هل البناء القادم بأيدى الأدباء والشعراء :
حتى نعلم دور الادباء والشعراء لابد ان نبين دورهم الحقيقى والذى يجب تجاه مجتمعاتهم ومجتمعات غيرهم
فهناك من يعلم دوره حقا ويقيم نفسه على ذلك وهناك من يرى ان ابعاد كلامه فقط يدور مع مدح الشكل الظاهرى لشىء مادى امامه وقد يكون ذلك الشىء الاصل به الخبث
والادباء والشعراء هم زراع واثرهم اقوى من زرع البذور
فالفلاح يختار البذرة التى تعود اليه باجمل الثمار والظلال
اذ ان الأديب والشاعر لا يزرع بتربة الارض ولكن يزرع بتربة البشرية
فالبشرية امامه هى التربة التى يتناولها بالزرع والحصاد
لذلك ادعوا كل الادباء والشعراء الى التظر الى البشرية من تلك الزاوية وان تكون اللجان المتابعة لاعمالهم يتناولون الأمر من تلك الزاوية
لابد ان يرى الزارع منهما ان الحصاد لابد ان يكون وفق ما يتم غرسه
لذلك لابد ان يدور الزرع على اجمل الثمار واجمل المتابعة
والبعض يظن ان الزرع الطيب لا يكون الا محمولا على سيف الهجوم على المخالف
وذلك ليس حقيقيا اذ الزرع دائما وابدا هو بناية طيبة فى ذاته دون ان يتعرض الى الاخرين بشىء
الا ترى ان النبات يأكل منه الخبيث والطيب والكل يمدحه
كذلك لابد ان يكون غرس الأدباء والشعراء لابد أن يأكل منه الخبيث والطيب والكل يمدحه
لذلك يجب اخراج العنصرية من اصل الكلام حتى لا يخرج الكلام كالصنم الذى له متعبدين من جنس بعينه فيكون علما لطائفة بعينها فيتم تقسيم المجتمعات الى طوائف شتى وفق عدد شعراء وادباء تلك المجتمعات فيكون التصحر فى تلك المجتمعات هو النتيجة
لذلك لابد لكل كاتب وشاعر ان ينظر الى الغرس الذى يقوم بغرسه فى التربة البشرية
وحتى يتم استصلاح الصحراء الجافة بالبشرية لابد ان تكون كلمات الشعراء والأدباء هى وسيلة الاستصلاح ووسيلة حفر الابار وشق الانهار وعلم الغرس فى تلك التربة عندها كان الحصاد طيبا
وحتى يكون هناك الميزان الذى يوزن به اصل الكلام
لذلك لابد ان يكون هناك نبع للكلام الطيب الذى لا خلاف عليه قط ولا نقص به قط الكل يستقى منه غرسه وكل يأخذ جزءا من صحراء البشرية يقيم به ذلك الغرس
وان يكون ذلك المصدر الطيب لا خلاف عليه قط فى علوه
ولا ينصرف ذلك الوصف الا لمن له الصفات العلى سبحانه
عندها لا ينبت من صحراء البشرية الا ما كان طيبا فى القول والفعل
عندها كانت الجنة