أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 40

الموضوع: الفاجعة

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي الفاجعة



    صفع الباب بقوة ودلف الفيلا يركض وهو يحمل في جعبته الفاجعة نادى ماجد بصوت يهزه الأسى : أمـــاااااه والدي مــات ، مــــــات
    ارتجت هذه الكلمة في أرجاء المنزل وتضخمت لترتطم بجدران الصالة فترتدُّ على أسماعهم مرَّات ومرَّات تسمرت هندٌ في مكانها وياسرٌ فاغرٌ فاه وسديمٌ لم يتحرك فيها ساكن وهي تجلس على تلك الأريكة المرقشة فقط كانت تنظر بجمودٍ وترقُّبٍ أما الأم فقد اتسعت حدقتيها وهي تردد باحتساب : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها , ماالذي حصل بالضبط ياماجد اهدأ واشرح لي ؟!

    - لم يكن هناك شئ جديد السرطان هو السرطان يستشري في جسد الإنسان حتى يقضي عليه ، كان بصحة متحسنة يبتسم ويتحدث معي وفجأة أغمض عينيه وانقلب ناحية اليمين ، ارتبكتُ فهززته ولكنه لم يتحرك أسرعت بين أروقة المشفى أنادي الطبيب "أيمن كمال" فقدم معي نحو سريره في الحجرة بالعليَّة، ومعه مايستلزم للكشف ، قلَب والدي وبدون عناء أخذ يتحسَّس نبضه وهو يهز رأسه بصمت أن لاجدوى ، فقد حياته رحمه الله رحمة واسعة تلقيت الخبر منه وكنتُ على رجاء أنه مازال حيًّا فوقع قوله في قلبي ثقيلا حتى أضحيتُ كمن ينازع سكرات الموت , عمومًا سيكون الدفن عليه بعد العصر ولم يتبقى سوى ساعتين على الآذان .
    أسرعت هند لجلب عباءتها، وياسر يبحث عن فردة حذائه بذهن مشتت ، وأمهم تحاول الصمود والدمعة تخذلها ، خرج الجميع عدا سديم , مرت بجانبها هند ولوت رأسها قائلة بعتاب : أعديمة الإحساس أنتِ ؟ ألن تريه معنا قومي يـا...
    - بترت عبارتها بصوت مرتفع قليلا : لاأستطيع ذلك ، اذهبي أنتِ ( قالتها بملل)
    - ستندمين لاحقا .
    انطلقوا بالسيارة إلى المشفى حتى ينقلوه إلى المغسلة بعد رؤيته وسديم ولجت الغرفة تجرُّ خطاها ، وكأنما هموم الدنيا تكالبت لتجندلها وتثقل حركتها , شعرت بحرارة صادرة من جسدها ، والدمع يعانق شفتيها ، حتى أمست تطوي الوقت في أنين ، ويتلاطم موج الحنين , محوملامحه وصورته العالقة في الذاكرة كلوحة أتقنها وأبدع بها أفضل فنان لأمر محال .
    المشاعر متضاربة ، والأحاسيس تتكدَّس داخلها متنازعة سقطت منهارة تبكيه ، مرَّ الشريط سريعا لما سمعته وشاهدته من ذكرى والدها " حمود التميمي" الأب الذي عانى طوال حياته عاش يتيما تاركا والده إياه طفلا بعقل الكبار ، كرَّس حياته في العمل ، اعتمد على نفسه في جميع شؤونه وتعرَّض لمواقف مخزية وأحداث ذُلَّ فيها كبرياء رجل لكنَّ الحياة علمته التصرف بحكمة ، تزوج ابنة عمه وكان يدير عددا من الشركات إضافة إلى مايملكه من العقارات حيث أصبح تاجرا يشار إليه بالبنان ، لَكَم ساعد الكثير ممن حوله أقاربه ، أصحابه ، وأناس أُخَر
    التف حوله الجميع ليملأوا بطونهم ونظراتهم الجشعة تطمع في المزيد من أمواله الطائلة ، احتالوا ، سرقوا وهو كأنما اتخذ هذه الآية شعارا له : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
    حتى إذا خسر جُلَّ أمواله وأنهكه المرض وتراكمت على جسده أتعابُ السنين, تلاعبت الأفاعي حوله ، وتظافرت عليه الديون حينها تخلّى عنه الجميع كما لم يكن يوما ما ملكا يحيطه خدم وحشم يعملون تحت إمرته حتى إن أتت فرصة لانتكاسته خذلوه وتشفوا به ، الشماتة من الاقرباء كمن يمسك حديدة يعرضها للنار ويضعها على جلدك مستعرة ، حينها كيف سيكون مقدار ألمك ؟
    والأدهى والأمرَّ أن تلقى الجرأة والتمادي من أبناءك حتى ينهال عليهم سوط الندم الذي يوقظ حسهم بعد مماته ، فعرفوا كم هم حمقى عندما جلسوا على أرجاس الحساد واستمعوا لهم بآذان صاغية ، سيبكونك اليوم وينسونك غدا تحت وطأة المشاغل وصخب الحياة .
    رددت بعينين تفيضين بالشجن :إن رأيتك كما فعلوا ستزيد أطنان الألم بداخلي , حبك ألم ، موتك ألم ، ذكراك ألم ، عيشي بعد موتك ألم ، الحياة برمتها معاناة لذواتنا الإنسانية الخرقاء,
    شرعت تشهق وتعض شفتيها بحسرة : أبتــاه ، ماأنا إلا دمية بين يديك ، افعل بي ماتشاء ، اذبحني , اسلخني ، اضربني بأقصى قوة لديك ، خذني للقبر بدلا عنك ، رحمك الله افعل بي ماتريد فأنا رهن إشارتك ، أحبك ، كلاَّ بل أفديك بكل كياني ، فقط عُد , عد كما كنتَ .
    كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان وشفاه مرتعشة : هل حب أسرتك والتضحية تنقلب ضدك؟ أم أنكَ لم تضع التضحية في مكانها الصحيح " أبي" ؟
    ماأقسى العالم ،وماأغبى البشر !!
    فرَّ منها الذهول وماتت آخردمعة على شاطئ احزانها الذي دنسته الجراح ووقعت في شرك اللامبالاةالمعتادة , قهقهت وهي تصفع رخام الغرفة بكفها وكأنما أصابها ضرب من الهذيان.

