

    آمر بالمعروف ناه عن المنكر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً معتمداً _ بعد العلم _ على عدة من الحب في الله والشفقة على عباد الله.. يواصل المسلمين جميعاً على اختلاف فئاتهم وجماعاتهم مواصلة الأخ لإخوانه المؤمنين، ساعياً إلى استصلاح هذه الأخوة بمدّ جسور التناصح معهم، مستهدياً في ذلك بأمر الله القائل: ( ... فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) وتذكرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (الدين النصيحة ... ).

    وتلك هي سيما الصادقين من عباد الله، والمخلصين في تنفيذ أوامره والانقياد لتعاليمه.. نحسبهم ونتبيّنهم بالسيما ولا نتألى على الله عز وجل.

    قرأت له هذه الرسالة.. وإنما شدني إلى قراءتها عنوانها المضمخ بمشاعر التقدير والمنبئ عن صفاء القصد، ودافع التعاون على طريق مرضاة الله: (نصيحة لإخواننا علماء نجد) ولو رأيت في العنوان ما ينبئ عن نقيض ذلك لأعرضت عنها وألقيتها جانباً ولما ضيعت في قراءتها وقتاً أنا بأمس الحاجة إليه.

    ولما بدأت في قراءتها، رأيتني أما ما يطابق العنوان وينسجم معه: تذكرة هادئة محبّبة ونصائح تعبر عن الغيرة الصادقة على دين الله، والشفقة الخالصة على هؤلاء الإخوة أن يشردوا عن صراط الله.

    واستعرضت نصائح الأخ السيد يوسف الرفاعي لهؤلاء الإخوة من أولها إلى آخرها، وعدت بها إلى ما أعلمه من ميزان الشرع ودلائله ومصادره، فوجدته محقاً في كل ما ينصحهم به ويحذرهم منه. بل إنه ليتكلم في ذلك باسم سائر علماء المسلكين الذين يهتدون بهداية القرآن والسنة وينهجون منهج السلف الصالح، أياً كانوا وأينما كانوا.

    وما أعلم أن العالم الإسلامي أجمع في استيائه من أمر من الأمور في عصر من العصور كاستيائه من هذا الذي يقدم عليه الأخوة مسؤولو المملكة وعلماؤها اليوم، من إخلاء مكة والمدينة وما حولهما من سائر الآثار المتصلة بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخصية والنبوية، وما يتبع ذلك من الإقدام على أمور تناقض الشرع وتناقض المنهج الذي كان عليه السلف الصالح، كمنع المسلمين من زيارة البقيع ومنع الدفن فيه، وتكفير سواد هذه الأمة بحجة كونهم أشاعرة وماتريديين!.. وهل كان الإمام الأشعري إلى نصير السلف الصالح بإجماع الأمة؟!

    والذي زاد من هذا الاستياء الذي بلغ اليوم ذروته، أن هؤلاء الأخوة الذين يقدمون على هذه الفظائع المنكرة، ماضون ومستمرون في ذلك في صمت وقدر كبير من اللامبالاة! وقد كان أدنى ما يقتضيه الالتزام بأوليات الدين الإسلامي والبديهيات المتفق عليها من أحكامه أن يبدأ هؤلاء الإخوة فينشروا بيانا يأتون به على سمع العالم الإسلامي وبصره، يوضحون في الدليل على ما قد تحقق لديهم من وجوب هدم آثار النبوة والقضاء عليها، وملاحقتها بالمحو أياً كانت وأينما وجدت، ومن ثم يعلنون عن عزمهم _بناء على ذلك_ على تنفيذ ما يقتضيه الحكم الشرعي المقرون بدليله.

    ولقد كنت ولا أزال واحد من ملايين المسلمين الذين تأخذهم الدهشة لهذا الذي يجري في مكة والمدينة، تحت أبصار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مع الاستخفاف بمشاعرهم وعلومهم ومعتقداتهم، ودون تقديم أي معذرة بين يدي مغامراتهم العجيبة هذه، من حجة علمية يتمسكون بها، أو اجتهاد ديني حق لهم أن يجنحوا إليه!

    بل لقد آثرت، تحت تأثير هذه الدهشة، أن أبدأ فأتهم نفسي بالجهل، وأن أفترض في معلوماتي الشرعية خطأ توهمته صواباً، أو حكماً غاب عني علمه، وذلك ابتغاء المحافظة على ما هو واجب من حسن الظن بالأخوة المسلمين، لا سيما العلماء منهم، ما اتسع السبيل إلى ذلك..

    فرحت أنبش سيرت السلف الصالح وموقفهم، بدءاً من عصر الصحابة فما بعد، وأستجلي _من جديد_ موقفهم ن آثار النبوة، سواء منها العائد إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ذات الدلالة على رسالته ونبوته، فلم أجد إلا الإجماع بدءاً من عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مشروعية التبرك بآثاره، بل رأيت الصحابة كلهم يسعون ويتنافسون إلى ذلك.. ولا ريب أن مشايخ نجد يعلمون ما نعلمه جميعاً من ورود الأحاديث الصحيحة الثابتة في الصحيحين وغيرهما، المتضمنة تبرك الصحابة بعرق رسول الله وشعره ووضوئه وبصاقه والقدح الذي كان يشرب فيه، والأماكن التي صلى فيها، وجلس فيها أو قال فيها.

    ولا نشك في أنهم يعلمون كما نعلم أن عصور السلف الثلاثة مرت شاهدةً بإجماع على تبرك أولئك السلف بالبقايا التي تذكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، من دار ولادته، وبيت خديجة رضي الله عنها، ودر أب أيوب الأنصاري التي استقبلته فنزل في أيامه الأولى من هجرته إلى المدينة المنورة، وغيها من الآثار كبئر أريس وبئر ذي طوى ودار الأرقم... ثم إن الأجيال التي جاءت فمرت على أعقاب ذلك كانت خير حارس لها وشاهد أمين على ذلك.

    ثم إن العالم الإسلامي كله يفاجأ اليوم بهذه البدعة التي يمزق بها أخواننا مشايخ نجد إجماع سلف المسلمين وخلفهم إلى يومنا هذا، فدار ولادة رسول الله تهدم وتحول إلى سوق بهائم، ودار ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة تحول إلى مراحيض! وتمر أيدي المحو والتدمير على كل الآثار التي تناوبت أجيال المسلمين كلهم شرف رعايتها والمحافظة عيها.

    والأعجب من هذا كله أن مشايخ نجد يرون مدى استنكار العالم الإسلامي وغليانه الوجداني، لهذه البدعة التي تزدري إجماع المسلمين من قبل وتستخف بمشاعرهم الإيمانية، دون أن يتوجهوا إليهم بكلمة يبررون فيها عملهم ويشرحون فيها وجهة نظرهم. إذ المفروض _ إذا كانوا هم المصيبون في عملهم هذا وعلماء العالم الإسلامي قاب جاهلون ومخطئون _ أن يتوجهوا إليهم ببيان هذا الذي يعرفونه، حتى يتنبهوا إلى خطئهم ويتحولوا إلى الصواب الذي امتازوا وانفردوا عن العالم كله بمعرفته.. وبذلك يكسبون أجر هدايتهم وإرشادهم إلى الحق الذي تاه عنه المسلمون خلال أجيالهم المنصرمة كلها.

    وإني لأروي بهذه المناسبة القصة التالية التي بدأت ثم لم تتم!..

    تشاكينا، أنا وصديقي الأجل الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، في لقاء بمناسبة مؤتمر عقد في إحدى بلداننا العربية هذه، تشاكينا هذا الوضع المؤلم الذي كاد أن يستولد من أرض نجد إسلاماً جديداً لا عهد للسلف الصالح به، ومن ثم فقد أصبح هذا الوضع سبباً لأسوأ مظاهر التناحر والشقاق في العالم الإسلامي، بل في جل المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا.

    قال لي الدكتور عبد الله: حقاً إنه لوضع مؤسف. فما الحل؟

    قلت: الحل هو أن نتحاور مع هؤلاء الإخوة ونتجاذب أطراف الحديث طبق موازين العلم، فإذا تحقق الإخلاص وخلت المقاصد من الشوائب، فإن العلم يهدي إلى الحق، والحق يهدي إلى الوفاق.

