وحين ترحلين :
تتوصدُّ خلفكِ أبواب الابتسامة وتحكم مصراعيها .. لتترك ضمني ضياع الأمل في قوافل الدمع السكوبِ ..
يقلِّبني الوداع ذاتَ الحنين وذات الأنين..وقلبي باسطٌ كفيه بوصيدِ الرجاء ..عساكِ تمزحين ..
تكفهرُّ الشمس والنجوم قاطبة ..وتضمحلُّ أنهار الشعرِ الغزليّ ..
وينبع شعرُ الشجن والذكرى وربما الهجاء ..من كهوفٍ كاد وصلك أن يدفنها لولا أنّك استعجلتِ العزوفَ ..
فكيف فعلتِ وأين أنوء بنفسي من خيبةِ الهوى؟! ...وقلبي لم يزل على قيد الوجع ...
يتوشّحُ البدرُ بخمارِ الفجيعة ..ويشيح بوجههِ عن عينيّ كيلا يرى فيهما لآلئَ الانكسار ..
كل شيءٍ يبكي .. ربما يبكي عليَّ وربما لي .. الليل والليلكُ واللقلقُ ..حتى الزهرة التي أهديتكيها في عيد اصطيادي (بعمازتيكِ) ..ولا عجب
لكنِ الدموع بكت أيضاً .!!
يتعملقُ الأسى ..وتتنمردُ الأوجاع وتتفرعنُ الذكريات .. وتتشيطنُ المشاعر ..
ويضع الغرام نقطةً ويقول : من أول السطر !.
تحتدمُ الشرايين وتستبسلُ في قِراع النبضِ ..وتعصرُ المقل خمرَها لتخضلَّ الوجنات ..فينبتَ منها شقائق الحرمان ..معلنةً بداية الخريف ..
لا عليكِ ارحلي : إن الفقراء أشد الخلق وجعاً بحكم العادة ...
فإن آلَ إليَّ خيال ليلايَ ليلاً ..سأتألّمُ بصمت ..