قد يظن البطل أن جارته تحسده لأنه يلقاها دائما أمامه ،فقد حكم على سلوكها وتصرفها بأنها امرأة تدمر له الغيرة والحسد .
والواقع إن نظارته السوداء هي التي تجعله يرى محيطه كله أسود ..
فالنظارة السوداء ما هي إلا وسيلة استخدمها السارد لإعطاء نفس جديد للمعنى المراد توصيله ..
إنها النظرات المتكررة والتفكير والتخيل .... والتوهم أن كل الناس حاسدون كارهون ،يتجسسون ويترصدون .. ولا شغل لهم إلا تتبع خطوات الناس .
الخروج والدخول ،إغلاق الباب ،فتح النافذة .. كلها سلوكات إن تتبعها الإنسان يمرض . وعليه فالحل هو عدم الاهتمام مع التعامل بلطف مع الجيران .
فالبطل لما نزع النظارة رأى أشياء لم يكن يراها . إما جميلة أو قبيحة ..
جميلة وهو لا يدركها من تحت الستارة ،قبيحة أدركها لما ازاح الستارة ..
ومضة جميلة غنية بدلالات قيمة مغيبة عن النص عرف السارد كيف يحبكها ويشكلها لتأخذ أكثر من قراءة ..
قصة تجمع بين السليم والخطا،بين ما هو اجتماعي ونفسي ،بين ما هو جميل وقبيح ....
جميل ما كتبت وأبدعت أخي محمد ..
مودتي وتقديري ..