    واتفقنا، بناء على هذا، على إقامة ندوة علمية في المملكة العربية السعودية، مؤلفة من عشرة من علماء المملكة ممن يتمتعون بالعلم الوفير والإخلاص لدين الله والغيرة على وحدة الأمة، ومن عشرة من بقية العالم العربي، يتسمون بالصفات ذاتها، على أن تطرح فيما بينهم هذه المسائل المستحدثة التي لا عهد للسلف الصالح بها، على حدّ علمنا وطبق ما انتهت إليه معرفتنا. فيتناقشون بها طبق منهج علمي متفق عليه، والمأمول عندئذ أن تتجلى الحقائق وينجلي عنها الضباب والأوهام اللذان يسببان سوء الرؤية، ومن ثم يؤدي سوء الرؤية إلى الوقوع في المسالك المتعبة والسبل المضللة.

    وتفرقنا على هذا الأساس، والتزمت أن أقترح أسماء العلماء العشرة من مختلف بلادنا العربية وفي مقدمتها سورية، كما التزم هو أن يقترح أسماء العلماء العشرة من المملكة، ومن ثم يتحدد الموعد ثم يتم اللقاء.

    ولقد وفيت بما التزمت، فأرسلت إليه أسماء العلماء العشرة الذين تأملت فيهم العلم الوفير، والإخلاص لدين الله والغيرة على وحدة المسلمين... وانتظرت أن أتلقى منه بقية الأسماء وتحديد ميقات الندوة ومكانها. وها أنا ذا لا أزال أنتظر، وقد مرّ على هذا الاتفاق سنوات!!.

    وقد علمت أن صديقنا الوفيّ هذا بذل ما في وسعه. ولم يأل جهداً في أن يختار من علماء المملكة من تتوافر بهم أركان تلك الندوة، ولكنهم كانوا كعادتهم يفرون من المواجهة والنقاش في هذه المسائل بالذات، بمقدار ما يقبلون منفردين ومتحمسين لتنفيذ أرائهم الخاصة بهم فيها!!..

    والسؤال الذي لا بدّ أن نتطارحه بناء على هذا هو:

    أفهكذا يكون الإخلاص لوجه الله في إقامة المعروف وإزالة المنكر؟

    كيف يكون المعروف معروفاً إذا لم نتداع نحن الإخوة المسلمين متعاونين لمعرفته والتعريف به؟

    وكيف يكون المنكر منكراً في علمنا الإسلامي إذا لم نتداع متعاونين لمعرفة كونه منكراً، ومن ثم للتعاون على إنكاره؟

    كيف يكون انفراد إخوتنا مشايخ نجد بالإقدام على هذه الأعاجيب التي عددها السيد يوسف الرفاعي في رسالته الحوارية هذه والتي بلغت 58 أعجوبة، والتي بحثنا فلم نجد في دين الله ما يسوغ هذا الإقدام عليها، أقولك كيف يكون انفرادهم عن سائر علماء المسلمين في الإقدام على مستحدثاتهم هذه دون أي استثارة لهم أو تعاون معهم، عملاً إسلامياً مقبولاً، وقد كان الإسلام ولا يزال قائماً، وفي كل أموره وشؤونه، على التواصل والتعاون؟

    على أني لا أيأس... وسأظل متفائلاً ما وجدت إلى ذلك من سبيل.

    إنني في الوقت الذي أشكر فيه أخي السيد يوسف الرفاعي على رسالته الحوارية الهامة في مضمونها، والمحببة واللطيفة في أسلوبها، أرجوا أن تلقى أذاناً صاغية من الإخوة الفضلاء الذين وجهن إليهم، كما أرجوا أن تلامس من قلوبهم حرقة الإخلاص لله والغيرة على حرمات الله والشفقة على صلة القربى في نطاق رحم الإسلام، كما أرجوا أن تذكرهم هذه الرسالة بأن الإسلام لا يتكامل في كيان الإنسان إلا إن دخل العقل يقيناً وهيمن على القلب حباً وتعظيماً.

    فهلا تلمستم _ يا علماء نجد _ مكان محبة الله ورسوله من أفئدتكم، وهلا استنبتّم هذه المحبة إن رأيتموها ضامرة بمزيد من ذكر الله عز وجل.. إذن لدفعكم هذا الحب _والله_ إلى حراسة آثار النبوة وصاحبها بدلاً من محوها والقضاء عليها، ولسلكتم في ذلك مسلك السلف الصالح رضوان الله عليهم.. وإذن لأقلعتم عن ترديد تلك الكلمة التي تظنونها نصيحة وهي باطل من القول، وتحسبونها أمراً هيناً، وهي عند الله عظيم، ألا وهي قولكم للحجيج في كثير من المناسبات: إياكم والغلو في محبة رسول الله!...

    ولو قلتم، كما قال رسول الله: لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، لكان كلاماً مقبولاً، ولكان ذلك نصيحة غالية، أما الحب الذي هو تعلق القلب بالمحبوب على وجه الاستئناس بقربه والاستيحاش من بعده، فلا يكون الغلو فيه _عندما يكون المحبوب رسول الله صلى الله عليه وسلم_ إلا عنوانا على مزيد قرب من الله، وقد علمنا أن الحب في الله من مستلزمات توحيد الله تعالى.. ومهم غلا محب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال فيما اتفق عليه الشيخان: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين) وفي رواية للبخاري: ومن نفسه.

    وإذا ازدهرت قلوبكم بهذه المحبة، فلسوف تعلمون أنها مهما تلظت بهذه المحبة، فلسوف تظل متقاصرة عن الحد الذي يستحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسوف تنتعش نفوسكم لمرأى آثار النبوة _ إن كان قد بقي منها بقية لديكم اليوم، بدلاً من أن تكرهوها وتسعوا سعيكم الحثيث للتخلص منها والقضاء عليها!..

    أسأل الله ضارعاً أن يجمعنا مع أخوتنا علماء نجد على الحق الذي جاء به كتاب الله ودلت عليه سيرة سول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وسار عليه سلفنا الصالح، وأن يجمعنا بعد اليقين العقلي بحقائق الإسلام، على ورد لا ينضب من محبة الله ومحبة نبيه عليه أزكى الصلاة والسلام.
    ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

  2. #2
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (الموضع الذي كان صلى الله عليه وسلم يطؤه بقدميه الكريمتين، ويصلي عليه، لم يشرع لأمته التمسح به ولا تقبيله) <br/> ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/800). .
    وقال في موضع آخر رحمه الله: (قصد الصلاة والدعاء عندما يقال إنه قدم نبي، أو أثر نبي، أو قبر نبي... من البدع المحدثة، المنكرة في الإسلام، لم يشرع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا كان السابقون الأولون والتابعون لهم بإحسان يفعلونه، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، بل هو من أسباب الشرك، وذرائع الإفك).
    اختلاف العلماء والمؤرخين في تعيين مكان ولادته صلى الله عليه وسلم <br/> انظر مثلاً ((شفاء الغرام)) (1/269)، ((الجامع اللطيف)) (ص: 325-327)، ((أخبار الكرام)) (ص: 220، 221). ، وعدم وجود أدلة صحيحة تحدد هذا الموضع يقيناً.
    وأما المكان المشهور – المشار إليه آنفاً – فمحل شك لدى كثير من العلماء.
    وقد تطرق الرحالة أبو سالم العياشي إلى تحقيق مكان المولد، وساق اختلاف العلماء فيه، ثم ناقش ذلك القول المشهور بين الناس.
    ومما أورده قوله: (والعجب أنهم عينوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وسلم، ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف، لما تقدم من الخلاف في كونه في مكة أو غيرها، وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها؟ وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور؟ وعلى القول بتعيين الدار يبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار، بعد مرور الأزمان والأعصار، وانقطاع الآثار).
    ثم قال أيضاً رحمه الله مستبعداً صحة تحديد ذلك المكان: (والولادة وقعت في زمن الجاهلية، وليس هناك من يعتني بحفظ الأمكنة، سيما مع عدم تعلق غرض لهم بذلك، وبعد مجيء الإسلام فقد علم من حال الصحابة وتابعيهم ضعف اعتناقهم بالتقييد، بالأماكن التي لم يتعلق بها عمل شرعي، لصرفهم اعتناءهم رضي الله عنهم لما هو أهم، من حفظ الشريعة، والذب عنها بالسنان واللسان) <br/> ((الرحلة العياشية)) المسماة (ماء الموائد) للعياشي (1/225).
    وقال شيخ الإسلام مبيناً حكم تقبيل الجمادات: (ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود، وقد ثبت في الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) <br/> ((مجموع الفتاوى)) (27/79). <br/> الحديث رواه البخاري (1597) ومسلم (1270). ..
    وقال في موضع آخر مبيناً سبب كراهة العلماء للتمسح بقبر النبي صلى الله عليه وسلم أو تقبيله، قال رحمه الله: (لأنهم علموا ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من حسم مادة الشرك، وتحقيق التوحيد، وإخلاص الدين لله رب العالمين) <br/> ((مجموع الفتاوى)) (27/80). .
    وقال أيضا: (لأن التقبيل والاستلام إنما يكون لأركان بيت الله الحرام، فلا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق) <br/> ((مجموعة الرسائل الكبرى)) لابن تيمية (1/298). .
    وللإمام النووي رحمه الله تعالى كلام نفيس حول حكم هذا الفعل بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
    قال رحمه الله ما نصه: (يكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وسلم، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم، ولقد أحسن السيد الجليل أبو علي الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى في قوله ما معناه: اتبع طرق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطريق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين. ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته، لأن البركة إنما هي في ما وافق الشرع، وأقوال العلماء، وكيف يبتغى الفضل في مخالفة الصواب؟)


