إني هنا!
لن يُبْعِدَنِي الغياب
لن تُسْحَقَ عظامي
تحت ثِقْلِ المِحَنْ
و لن ألْبَسَ بَرْدَعَة المواقِف.
آه ٍ!
إن للقهر عواقبٌ
تزيد الصّبر شَعّا
و هذا الذي عَشِقَنَا فأسَرْنَاه
زُمُرّدَةٌ أذْهَلَتِ الكون
حوّلَتْ مسَارَهُ صوبَ القمر
و لَمَعَتْ أصُولُهَا برحَابٍ
لا تَطْويهَا المسافات،
فلا تَضْمُرُوْا أيها المَوْعُودُونَ بالأرض
و كونوا كما البرق
تلمَعُ إطْرَاقاتُ عيونِكم
كما الرّعْدِ هَزيمًا
تَقْصِفُ به جَسَارَتُكُم.
إلَهِي!
جبلُ الحَيْرَةِ تَسَلّقْنَاه
أصْلُ الإمتدَادِ بَلَغْنَاهْ
و حكمة السِّلْمِ بعيوننا
وهم بلسانِ الفُرْقةِ يُحَدِّثُون.
أوَلَمْ تَنْسِفْهُم أعْرَاُف"الآرِيَةِ"
و سَحَرَتْهُم عصى موسى
فباعوا الزمن بالقنابل.
واليوم يُقْبِرُونَ الرمز
يُلْبِسُونَ الصمت نَبْرَةَ التّنَاسِي
و يَتَنَاسَوْنَ أنّ القلبَ قدسٌ
وردة مُسْقَاةٌ بدم العُرْب
و روضة تَعَطّرَتْ منها الأدْيَان
فالزهرة هذهِ جُذُوعُها
روح الإسلام
نَفْحَتُهَا تَعْبَقُ شَمّ الشّهداء
و بُشرى مَزْفوفة بدم الحرية.
24/12/2001