وردةٌ أنتِ
وردةٌ أنتِ عذْبةٌ تتلقَّى............في الرياض الحَنانَ و الاهتماما
أنتِ نجمٌ يشعُّ نورًا فريدًا ........و عنِ الضُّعف و الأفُول تَسامى
يا له منْ قَدٍّ يميلُ كغصن...............و خدودٍ فيها الصباحُ أقاما
و شِفاهٍ منْ قبَّلتْهُ و قَدْ كان.........عَجوزًا في العيش عادَ غُلاما
أنتِ أَوْلى بالوصْف في هذه الدنيا.........وإنْ كان يُعْجزُ الأَقلاما
فأنا وَاقفٌ هنا زَوِّديني......................نَظرة ً فابْتسامَةً فَكلاما
فَفؤادي مذ أنْ رأيْتكِ أضْحى.........خَارجًا عنْ إرادتي مُسْتضَاما
فهْو رهْنٌ لديكِ فاحْميه عنْ كلِّ .........هلاكٍ كيْ لا يصيرَ حُطاما
طال ليلي وَ لمْ أذقْ فيه غمْضًا....أو هناءً سلي الهوى و الظلاما
كلما قدْ شاهدْتُ في الروْض زهْرًا...راسخَ الحُسْن زدْتُ فيكِ هُياما
مُتْعبٌ منْ نَار الصَّبابة جدًّا........فهْيَ تزْدادُ في الظلامِ اضْطراما
قدْ شَربْتُ الشُّجونَ كأسًا دهاقًا...منذُ أصْبحْتُ في الهوى مُسْتهَاما
لمْ أعدْ قادرًا على السُّقم في العَيْش......فإنِّي أَشْكو إليكِ السّقاما
لامَني في هواكِ كمْ منْ قريبٍ...........و بَعيدٍ حتى كَرهْتُ الملاما
لسْتُ مِمَّنْ يرْضى الخُضوعَ و لكنْ....طائري حَطَّ في هَواك فَهاما
لا تكوني بَعيدةً عنْ فؤادي...........حَاملُ الجُرْح يَبْتغي الاهتماما
إنَّني أكْرهُ الظلامَ فكوني...............أنْتِ نوري الذي يبيدُ الظلاما
مُلئَ الكونُ بالحُروب شَقاءً............فاتْركِيني أُحسُّ فيكِ السلاما
أسْكرتْني الخيْباتُ حتَّى غدتْ رِجْلي ......مِرارًا لا تسْتطيعُ القِياما
إنَّني في أسْرِ الغرام أعاني .....فافْتحي الأسْرَ و الْعني الاصْطداما
أيُّ ذَنْبٍ جَنيْتُه كيْ يطُولَ .......الأسْرُ إنِّي أصْبحْتُ أَخْشَى الحِماما
آفةُ العَيش أنْ تكونَ وحيدًا..............وَ تُحسّ الأَحْزانَ و الآلاما