|
ما هجرتُ الخيالَ يا شعرُ عمدا |
دونك القلب متعبا ضاق جهدا |
سامحيني قصائدي. ما بوسعي |
إنه الحزن صاحبي..بك أودى |
سامحيني . تواصلَتْ ضرباتي |
يا حروفا. خناجري لن أعُدَّا |
سامحيني . فقد أطلتُ التجنّي |
طالباً من قساوة العيش زهدا |
وَجَدَ القهرُ (كونه) في فؤادي |
ففتحْتُ الفؤادَ للقهر غمدا |
كلما هبّتْ السعادةُ: صوبي |
رَفَعَ الحزنُ ـ يا حبيبة ـ سَدّا |
وإذا بُحْتُ يا ورودي بروحي |
غرّد الحرفُ والحنان استبدّا |
كم تمنّيتُ فسحةً من جنوني |
أي نصْرٍ يُصيِّرُ الحر عبدا؟! |
خدعونا بنصرهم كلّ يومٍ |
لم يجروا سوى الهزيمة صيدا |
أترى التاج فوق رأس ذليلٍ |
يمنحُ الرأسَ يا قصائدُ مجدا؟! |
انشليني ببسمة من حروفي |
واسكبيني بليلة الأُنْسِ شهدا |
تائبا جئت.. والصراخ شفيعي |
رغم جرحي فما أَطَقْتُكِ بُعْدا |
سائلي (الشام) ربما تعذريني |
وانظري الوغد كيف يقتل حقدا! |
واصلي السير قد فتحت دروبي |
لا تقولي كفى ... تجاوزتَ حدّا |
أَشْعَلَ النارَ في دمشقَ يهودٌ |
فأحيلي اللهيب سلما وبردا |
في سطوري تفرّقتْ مفرداتي |
وضحايا حروفها لن تُردّا |
في سطوري تخلّفتْ أمنياتي |
وبناء الطموح بالحزن هُدّا |
يطلبُ السطرُ نَجْدَةً من غريقٍ |
وغريقُ السُّطور يطلبُ نجدا |
يا أسيرا به .. بقلبك سجني |
إنني القيدُ.. ما فككْتُكَ قَيْدا |
أنت قربي .. برغم حزنك قربي |
وأنا القُرْب.. كيف أنكثُ عهدا |