لمن يبـوح اللوز؟
للشاعر / عزت الطيري
ويعبرُ الطريقَ مرهقاً.. نحيلا..
يحدّهُ البكاءُ.. من جنوبِهِ..
ويحتويه الحزنُ.. من شمالِهِ..
ويرتخي النخيلُ فوقَهُ,
سواحلاً.. وموعداً جليلا..
***
الشوقُ في يديهِ.. قد نما
والوردُ في عينيهِ.. قد هَمى
والوقت يستحيلُ لحظةً..
ويرتمي, في ظلّ دمعتيهِ,
قاتلاً.. قتيلا..
***
كم مرة..,
بزغتِ من جبينِهِ..
كم مرة
ركضتِ في حنينِهِ..
كم مرة خرجتِ من دمائِهِ,
غزالةً
ليعلن انتماءَهُ,
لوجهك الذي تبرعمتْ,
من عشقِهِ الفصولُ, غبطةً
فغَيَّرَ الفصولا..!!
***
لمن يبوحُ اللوزُ في غنائِهِ?
لمن يفوح الليلُ.. في حُدائِهِ?
لمن تهيأَتْ, مواكبُ الأعنابِ,
تزدهي بلونها,
وتُفسح الطريقَ لانتشائِها,
وتبدأ الصهيلا..!!?
***
لمن تزركشت فراشةٌ.. بنارِها,
وحوّمت على حماهُ,
بكرةً.. أصيلا..?
***
يا أخت روحِهِ التي
تعطرت بوجدها,
وعنقدَتْ شفاهِها.. لصمتِِهِ,
وأشرقَتْ هديلا..!!
فأخرَجَتْ تُفاحَها
وسوسَنَتْ جراحَها
ورفرفتْ.. منديلا!!
***
يا أخت روحِهِ التي,
تُفجِّرُ الحنينَ في حنينِهِ..
ويا مدى ما أشرقَ النعناعُ,
في جنونِهِ..
يا موعد الأقمارِ, في سقيفةِ القرنفلِ السَّخيِّ,
وسحر قافِهِ ورائِهِ ونونِهِ..,
فجاهرت بضوئها,
تبتّلَتْ تبتيلا..
***
خذيه, عانقيهِ, وامنحيهِ,
بعض مائِكِ المسحورِ,
قطرةً, فقطرة, فسلسبيلا
لكي يواصل الغناء في هواكِ,
أوْ... يواصل الذهولا...!!