    الآثار النبوية المزعومة


    صورة لآثار قدم الرسول صلى الله عليه وسلم




    السؤال:


    أرجو من فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم التعقيب على هذه الصورة حيث انها من على شبكة الانترنت فهل هى صحيحة؟؟؟
    وهى توجد فى متحف بتركيا
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    الجواب:

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    وبارك الله فيك

    كنت عقبت منذ أكثر من سنة - تقريبا - حول بعض الصور

    فقد انتشرت بعض الصور ، ويزعم ناشروها أنها لبيت النبي صلى الله عليه وسلم .

    ولا صحة لما يُزعم أنه صور بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

    لا صحـة لما ذُكر لأسباب منها :

    أولاً :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟ فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور . متفق عليه
    وفي رواية للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا .
    ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟ فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟

    ثانياً :
    وجود المحراب في المصلى
    والمحراب لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

    ثالثاً :
    أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته صلى الله عليه وسلم ؟
    فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
    فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
    وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟
    وما أشبه ذلك .

    رابعاً :
    أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبدا ولاشتهر بين الناس
    كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها !!
    بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه ( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !!
    وهؤلاء لا يفقهون !
    ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة .
    حتى بركت في مكان المسجد .

    خامساً :
    عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .
    فقد بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت . رواه ابن أبي شيبة في المصنف .

    وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .

    ومثل ذلك يُقال
    عما يُزعم أنه شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد لما أُصيب .
    حتى زعم بعضهم أن حجرا بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول صلى الله عليه وسلم!!

    وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة ؟؟؟

    وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
    يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك .
    فقال : هاتها .
    فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
    أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا علن أن يكون لبسها !
    ولو كذّبناه لقال للناس :
    أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها !ّ والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !
    ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .

    فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق ! فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!

    والله أعلم .

    الشيخ عبد الرحمن السحيم

    http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=17285








    الآثـار النبويـة



    السؤال:

    أثناء زيارتي لتركيا رأيت في متحف ( طوب قابي سراي ( في اسطنبول قاعة للأمانات المقدسة ، تضم آثاراً نبوية؛ شعرات للرسول صلى الله عليه وسلم، ورسالته للمقوقس ، وبردته، وأشياء أخرى، ولم ألاحظ ما يدل على ثبوت ذلك تاريخياً .
    فما حقيقة هذه الآثار ، و هل يصح أنها نبوية؟


    الجواب :

    ليس هنالك ما يدل على ثبوت صحة نسبة هذه الآثار ونحوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
    قال صاحب كتاب ( الآثار النبوية) المحقق أحمد تيمور باشا ص 78 بعد أن سرد الآثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقسطنطينية (اسطنبول) : ( لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة ، غير أنا لم نر أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي ، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها من الشكوك ) الخ.
    ولا شك في مشروعية التبرك بآثار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته، ولكن الشأن في حقيقة وجود شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحاضر .
    وإن مما يضعف هذه الحقيقة ما جاء في صحيح البخاري(3/186) عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه أنه قال : ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقة) فهذا يدل على قلّة ما خلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته من أدواته الخاصة .
    وأيضاً فقد ثبت فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى الأيام والقرون؛ بسبب الضياع، أو الحروب، والفتن ونحو ذلك .

    ومن الأمثلة على ذلك فقدان البردة في آخر الدولة العباسية، حيث أحرقها التتار عند غزوهم لبغداد سنة 656هـ ، وذهاب نعلين ينسبان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في فتنة تيمورلنك بدمشق سنة 803هـ .
    ويلاحظ كثرة ادعاء وجود وامتلاك شعرات منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من البلدان الإسلامية في العصور المتأخرة، حتى قيل إن في القسطنطينية وحدها ثلاثاً وأربعين شعرة سنة 1327هـ ، ثم أهدي منها خمس وعشرون، وبقي ثماني عشرة.
    ولذا قال مؤلف كتاب (الآثار النبوية) ص82 بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم : (فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد بذلك فإنما وصل إليهم مما قُسم بين الأصحاب رضي الله عنهم ، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها ).
    ومن خلال ما تقدم فإن ما يُدّعى الآن من وجود بعض الآثار النبوية في تركيا أو غيرها سواءً عند بعض الجهات، أو عند بعض الأشخاص موضع شك ، يحتاج في إثبات صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى برهان قاطع، يزيل الشك الوارد ، ولكن أين ذلك ؟ ولاسيما مع مرور أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان على وجود تلك الآثار النبوية، ومع إمكان الكذب في ادعاء نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم للحصول على بعض الأغراض ، كما وُضعت الأحاديث ونسبت إليه صلى الله عليه وسلم كذباً وزوراً .
    وعلى أي حال فإن التبرك الأسمى والأعلى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو اتباع ما أثر عنه من قول أو فعل ، والإقتداء به ، والسير على منهاجه ظاهراً وباطناً .

    المجيب د. ناصر بن عبد الرحمن الجديع
    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

    http://islamport.com/w/ftw/Web/3353/6676.htm?









    وجود بعض آثار الرسول صلى الله عليه وسلم





    السؤال:


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هل صحيح أنه يوجد بعض الآثار من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو بردته في بعض المتاحف؟ وهل إن وجدت يجوز التبرك بها؟ أو التبرك ببعض تراب من حول قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ؟أفيدونا -وجزاكم الله خيراً-.



    الجواب:


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

    لا يوجد شيء من آثار النبي – صلى الله عليه وسلم- وكل من يدعي شيئاً من ذلك فهو كاذب يريد أن يخدع أتباعه، وآثاره – صلى الله عليه وسلم- التي مست جسده الشريف يجوز التبرك بها، ولكنها لا توجد اليوم، أما تراب قبره فلا يجوز أخذ شيء منه، ولو جاز وأخذ منه كل مسلم أو عشر المسلمين لانكشف القبر وظهر جسده الشريف – صلى الله عليه وسلم- وهذا إيذاء له – صلى الله عليه وسلم- وليس تبركاً. والله الموفق.



    المجيب د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي

    عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى











    http://islamport.com/w/ftw/Web/3353/6543.htm?








    حول سيف النبي صلى الله عليه وسلم " البتار " وآثاره في المتاحف





    السؤال:


    لقد شاهدت صوراً لسيف يسمى " البتَّار " ، ويقال إنه كان للرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنه منقوش عليه أسماء الأنبياء ، وصورة للنبي داود عليه السلام وهو يقطع رأس جالوت ، وقد شاهدت هذه الصور وقرأت هذا الكلام في الموقع :

    http://www.usna.edu/Users/humss/bwhe...rds/batar.html

    وسؤالي هو :

    إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم صور الأشخاص والحيوانات ، فكيف يمتلك سيفاً عليه صور ؟.



    الجواب:


    الحمد لله

    أولاً :

    ورد في كتب السيرة أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أسياف ، وقد ذكر بعض العلماء أنها تسعة أسياف ، وليس يثبت من ذلك في السنة الصحيحة إلا واحد فقط ! .

    قال ابن القيم – رحمه الله - :

    كان له – صلى الله عليه وسلم - تسعة أسياف :

    " مأثور " ، وهو أول سيف ملكه ، ورثه من أبيه ، و " العضب " و " ذو الفقار " - بكسر الفاء وبفتح الفاء - وكان لا يكاد يفارقه ، وكانت قائمته ، وقبيعته ، وحلقته ، وذؤابته ، وبكراته ، ونعله من فضة ، و " القلعي " ، و " البتار " ، و " الحتف " ، و " الرسوب " ، و " المخذم " ، و " القضيب " ، وكان نعل سيفه فضة ، وما بين حلق فضة .