    اعتلى صوت الآذان ليعلن أن صلاة العصر قد حانت ، وصل أهلها ، ترجلت منيرة وابنتها هند عن السيارة ودخلوا البيت ، وتوجه الأبناء نحو المسجد للصلاة ، اتجه الجميع نحو المقبرة حيث حضر جمع غفير لتشييع جنازته
    حمل ماجد وياسر والدهما ليضعانه بيديهما في الحفرة الضيقة منزل الإنسان وموطنه الذي خُلق منه , فكوا الأربطة منه وسدوا عليه في لحده بلبنات ثم أهالوا عليه التراب وهما يدعوان لوالدهما بالثبات فالآن يُسأل.
    يا الله كم هو شعور صعب على الإنسان عندما يضع شخصا عزيزا عليه ، في حفرة ضيقة، ثم يهيل عليه التراب بيديه وماء عينيه تروي الأرض فتنمو نباتات صحراوية تقبع في وحدتها المريرة ، هكذا تماما ينمو الحزن ويترعرع في صدورنا , فما إن يأتي سيل الفرحة الجارف ويقتلعه حتى تُلقي النوائب بذرتها مرةأخرى في القلب ، نسقيها بالبكاء فيكبر الأسى حيث تمتدُّ جذوره ملتفة حول عروقنا تتشبث بقوة وتسير حيث سار الدم بجميع اتجاهات الجسد ، فيصعب نزعها ونمارس حينها طقوس الأشجان ( بهذا كان يحدَّث ياسرٌ نفسه )
    توافد المعزون إلى الدار فالرجال مابين داخل وخارج والنساء تتفاوت ملامحهن مابين متجلدة وصامتة وأخرى متأثرة دامعة ، وثالثة مستمتعة برشف القهوة ساهية ، ومن بينهن امرأة تصطنع الشفقة حينما رأت سديم حركت رأسها متباكية : المسكينة يتيمة !
    قذفت إليها سديم نظرة ماقتة وتمتمت: إذا اختلطت دموع في خدود ** تبيَّن من بكى ممن تباكى
    ثم رفعت صوتها بثبات : لابأس ، نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيما
    استدارت ناحية المطبخ ونفسها تسخر من امرأة عمها البغيضة , فتحتِ النافذة لتنتعش رئتيها بقليل من الهواء العابر ، فإذا بالشفق يحمرَّ وتتوارى الشمس في المغيب إلى ماوراء الكون ترحل ، فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق .

