أنِيبِي أيّتُها الأرض
صَلِّي على ثراكِ ثمّ تَجَهّدِي
سَعِّرِي براكين الحِقَبِ البَائِدَة
تَمَخّضِي وَجَعَ حدودٍ بلا حصار
و آرْتَجِّي لتَهُدِّي السّقْفَ على المَسْقُوف
لتَتَفَصّدَ مَاهِيَة الرؤى
من بَحْلَقَاتِ الصمت
و تَنْشَقّ من قلب الأرض الرّؤُومِ
نبتةُ أصْلٍ يَعْتَلِيهَا غُبَارُ التّكْوين،
فعينُ الحَسْرَة ِعلى المَبْكَى فَاضَتْ أذْمُعُهَا
وعلى المَتَاهَاتِ تتكسرالمرايا
تنتفضُ الرعشةُ بالرعشةِ على خوفِها
يَسْتَفِيقُ من الجَفْوَةِ طَمْرُ العُهود
و يَنْبَثِقُ من أسْرِ الروح
بَلَجُ العِتْقِ من الهُمُودِ و الشّرُود.
فالعالمُ مَشْطُور الروح
تَسُوقُه الوِجْهَةُ للمنفى
قِيَمُ الغَدْرِغَدَتْ
ريحَ حَشْرٍ قبلَ الآوَان
ذموع الرّحمة
نَضُبَتْ بالقسوةِ لِحَاضُهَا
و السّائِسُونَ يَسُوقُونَ السِّرْبَ
لفكرِ الكَمِينْ
و السِّرْبُ جَانِحٌ مَبْثُور الشّعَاع
عيناهُ تَبْرُقْ وقلبه ضَلِيل
فيا سماء آمسحي عن سَرَابِ الحَرِّ
عطشَ الثراب للذّفن
و آذفُنِي المُحَال بينَ الجُرْحِ و النّذَم
أشْرِقِي بِنَوَايَا الشمسِ حَرْقا
و أذِيبِي عصورَ الجليدِ و الحَجَر
لنغرقَ بين بِدَائِيَةِ الرّوح
و تَحَضّرِهَا الجَبَان.
فالأمس جَزِعٌ من خُطَانَا
مُتَقَفٍّ زَلاّتَ المَسِير
و نحنُ نُوَاكِبُ الشّرُودَ والهَوَان
نَسْتَجِيرُ بِحُمَاةِ البَاطِل
و نُعْلِنُ أنّنَا أقْطَابُ الحِيَاد
بينما السّعَارُ يَنْهَشُ لحمَ وحْدَتِنَا
و الدَمُ من يَطْلِي كَفْنَ شهاداتِنا
صَارَ بلا حُمْرَةٍ و كَسَاهُ الإمْتِقَاع.