    وكان سيفه " ذو الفقار " تنفله يوم بدر ، وهو الذي أُري فيها الرؤيا .

    ودخل يوم الفتح مكة وعلى سيفه ذهب وفضة [ ضعفه الألباني في مختصر الشمائل (87) ]

    " زاد المعاد " ( 1 / 130 ) . وانظر : التراتيب الإدارية ، للكتاني (1/343) .

    ومما ثبت من ذلك في السنَّة الصحيحة " ذو الفقار " :

    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَفَّلَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ .

    رواه الترمذي ( 1561 ) وابن ماجه ( 2808 ) وحسنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .

    وقوله : ( تنفل سيفه ) أي : أخذه زيادة عن السهم .

    ورواه أحمد ( 2441 ) – وحسنه الأرناؤط - بأتم من هذا ، وفيه بيان الرؤيا :

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ : ( رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا فَأَوَّلْتُهُ فَلا يَكُونُ فِيكُمْ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ ) فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

    وسمِّي سيف النبي صلى الله عليه وسلم " ذا الفقار " لأنه كانت فيه حفر صغار حسان ، ويقال للحفرة فقرة ، وهو أشهر سيوفه .

    وأما سيفه " البتَّار " فقد جاء ذِكره عند ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 486 ) لكنه مرسل – وهو من أقسام الضعيف - ، وفي سنده الواقدي ، وأحاديث غير صحيحة .

    قال الحافظ العراقي – رحمه الله - :

    ولابن سعد في " الطبقات " من رواية مروان بن أبي سعيد ابن المعلى مرسلاً قال : أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف : سيف " قلعي " ، وسيف يدعى " بتَّارا " ، وسيف يدعى " الحتف " ، وكان عنده بعد ذلك " المخذم " ، و " رسوب " ، أصابهما من الفلْس .

    وفي سنده الواقدي .

    " تخريج أحاديث الإحياء " ( 2471 ) .

    و" القلعي " نسبة إلى " مرج القلعة " موضع بالبادية .

    وإذا كان لم يثبت في السنَّة الصحيحة وجود سيف بهذا الاسم للنبي صلى الله عليه وسلم : فكيف نصدق وجوده على تلك الصورة التي ينشرها من يزعم أنها صورة سيف النبي صلى الله عليه وسلم ؟! .

    ثانياً :

    قد ورد في السنة الصحيحة وصف سيف النبي صلى الله عليه " ذو الفقار " ، وليس فيه أنه يحوي صوراً لأحدٍ ، وكيف يمكن أن يقتني النبي صلى الله عليه وسلم سيفاً كهذا ، وهو الذي نهى عن الصور وأمر بطمسها ؟! .

    وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة لم يدخل الكعبة إلا بعد أن أمر بطمس ما كان فيها من صور .

    عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَمَنَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا ، فَلَمْ يَدْخُلْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مُحِيَتْ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا .

    رواه أبو داود ( 4156 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

    وقد ثبت في السنَّة أن مقبض سيفه " ذو الفقار " كان من فضة .

    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ : كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ .

    رواه النسائي ( 5373 ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي " .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

    والسيف يباح تحليته بيسير الفضة فإن سيف النبي كان فيه فضة .

    " مجموع الفتاوى " ( 25 / 64 ) .

    ثالثاً :

    يردُّ على ما ورد في الموقع – من وجه آخر - من زعمهم أن هذا سيف النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت بقاء شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم على وجه اليقين ، فقد زُعم وجود نعل وشعر وثياب وأحجار تخص النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة في العالم ، وكل دولة تزعم أنها المحقة وغيرها ليس محقّاً ، وثبت في القديم والحديث زيف ادعاءات كثيرين بنسبة ما يملكونه للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لما في ذلك من التكسب من أموال الناس .

    وقد ذكر ابن طولون في كتابه " مفاكهة الخلان في حوادث الزمان " في حوادث سنة تسع عشرة وتسعمائة أن بعضهم زعم أنه يملك قدحاً وبعض عكاز للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه " تبيَّن أنهما ليسا من الأثر النبوي ، وإنما هما من أثر الليث بن سعد " !!

    وقد حافظ بعض الخلفاء والكبراء على بعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ذهب كثير منها في الفتن التي تعاقبت على دولة الإسلام .

    ومن ذلك : إحراق التتار عند غزوهم بغداد ( سنة 656 هـ ) بردة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي فتنة تيمورلنك في دمسق ( سنة 803 هـ ) ذهب نعلان ينسبان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .

    ولذا شكك الأئمة بثبوت شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم باقٍ إلى الآن ، بل إن منهم من جزم بعدم ثبوته .

    1. قال ابن كثير – رحمه الله – وهو يتحدث عن أثواب النبي صلى الله عليه وسلم - :

    قلت : وهذه الأثواب الثلاثة لا يدرى ما كان من أمرها بعد هذا .

    " البداية والنهاية " ( 6 / 10 ) ، و" السيرة النبوية " ( 4 / 713 ) .

    2. وقال السيوطي – رحمه الله - :

    وقد كانت هذه البردة عند الخلفاء يتوارثونها ويطرحونها على أكتافهم في المواكب جلوساً وركوباً ، وكانت على المقتدر حين قتل وتلوثت بالدم ، وأظن أنها فقدت في فتنة التتار ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    " تاريخ الخلفاء " ( ص 14 ) .

    3. ويقول العلامة أحمد تيمور باشا - بعد أن سرد الآثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقسطنطينية في ( إسطنبول ) ـ:

    لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة ؛ غير أنّا لم نرَ أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي ، فالله سبحانه أعلم بها ، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها في الشكوك .

    " الآثار النبوية " ( ص 78 ) .

    وقال في ( ص 82 ) - بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم - :

    فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد بذلك : فإنما وصل إليهم مما قُسم بين الأصحاب رضي الله عنهم ، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها . انتهى

    4. وقال الشيخ الألباني – رحمه الله - :

    هذا ولا بد من الإشارة إلى أننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره ، خلافاً لما يوهمه صنيع خصومنا ، ولكن لهذا التبرك شروطاً ، منها :

    الإيمان الشرعي المقبول عند الله ، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام : فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا .

    كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله .

    ونحن نعلم أن آثاره من ثياب ، أو شعر ، أو فضلات : قد فقدت ، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين .

    " التوسل " ( 1 / 145 ) .

    5. وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في مقال " تعقيب على ملاحظات الشيخ محمد المجذوب بن مصطفى - :

    وأما ما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم أو لامسه : فهذا يُتَبَرَّك إذا وُجد وتحقق في حال حياته وبعد موته إذا بقي ، لكن الأغلب أن لا يبقى بعد موته ، وما يدَّعيه الآن بعض الخرافيين من وجود شيء من شعره أو غير ذلك : فهي دعوى باطلة لا دليل عليها ... .

    لا وجود لهذه الآثار الآن ؛ لتطاول الزمن الذي تبلى معه هذه الآثار وتزول ؛ ولعدم الدليل على ما يُدَّعى بقاؤه منها بالفعل .

    " البيان لأخطاء بعض الكتَّاب " ( ص 154 ) .

    6. وتحت عنوان " هل يوجد شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحاضر " بيَّن الدكتور ناصر بن عبد الرحمن الجديع في " التبرك ، أنواعه وأحكامه " - ( ص 256 - 260 ) - أنه يشك في ثبوت نسبة ما يوجد الآن من هذه الآثار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبيَّن فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى القرون والأيام بسبب الضياع ، أو الحروب والفتن . انتهى

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب




    http://islamqa.com/index.php?ref=91969&ln=ara&txt












    التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته




    السؤال:

    ماحكم التبرك ببعض الأثار المنسوبة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ كالشعر والسيف وغيرها؟


    الإجابة:

    ما سأل عنه السائل يحتاج إلى تفصيل، فنقول:

    أولاً: أغلب ما يذكر ويحفظ في بعض المتاحف وغيره مما ينسب إلى رسول الله من سيف أو عصا أو غير ذلك فكلام كثير من المحققين والمؤرخين وغيرهم أنه لا أصل له، وليس عليه أي دليل، ومن ثم فينبغي للإنسان أن يحذر من تصديق مثل هذه الأشياء فضلاً عن التبرك بها مع عدم ثبوتها.