    [ براءة الجودي ]
    ننتظر نقدكم البناء
    التعديل الأخير تم بواسطة براءة الجودي ; 08-02-2013 الساعة 05:01 AM

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ** يوما على آلة حدباء محمول

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براءة الجودي مشاهدة المشاركة

    اقتباس كامل النص

    أخت براءة

    يد الموت ماكرة...جبارة...طعناتها طعنات نجلاء تدمي القلوب و العيون...تحدث في القلوب شروخا عميقة. لكن اختي رغم جبروت الموت و قسوته فتفاعلنا معه يختلف من شخص إلى آخر: حسب مكانة الفقيد لديه...حسب تصوره للموت...حسب الثقافة السائدة...و النص أفلح بكثير من التفوق في إبراز هذا الاختلاف في التعاطي مع حدث الموت.بين حزين...شامت...متعاطف...متباك... عير مبال...متظاهر بالحزن...
    معجم النص أيضا توفق بشكل مبهر في رٍسم الموت و إبراز الأجواء التي يترتب عنه. و هنا تظهر المهنية إذا المعجم يجب أن يكون متناغما مع فكرة النص مساهما في انسيابيته.
    بدا لي النص دائريا بدأ يمغيب حقيقي و انتهى بمغيب رمزي و بينهما دارت أحداث اصطبغت بأجواء المغيبين.
    أختي براءة. لست ادري لماذا عندما يكون النص باذخا موجعا أجد فيه جمالية. هي جمالية الموت ...جمالية الحزن، و اعود و أقول لا يمكن الإحساس بذلك إلا لأن النص نجح في التعبير الصادق عن الفكرة ا...نجح في تحويل الخيال إلى حقيقة عاشها القارئ فعلا و لم يجد بدا من التنهد بحرارة انفاسه و حرارة النص.
    دام الألق ليراعك.
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 08-02-2013 الساعة 07:13 PM سبب آخر: اقتباس كامل النص

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 43
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    أختي الكريمة براءة ،
    نص جميل بمشاعر إنسانية جياشة يتأسس على حدث الموت وما يصاحبه من أحاسيس و صراعات نفسية بين الألم و الصدمة و بين القبول و التسليم ، وما يعقب الحدث من تفاعلات مع الذات و المحيط.
    كثرة الأخطاء اللغوية أساءت للنص إضافة إلى غياب علامات الترقيم في العديد من المواضع الضرورية وهو ما يصعب عملية القراءة و يؤدي إلى اختلاط المعني.
    تقبلي مروري

    فترتَدَ إلى أسماعهم - حدقتاها - ما يلزم - كرس حياته للعمل - أناس آخرون - بحاجبين مرتجفين - من السيارة - حمل ياسر و ماجد والدهما - رئتاها - حسا غريبا و صمتا مميتا
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,150
    المواضيع : 318
    الردود : 21150
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    قضي الله سبحانه وتعالي وقدر الموت علي كل المخلوقات(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)
    وقال جل من قائل (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذوالجلال والإكرام) وقال (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )

    تتفاوت ردة الفعل والحزن عند الفقد من شخص إلى آخر ـ فالبعض يعانى من ردة فعل حزينة بشكل كبير
    بينما يصبر البعض الآخر ويحتسب . كما حدث فى قصتنا هذه .. قالت الأم : إنا لله وإنا إليه راجعون
    وما الصبر إلا عند الساعة الأولى ــ وبينما ذهب الأبناء كلهم لحضور مراسم دفن والدهم نجد أن الأبنة
    سديم لا تبال بذلك .. لنعرف بعد ذلك إنها تحبه بكل كيانها ولكنها تتألم لموقف الناس منه .
    سلمت يداك براءة على قصة رائعة , الجانب الأنسانى منها على قدر كبير من العمق
    قصتك تدخل النفوس بأسلوب سلس وسرد هادىء ـ دمت رائعة .
    مع خالص التحايا .

