طميٌ وزُلاللم يكن للكذب يوما أقدام ثابتة، وإن أسعف صاحبه في بعض الأحايين؛ لأنّ سيف الصّدق لا بدّ قاطع رجله الواقفة على يباب الأرض.
فالكذب كافُه كرّ وفرّ في مستنقع الخطيئة لتبرئة النّفس من براثن خطيئة أكبر، أو لحياكة حكاية يسردها راويها على مسرح تسقط خشباته بعد العرض الأوّل!
ذاله، ذَودٌ عن الذّات التي انزلقت رجل ثقتها، وكسرت ياقوتة تاج الفضيلة المزيّن لرأس الأخلاق الحميدة!
باؤه برج وهميّ يبنيه الكاذب لحماية نفسه من عواصف الغضب عليه، إذا ما أمطرت غيمات خياله ما لا يعقل!
أمّا الصّدق، فصاده صيانة للنّفس من مزالق السّوء، ووقوف برجلي الثّبات على تلّة الثّقة للمواجهة بصدر التّحدّي والأمان.
داله درء للمفاسد الملوّثة للنّفس من خبث ما يلفظه اللّسان زورا وبهتانا، ودهاء ما يحيكه الفكر ظلما وعدوانا.
وقافه قبس من نور يلفّ الذّات بإشعاعه؛ ليزيدها توهّجا وإصرارا على قول ما حقّ، ودحض ما بطل.
فشتّان ما بين طمي الكذب، وزُلال الصّدق!