    ثانياً: ثبت أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قد ترك بعض الآثار التي كان يُتبرك بها؛ لأنه كان _صلى الله عليه وسلم_ في زمنه مباركاً في جسمه؛ فكانوا يتبركون بجسمه وبثوبه وبشعره وبأظفاره، وهذا خاص به ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يتعدى إلى غيره لكن بعض هذه الأشياء التي بقيت منه من ثوب أو شعر ربما بقيت بعد عهده زماناً لكن الثابت أو المشهور أنها اندثرت ولم يبقَ منها شيء.

    ثالثاً: إذا زُعم في مكان ما أن هذه الشعرة أو نحو ذلك من شعرات الرسول _صلى الله عليه وسلم_، وليس لدينا دليل صحيح على أنها باقية منه _صلى الله عليه وعلى آله وسلم_، وعلى العموم فيجب على المسلم أن يكون حذراً في مثل هذه الأشياء المدعاة، مثل أن يقال: هذا قبر النبي فلان وهذا قبر النبي فلان، فمن المعلوم أنه ليس هناك مكان يعلم أنه قبر أحد من الأنبياء إلا قبر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالمدينة النبوية وما عداه مشكوك فيه حتى ما يذكر من قبر إبراهيم الخليل في فلسطين يعني يقال لكن الله أعلم بحقيقة ذلك فقبور الأنبياء _عليهم السلام_ كلها ليست معروفة إلا قبر النبي محمد _عليه الصلاة والسلام_، ومع ذلك فلا يجوز التعلق بالقبور ولا بتلك الآثار ولا التمسح بها، وإنما ذلك خاص به _صلى الله عليه وسلم_ في حياته، وما انفصل منه من ثوب وشعر في حياته وبعد مماته فقط وإذا كان كذلك فنقتصر على ما ورد به النص، أما كون هذه الآثار باقية من عهد الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فليس هناك دليل صحيح متواتر يدل على ذلك، والله أعلم.

    الشيخ د. عبد الرحمن المحمود


    http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=33777







    التبرك بماء قيل إنه فيه شعرة للنبي صلى الله عليه وسلم


    السؤال:

    لقد حضرت محاضرة في الأردن و قد كان الموضوع عن المسجد الأقصى و نصرة الدين و قد كانت المحاضِرة قد أحضرت لنا ماء مغموس بشعرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , وهذه الشعرة موجودة في مسجد الجزار في عكا في فلسطين.وقد وضع الماء داخل قارورة ثم خلطوها بخزان الماء حتى يستفيد منه أكبر عدد من النسوة و قد أخذت الماء مثلهن ..والسؤال هل يجوز التبرك بهذا الماء بهدف الشفاء وأخذ البركة أفتونا جزاك الله كل خير مع العلم أن الماء ما زال عندي ولم أستخدمه بعد.


    الجواب:

    الحمد لله
    اتفق العلماء على جواز التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم ، من شعر وعرق وغيره ؛ لقيام الأدلة على ذلك ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الْأَيْسَرَ فَقَالَ احْلِقْ فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ فَقَالَ اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ ) رواه مسلم (1305).
    وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ ، فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ . قَالَ [القائل هو ثمامة بن عبد الله بن أنس] : فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ . رواه البخاري (6281)
    والنطع : بساط من جلد .
    والسُّك : نوع من الطيب يركب من المسك وغيره.
    فهذا وغيره يدل على أن ذات الرسول صلى الله عليه وسلم وما انفصل عنها من شعر وعرق ونحوه قد جعل الله فيه من البركة ما يتبرك بها ويرجى بسببها الفائدة في الدنيا والآخرة ، والواهب لهذا الخير هو الله تبارك وتعالى.
    لكن الزعم الآن بأن هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أو آثاره ، زعم لا يسنده دليل . وعامة ما يقال في هذا الباب هو نوع من الدجل والخرافة ، كقولهم : إن هذه شعرة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنها إذا وضعت تحت الشمس لم يكن لها ظل !! ومثل هذا الكلام لا ينبغي أن يلتفت إليه.
    قال الشيخ الألباني رحمه الله : " ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلم من ثياب أو شعر أو فضلات ، قد فقدت ، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين " التوسل ص 147
    وعليه فلا يجوز التبرك بالماء المسئول عنه ، حتى يعلم جزما أن ما وضع فيه هو من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا سبيل لإثبات ذلك . وينبغي الحذر من أهل الدجل والخرافة ، ومروجي البدع ، كما ينبغي تلقي العلم والدعوة على يد المعروفين بالسنة الذابين عنها والناشرين لها ، وليتأمل العاقل كيف يتحول الحديث عن نصرة الدين إلى تعليق الناس بالأمور غير الثابتة ! وكان الأجدى بالمحاضِرة أن تدعو الناس إلى تعلم السنة والتمسك بها ؛ لأن ذلك من أسباب النصر .
    رزقنا الله وإياكم حسن الاتباع .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

    http://www.islam-qa.com/index.php?ref=100105&ln=ara








    التبرك بما يدّعى أنها شعرة النبي


    السؤال:

    كنت في محاضرة، وقد أحضروا لنا ماءً مغموساً بشعرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , وقد وضع الماء داخل قارورة، ثم خلطوها بماء الخزان؛ حتى يستفيد منه أكبر عدد من الناس. فهل يجوز التبرك بهذا الماء بهدف الشفاء؟

    الجواب:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أولا: الثابت لدى المحققين من العلماء أنه لم يبق من آثار النبي صلى الله عليه وسلم الذاتية –كالشَّعَر- شيء مطلقا. وكذلك أدواته ولباسه ونحو ذلك لم يبق منها شيء، وكل ما يزعمه الناس اليوم فهو مجرد دعوى لا تثبت.
    ثانيا: نعم يشرع التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وأشيائه في حياته، وما بقي منها بعد وفاته، وكان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بذلك، لكن كما أسلفت لم يبق شيء يتبرك به ويستشفى. والله أعلم.

    أجاب عليه:أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل

    http://96.44.151.69/?iw_s=Fatawa&iw_...fatwa_id=33556








    هل شعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- محفوظ


    السؤال:

    السلام عليكم.
    يوجد في بلدنا متحف فيه معروضات من شعر النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقلنسوته، مع أشياء أخرى، حيث يقصدها الناس باعتقاد عظيم، ويقومون بأعمال بدعية هناك فما حكم ذلك؟

    الجواب:

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    شعر النبي –صلى الله عليه وسلم- وقلنسوته مع أشياء أخرى، كل ما ذُكر غير صحيح، وسمعت بأن في تركيا يوجد شعر النبي-صلى الله عليه وسلم-، وكما نعرف بأن الدولة العثمانية حمت المدينة ومكة من الغزو الاستعماري، فقيل بأنه كانت في الحجرة متعلقات نقلت إلى تركيا- وهو ما يروى أن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه- كانت عنده شعرات من شعر الرسول – صلى الله عليه وسلم- فطلب أن تدفن معه، أما ما يشاع عن وجود متعلقات بالرسول – صلى الله عليه وسلم- فلا صحة لها، أما ما يقوم به العوام من أعمال بدعية، فهؤلاء يجب توعيتهم وإفهامهم خطأ ما يقومون به بالتي هي أحسن، فمما روي في الكتب أن أحد الأشخاص توضأ ولم يحسن ذلك، فكيف تم إعلامه بخطأ ما قام به؟وذلك حينما قام إليه لإعلامه شخصان ادعى كل منهما بأنهما لا يحسنان الوضوء، وطلبا منه أن يحكم بينهما، فلما توضأ كل منهما أمامه علم أنه هو المعني، فهكذا يكون تعليم هؤلاء العوام، ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة، حينما جاء أعرابي فبال في المسجد، فزجره الصحابة – رضي الله عنهم- ولكنه صلى الله عليه وسلم بعد أن انتهى من بوله، استدعاه وأعلمه بأن هذا المكان ليس مخصصاً لما فعله، وأعلمه بمكان ما للذهاب إليه، فهذا صلى الله عليه وسلم معلمنا يجب أن نقتدي به، ونفهِّم من يسيء الفهم بما يقنعه دون أن نسبب له الضرر أو الإهانة. والله أعلم.

    المجيب د. فوزي محمد ساعاتي
    أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى

    http://islamport.com/w/ftw/Web/3353/6264.htm?









    التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم




    السؤال:

    هل يجوز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم مثل مكان صلاته بالروضة والآثار الأخرى أو حكم التبرك بآثار الصالحين عموما مع التفصيل والدليل

    بارك الله فيكم


    الجواب:

    يجوز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ أننا في زمن لا يُمكن إثبات أن ذلك الأثر للنبي صلى الله عليه وسلم أو لِغيره .

    وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كُذِب عليه فيما يتعلق بأقواله وأفعاله المتعلِّقَة بالتشريع ، فكيف بآثاره من شعر أو لِباس وغير ذلك ؟

    وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك !فقال : هاتها .

    فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ، ووضعها على عينيه ، وأمَرَ للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف ، قال المهدي لجلسائه : أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَرها فضلا علن أن يكون لبسها ؟! ولو كذّبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّها عليّ ، وكان مَن يُصَدِّقه أكثر ممن يَدفع خَبَرَه ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها ! والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ! فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه ! ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .

    فإذا كان هذا في زمن ليس بالبعيد من عصر النبوة ، فكيف بِزماننا هذا ؟

    ولم يكن من شأن الصحابة رضي الله عنهم التبرّك بمواضع صلاته صلى الله عليه وسلم وقصْد إتيانها . ومن هذا المنطلق فإن عمر رضي الله عنه لَمَّا بَلَغه أن الناس يأتون الشجرة التي بُويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، أمَـر بِقطعها ، قَطعًا للفتنة ، وسَدًّا للذريعة .

    فقد روى ابن أبي شيبة من طريق نافع قال بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يأتون الشجرة التي بُويع تحتها . قال : فأمر بها فَقُطِعَتْ .وهذه الشجرة التي بُويع تحتها بيعة الرضوان في غزوة الحديبية .قال الإمام أبو بكر الطرطوشي : أرْسَل عمر فَطَمَس موضع الشجرة التي بايَع تحتها أصحاب الشجرة .

    روى عبد الرزاق في " باب ما يقرأ في الصبح في السفر " من طريق المعرور بن سويد قال : كنت مع عمر بين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر فقرأ (ألم تر كيف فعل ربك) و (لئيلاف قريش) ثم رأى أقواما يَنْزِلون فيُصَلُّون في مسجد ، فسأل عنهم ، فقالوا : مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَعًا ، من مَـرّ بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليُصَلّ ، وإلا فَلْيَمْضِ .

    ورواه سعيد بن منصور في سننه من طريق المعرور بن سويد قال : خرجنا معه [ يعني مع عُمر ] في حجة حَجَّها ، فقرأ بنا في الفجر بـ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) و ( لإِيلافِ قُرَيْشٍ ) في الثانية ، فلما رجع من حجته رأى الناس ابتدروا المسجد فقال : ما هذا ؟ قالوا : مسجد صَلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم ، اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَـعًا ، من عَرَضَت له منكم فيه الصلاة فليُصَلّ ، ومن لم تَعْرِض له الصلاة فليمضِ .

    وفي رواية عنه : أنه رأى الناس يذهبون مذاهب فقال : أين يذهب هؤلاء؟ فقيل : يا أمير المؤمنين ، مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم يُصَلُّون فيه فقال : إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا ، كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبِيَعًا ، فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل ، ومَن لا فليمضِ ولا يتعمّدها .

    ولم يُعظِّم الصحابة قبور الشهداء ، ولا آثار وأماكن الغزوات ، فأعظم نصر كان في أول الإسلام هو ما كان في يوم بدر ، ومع ذلك لم يُعرف عن أحد من الصحابة تعظيم مكان الغزوة ، ولا زيارته أو تعاهده .

    وتعظيم آثار الصالحين كان سبب الشرك في الأرض ، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عن " وُدّ ، وسُواع ، ويَغوث ، ويَعُوق ، ونسر " : أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ .

    قال القرطبي المالكي ( المتوفّى سنة 671 هـ ) : قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأسَّوا برؤية تلك الصور ، ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ، ويعبدون الله عز وجل عند قبورهم ، فَمَضَت لهم بذلك أزمان ، ثم أنهم خلف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ، ووسوس لهم الشيطان أن آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها ، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك .

    وشدد النكير والوعيد على من فعل ذلك ، وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد . وقال : اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " . اهـ .

    ومما وقعت به بنو إسرائيل وضلّت بسببه : تعظيم الآثار ! ألا ترى إلى فعل السامري وما الذي حمله على ما فعل حتى جَعَل لِبني إسرائيل إلهـًا يُعبد من دون الله ؟

    وما كان سبب ذلك إلاّ تعظيم الآثار ، كما قال تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام مع السامري : (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) .

    قال الإمام السمعاني في تفسيره : يعني : مِن تُراب حَافِر فَرَس جِبريل .

    روى الإمام مالك بن أنس – صاحب المذهب المتبوع المشهور - عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم لا تجعل قبري وَثَنا يُعْبَد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .

    قال الإمام ابن عبد البر المالكي ( المتوفّى سنة 463 هـ ) : وليس فيه حُكم أكثر من التحذير أن يُصَلّى إلى قبره ، وأن يُتَّخَذ مَسْجِدًا . وفي ذلك أمْر بأن لا يُعْبَد إلاَّ الله وحده . وإذا مُنِع من ذلك في قبره فسائر آثاره أحْرَى بذلك .

    قال : وقد كَرِه مَالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بُويع تحتها بيعة الرضوان ، وذلك - والله أعلم - مُخَالَفَة لِمَا سَلَكه اليهود والنصارى في مثل ذلك . اهـ .

    وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي ( المتوفَّى سنة 530 هـ) ، وهو في الأصل من علماء الأندلس ، ومن فقهاء المالكية : وروى محمد بن وضاح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمَر بِقَطْع الشجرة التي بُويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الناس كانوا يَذْهَبُون إليها ، فَخَاف عُمَر رضي الله عنه الفتنة عليهم .

    قال : وكان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون تلك المساجد وتلك الآثار التي في المدينة ما عدا قباء وأُحُدًا .

    ودخل سفيان الثوري رحمه الله تعالى ببيت المقدس فصلى فيه ولم يتَّبِع تلك الآثار والصلاة فيها .
    وكذلك فعل غيره أيضا ممن يُقْتَدى به .

    قال محمد بن وَضَّاح : كم مِن أمْرٍ هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان مُنْكَرًا عند من مَضى ، وكم مُتَحَبِّبٍ إلى الله تعالى بما يُبْغِضُه الله تعالى عليه ، ومُتَقَرِّب إلى الله تعالى بما يُبْعِده منه ، وكل بدعة عليها زِينة وبَهْجَة . اهـ .

    ولم يكن من شأن الصحابة تعظيم الآثار ، ولَمَّا لم يكن لتلك الآثار مَنْزِلة في الشريعة لم يتكفّل الله بِحفظها .

    فقد روى البخاري في صحيحه من طريق طَارِق بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ : مَا هَذَا الْمَسْجِدُ ؟ قَالُوا : هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا فَقَالَ سَعِيدٌ : إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ ؟ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ .
    قال ابن حجر : قال سعيدٌ هذا الكلام مُنْكِرا ، وقوله : " فأنتم أعلم " هو على سبيل الـتَّهَكُّم . اهـ .

    وهذا مما يدلّ على أن الصحابة رضي الله عنهم لم تكن لهم عناية بالآثار من الأماكن وغيرها .
    فقد روى البخاري من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ ثُمَّ أَتَيْتُهَا بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْهَا .

    فإذا كانت تلك الآثار قد اندرست منذ زمن الصحابة رضي الله عنهم فما بالك بها بعد ذلك ؟
    وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم قد حرصوا على إزالة تلك الآثار التي يفتتن بها بعض الناس ، فهل ترى لها باقية ؟!

    وقد نَقَل قال أبو شامة الشافعي ( ت 665 هـ ) عن الإمام الْحَلَيمي رحمه الله أنه نقل عن بعض أهل العلم أنه نَهى عن إلْصَاق البطن والظهر بِجدار القبر ومسحه باليَد ، وذَكَر أن ذلك مِن البِدَع .

    فإذا كان العلماء منعوا ذلك في قبره صلى الله عليه وسلم وفيه جسده الشريف الطاهر صلى الله عليه وسلم ، فكيف بغيره من آثاره صلى الله عليه وسلم ؟ والله تعالى أعلم .

    المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
    عضو مركز الدعوة والإرشاد

    http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2124
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  3. #3
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الاستاذ الفاضل فكير سهيل
    السلام عليكم
    كلام البوطي رحمه الله واضح و مباشر و دقيق
    و ردك كان مبعثر ، تارة تتكلم عن ملابس في تركيا و تارة عن عدم جواز التبرك
    و تارة عن عبادة القبور وهي اشياء مرفوضة من الجميع ولم يدخل أحد في جدل حولها ،
    ارجوا من حضرتك قراءة المقال مرة أخرى
    كما انوه لحضرتك مع التأكيد أن اغلب الاماكن التي كان للرسول عليه الصلاة و السلام صلة بها
    هي معروفة جيدا عند اهل مكة و المدينة و لايجدي انكار ذلك ،،
    كما ارجوا من حضرتك أن تعطيني رأيك في أن جزء من مكان مولده الشريف اصبح الان دورات مياه عمومية !!
    نعم ياصديقي هذه هي الحقيقة المرة التي لاينفع معها كل الصفحات التي عملت لها حضرتك كوبي و بست !

  4. #4
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    لقد وضعت اقوال علماء الحجاز بادلتهم حيث قال البوطي عكس ذلك!
    انت تتهم علماء الحجاز بما لم يتجرا عليه لا البوطي ولا غيره ثم يبدو انك لم تقرا ما وضعته او على الاقل لم تستطع الربط بين الاقوال واعيد شيئا منها حيث : لا يجوزتقبيل غير الحجر الاسود ومكان ولادة رسول الله غير معروف فكيف تم تعيينه ثم طلب التبرك به وقد نهى حتى على التبرك بقبره واذا لم يثبت فكيف تقدس ذلك المكان المزعوم وتعيب على تغييره يااخي الاسلام ليس بالظن والتخمين وربما وقيل وحكي انما بالدليل والاثار البينة, الكعبة موجودة بالدليل ولااختلاف ولا ريب وهي بيت الله هذا هو الدين ولا يبنى على تخيلات واوهام مثل وهم معرفة مكان مولد النبي ووهم مشروعية التبرك به وهذا ما لم ياتي عليه البوطي بدليل, فالتبرك عبادة فوجب الاتيان بدليل على قطعية المكان ومشروعية التبرك به

    اريد فقط دليلا واحدا على اتهامك الخطير لعلماء الحجاز بالارهاب



    هذا بعض ما ذكرته ربما يجيب على سؤالك
    وقد تطرق الرحالة أبو سالم العياشي إلى تحقيق مكان المولد، وساق اختلاف العلماء فيه، ثم ناقش ذلك القول المشهور بين الناس.
    ومما أورده قوله: (والعجب أنهم عينوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وسلم، ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف، لما تقدم من الخلاف في كونه في مكة أو غيرها، وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها؟ وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور؟ وعلى القول بتعيين الدار يبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار، بعد مرور الأزمان والأعصار، وانقطاع الآثار).
    ثم قال أيضاً رحمه الله مستبعداً صحة تحديد ذلك المكان: (والولادة وقعت في زمن الجاهلية، وليس هناك من يعتني بحفظ الأمكنة، سيما مع عدم تعلق غرض لهم بذلك، وبعد مجيء الإسلام فقد علم من حال الصحابة وتابعيهم ضعف اعتناقهم بالتقييد، بالأماكن التي لم يتعلق بها عمل شرعي، لصرفهم اعتناءهم رضي الله عنهم لما هو أهم، من حفظ الشريعة، والذب عنها بالسنان واللسان) <br/> ((الرحلة العياشية)) المسماة (ماء الموائد) للعياشي (1/225).
    وقال شيخ الإسلام مبيناً حكم تقبيل الجمادات: (ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود، وقد ثبت في الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) <br/> ((مجموع الفتاوى)) (27/79). <br/> الحديث رواه البخاري (1597) ومسلم (1270). ..


    أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟ فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور . متفق عليه
    وفي رواية للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا .
    ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟ فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
    ...
    أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته صلى الله عليه وسلم ؟
    فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
    فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
    وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟
    وما أشبه ذلك
    ...
    لا يوجد شيء من آثار النبي – صلى الله عليه وسلم- وكل من يدعي شيئاً من ذلك فهو كاذب يريد أن يخدع أتباعه، وآثاره – صلى الله عليه وسلم- التي مست جسده الشريف يجوز التبرك بها، ولكنها لا توجد اليوم، أما تراب قبره فلا يجوز أخذ شيء منه، ولو جاز وأخذ منه كل مسلم أو عشر المسلمين لانكشف القبر وظهر جسده الشريف – صلى الله عليه وسلم- وهذا إيذاء له – صلى الله عليه وسلم- وليس تبركاً. والله الموفق.
    ...
    أغلب ما يذكر ويحفظ في بعض المتاحف وغيره مما ينسب إلى رسول الله من سيف أو عصا أو غير ذلك فكلام كثير من المحققين والمؤرخين وغيرهم أنه لا أصل له، وليس عليه أي دليل، ومن ثم فينبغي للإنسان أن يحذر من تصديق مثل هذه الأشياء فضلاً عن التبرك بها مع عدم ثبوتها.

    ثانياً: ثبت أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قد ترك بعض الآثار التي كان يُتبرك بها؛ لأنه كان _صلى الله عليه وسلم_ في زمنه مباركاً في جسمه؛ فكانوا يتبركون بجسمه وبثوبه وبشعره وبأظفاره، وهذا خاص به ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يتعدى إلى غيره لكن بعض هذه الأشياء التي بقيت منه من ثوب أو شعر ربما بقيت بعد عهده زماناً لكن الثابت أو المشهور أنها اندثرت ولم يبقَ منها شيء.
    ...
    ومع ذلك فلا يجوز التعلق بالقبور ولا بتلك الآثار ولا التمسح بها، وإنما ذلك خاص به _صلى الله عليه وسلم_ في حياته، وما انفصل منه من ثوب وشعر في حياته وبعد مماته فقط وإذا كان كذلك فنقتصر على ما ورد به النص، أما كون هذه الآثار باقية من عهد الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فليس هناك دليل صحيح متواتر يدل على ذلك، والله أعلم.
    ...
    وينبغي الحذر من أهل الدجل والخرافة ، ومروجي البدع ، كما ينبغي تلقي العلم والدعوة على يد المعروفين بالسنة الذابين عنها والناشرين لها ، وليتأمل العاقل كيف يتحول الحديث عن نصرة الدين إلى تعليق الناس بالأمور غير الثابتة ! وكان الأجدى بالمحاضِرة أن تدعو الناس إلى تعلم السنة والتمسك بها ؛ لأن ذلك من أسباب النصر .

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2013
    المشاركات : 553
    المواضيع : 40
    الردود : 553
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    1. إسلوبك في النصح من بدايته يدل على قلة أدب وعقل في الحوار ...........

    2. كان الأولى بالبوطي هذا أن ينصح نفسه قبل أن ينصح غيره وهو الذي كان يلعب دور محامي
    الشيطان عند حافظ وإبنه ................

  6. #6
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب الشباطات مشاهدة المشاركة
    1. إسلوبك في النصح من بدايته يدل على قلة أدب وعقل في الحوار ...........

    2. كان الأولى بالبوطي هذا أن ينصح نفسه قبل أن ينصح غيره وهو الذي كان يلعب دور محامي
    الشيطان عند حافظ وإبنه ................
    السلام عليكم استاذ ايهاب
    اشكرك على اسلوبك الراقي في الحوار ،،
    ودع اخلاقي السيئة جانبا و رأيك السياسي و اعطنا رأي واضح على ماجاء في المقال ،،
    تقبل تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    السلام عليكم
    لستُ فقيهًا ، ولا أجرؤ على التحليل والتحريم في ديننا الحنيف
    لكنني أجرؤ وأقول :
    - أغلى من الإسلام مُسلمُه * ومن المساجد كلّها دمُهُ
    يتأسف الدكتور البوطي مع من يتأسف على ( مواضع ) و ( أشياء ) لأنها من آثار الرسول - عليه الصلاة والسلام - .. ويتباكى عليها ، وكم كانَ ماهِرًا في التباكي ، ثم يرى أنهارَ دماء أهل السنّةِ من أهل بلده تجري ، وأعراض نساء أهل السنّة تُنتهَك ، وأطفال أهل السنّة تُذبح بالسكاكين ، ومساجد أهل السنّة تُهدّم بالمدافع والقنابل ، ومساكن أهل السُّنة تُهدم وتحرق وتُنهَب ، والملايين من أهل السنّة يُهجّرون في بلاد الدنيا - وأغلبها بلاد غير المسلمين - ولو عاشَ قليلاً لرأى من يموت من أهل السنة بردًا في خيام اللجوء .. يرى كلّ ذلك ، ذلك ( الدكتور ) الشيخ العالم البليغ .. - الذي يدّعي حرصَه على سُنّة الحبيب المُصطفى وآثاره - فيُؤيّد الظالم والقاتل والمجرم الحاقد ؛ الذي يفعل ذلك بأهل السنة .. أمام ناظريه ! بل يُقسم بأن الثائرين في وجه المستبد لا يعرفون السجود ! وقد أقسمَ من قبل أنّ المقبورَ أبا المجرم من أهل التقوى ، وأن باطنه أحسن من ظاهره ، ويُداوم الثناء عليه ، والتقديسَ بحمده ، ثم يُصلي عليه يوم موته ! .. ثم كانَ مع ( وريثه ) أشدَّ كذبًا ونفاقًا وخيانة ، لدينه ، وبلده ، وأهله ، وعلمه الذي ائتمنه الله عليه .. وسيُحاسبه ، بعدله إن شاء .. لا برحمته !
    لذلك لا يُعتدّ برأيه ، ولا بفتواه ..
    وإني أنوّه فقط ، بأنني لا أدافع عن الرأي الآخر ، ولا أرفضه ..لأنني لا أعلم موضوعه . بل قلت ما علمتُ وخبرتُ ليس إلاّ
    دمتم بخير
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  8. #8
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    لستُ فقيهًا ، ولا أجرؤ على التحليل والتحريم في ديننا الحنيف
    لكنني أجرؤ وأقول :
    - أغلى من الإسلام مُسلمُه * ومن المساجد كلّها دمُهُ
    الاستاذ الفاضل مصطفى حمزة
    السلام عليكم
    استاذي الفاضل اتفق مع حضرتك ان دم المسلم بل و الانسان بالعموم هو اغلى شيء في الدنيا
    لكن سيدي هناك اشكالية كبيرة ظهرت من خلال هذا الموضوع :
    اذا كان شخص يرفض موقف سياسي لشيخ او مفكر فأنه يرمي كل افكار ذلك المفكر بالقمامة بل ممكن
    ان يتهم ناقل الافكار بقلة الادب كما فعل الاستاذ المحترم ايهاب بأتهاماته و شتائمه ،
    سيدي من حقك أن يكون لك موقف سواء من البوطي أو غيره و لكن أنا نشرت موضوع يتحدث عن قضية محددة
    في باب اسمه الحوار الاسلامي ، مما يعني ان أي قضية تهم المسلمين من الممكن طرحها و الحوار حولها،
    من جانب اخر أنا اتفق سياسيا مع كثير من المفكرين و لكني قد اختلف معهم في افكار معينة
    و العكس صحيح ، قد اختلف سياسيا مع مفكر و لكن اتفق معه في موضوع ما أو أبدي وجهة نظر ،،
    هذا يفترض ان لا يكون له علاقة بموقف سياسي بالمطلق و إلا فأننا يجب ان نضع على المجهر اسماء محددة
    لكي نرفضها أو نقبلها سلفاُ !!
    السؤال الخطير : هل يجب أن نرفض المفكر و كل مايطرحه و كل علومه بسبب موقف سياسي ؟؟
    و السؤال الاخر هل نقل فكرة عن مفكر تعطي الحق بأن يقوم البعض بممارسة السب و الشتم البذيء على ناقل الفكرة ؟
    و السؤال الأخطر هل السب و الشتم البذيء يبقى مسموح به في منتدى ثقافي عريق ومحترم مثل هذا المنتدى ؟
    أسئلة بحاجة الى إجابات !
    كل التحية و الاحترام لحضرتك

  9. #9
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسرحباب مشاهدة المشاركة
    الاستاذ الفاضل مصطفى حمزة
    السلام عليكم
    استاذي الفاضل اتفق مع حضرتك ان دم المسلم بل و الانسان بالعموم هو اغلى شيء في الدنيا
    لكن سيدي هناك اشكالية كبيرة ظهرت من خلال هذا الموضوع :
    اذا كان شخص يرفض موقف سياسي لشيخ او مفكر فأنه يرمي كل افكار ذلك المفكر بالقمامة بل ممكن
    ان يتهم ناقل الافكار بقلة الادب كما فعل الاستاذ المحترم ايهاب بأتهاماته و شتائمه ،
    سيدي من حقك أن يكون لك موقف سواء من البوطي أو غيره و لكن أنا نشرت موضوع يتحدث عن قضية محددة
    في باب اسمه الحوار الاسلامي ، مما يعني ان أي قضية تهم المسلمين من الممكن طرحها و الحوار حولها،
    من جانب اخر أنا اتفق سياسيا مع كثير من المفكرين و لكني قد اختلف معهم في افكار معينة
    و العكس صحيح ، قد اختلف سياسيا مع مفكر و لكن اتفق معه في موضوع ما أو أبدي وجهة نظر ،،
    هذا يفترض ان لا يكون له علاقة بموقف سياسي بالمطلق و إلا فأننا يجب ان نضع على المجهر اسماء محددة
    لكي نرفضها أو نقبلها سلفاُ !!
    السؤال الخطير : هل يجب أن نرفض المفكر و كل مايطرحه و كل علومه بسبب موقف سياسي ؟؟
    و السؤال الاخر هل نقل فكرة عن مفكر تعطي الحق بأن يقوم البعض بممارسة السب و الشتم البذيء على ناقل الفكرة ؟
    و السؤال الأخطر هل السب و الشتم البذيء يبقى مسموح به في منتدى ثقافي عريق ومحترم مثل هذا المنتدى ؟
    أسئلة بحاجة الى إجابات !
    كل التحية و الاحترام لحضرتك
    وعليكم السلام والإكرام
    أهلاً أخي ياسر
    السؤال الخطير : هل يجب أن نرفض المفكر و كل مايطرحه و كل علومه بسبب موقف سياسي ؟؟
    أخي الحبيب ، هذا ليسَ موقفًا سياسيّا .. هذا موقف شرعي ، يترتب عليه مصير أمة ، ودماء مسلمين . من الخطأ القاتل أن يظن أحد أن القضيّة قضيّة
    من يحكم القضيّة معركة ( من يبقى ) ، والمؤامرة كبيرة على أهل السنة والجماعة . انظر إلى الحدث بدائرة أوسع ومن علٍ ..
    والعالم ليسَ ملكَ نفسِه ، لأنّ وراء فتواه ألوفاً مؤلفة تعمل بها . ولو كان شخصًا عاديّاً ، فإنّ رأيه يعبر عنه وحسب .
    كان الإمام أحمد - رضي الله عنه - تحت السياط يُضرب حتى يُغمى عليه ، وكانوا يقولون له قل ( نعم ) ..أي قل نعم إنّ القرآن مخلوق
    فيرد عليهم بأن في الباب مئات سينقلون عنه لمئات ما يقول .
    و السؤال الأخطر هل السب و الشتم البذيء يبقى مسموح به في منتدى ثقافي عريق ومحترم مثل هذا المنتدى ؟
    غير مسموح به مُطلقًا ، والإدارة لاتتهاون في ذلك . ولكن الأمرَ كما أظن يعود للشخص نفسِه ، فصاحب الخُلق الرفيع لا يسبّ ولا يشتم لا في الواحة ولا خارجَها
    وحريٌ بمن يُناقش أو يُجادل أو يُعارض أيّ شخص أن يتحلّى بالخلق النبيل فلا يتعرض لشخص صاحب الفكرة ، بل لفكرته وحسب .
    وأخوك مصطفى - المحروق المجروح - لو لاحظت لم يُسئ لشخص البوطي ، بل لفعله ..
    ومن أساء إليك حريٌ به أن يعتذر .. وإنه إن شاء الله لفاعل
    دمتَ بألف خير

  10. #10
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بلادُكَ نَجد والمُحّب عِراقــــــــــــي
    بواسطة عبدالهادى العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 07-07-2010, 09:20 PM
  2. قصيدة لإخواننا في فلسطين وهي من إنشائي
    بواسطة عبد الحق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-05-2009, 07:59 PM
  3. مواقع علماء الدين
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-09-2003, 08:56 PM