  6. #6
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    أختي الكريمة الأستاذة براءة
    أسعد الله أوقاتك
    - الفكرة /الحدث وفاة أب ، ولوعة أهله عليه .. حدثٌ لعلّه الأكثر تجدداً مع الدقائق والثواني في هذه الدنيا
    ومع ذلك ، فهو حدثٌ قابلٌ دوماً ليكون محور قصّة جيّدة ، ولكن إذا تناوله المبدع تناولاً جديداً مبتكراً بأسلوبه هو
    فهل تناوله نصكِ بطريقة مميّزة أختي براءة ؟ أم كان التناول عادياً يسرده فنتذكر عشرات المشاهد المشابهة ؟
    - لفتني في أول النص أن ماجد دخل الفيلا راكضاً صافعاً الباب ...وصاح بأن أباه مات ...ثم خرجت الأم مذهولة .. وبعد ثواني
    طلبت منه أن يحكي لها ما جرى ، فيجلس ويبدأ بحكاية ما حدث بالتفصيل والإطناب !!!
    هذا الموقف لايحتمل أسلوبَ الإطناب ، بل يستدعي الإيجاز بالحذف ... فإن من المواقف التي تستدعي من المتكلم الإيجاز بالحذف
    حال المتكلم مثل الخوف ، المرض والتعب .. أو أن السياق يدل على المحذوف ...
    - لم يكن في القصّة حدث محوري يتنامى وترفده أحداث فرعية وتدفع به حتى النهاية . بل تفرع عن خبر الموت أخبار أخرى فرعية
    لم تفد الخبر الأول في شيء !
    - يُضعف القصّة الفنيّة جداً تدخل الكاتب بالشرح خير الضروريّ ، والتقرير والوعظ .. وقد ورد شيءٌ من هذا في النص
    - الأخطاء اللغوية قليلة ، ومع ذلك كان ينبغي ألا تصدر عن قلم الأديبة براءة :
    - أما الأم فقد اتسعت حدقتيها = حدقتاها
    - من أبناءك = أبنائك
    - كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان = بحاجبين مرتجفين
    - ليضعانه بيديهما = ليضعاه بأيديهما
    - فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق = حسّاً غريباً وصمتاً مميتاً ..
    أردتِ نقداً بناء ... وأنا أردتُه كذلك
    دمتِ بألف خير
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  7. #7
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    لعل اولى عتبات النص وهنا أقصد العنوان يفضح الآتي ولكن حين نلج المتن ونحن نعرف أننا بصدد ملاقاة الفاجعة يخلق عندنا نوعا من السيسبانس أي فاجعة هذه التي مهد لها العنوان ومن ثم تتوالى الأحداث بلغة سردية تصف الفاجعة وثرصد انفعالات الشخصيات..
    التيمة المطروحة متداولة ولكن كيفية الصياغة هي من تضخ الدم في النص..
    نص سردي يشي بقلم سردي متمكن..هناك هنات تحتاج التصحيح
    جميل ماقرأنا أستاذة براءة.
    ما أكثر ماقلت
    وكأنك لم تقل شيئا.

  8. #8
    الصورة الرمزية الفرحان بوعزة أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 2,368
    المواضيع : 200
    الردود : 2368
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. براءة ...تحية طيبة ..
    بنيت خطاطة القصة على حادث الموت الذي تم الإعلان عنه في البداية وهو تحفيز للقارئ أن يتصور ما يترتب عنه من نتائج ..
    نص جميل بصياغته ولغته مزجت فيه الساردة بين الذاكرة والتاريخ ، بين السيرة الذاتية والحالة النفسية لأفراد الأسرة ، بين موقف الناس ليس من الموت وإنما من الشخص الميت ، موقف توزع بين التشفي والانتهازية ..
    بفنية أدبية متميزة غاصت الساردة بأسلوب شيق في دواخل النفس والذات بعدما وحدت موقفهم في ألم الفجيعة التي حلت بهم رغم ما يحيط بهم من استفزازات ..
    نص إنساني بامتياز ..
    وما فائدة الأدب إن لم يكن إنسانياً ..؟
    جميل ما كتبت ..تقديري واحترامي ..
    الفرحان بوعزة ..

  9. #9
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت براءة
    رأيت هنا مشاعر جياشة لمن يداهم الموت قريبه -أمه أو أباه..وكانت لديك قدرة على نقل تلك الأجواء لنعيش لحظات نتذكر فيها الموت..
    انتقلت أثناء السرد للحديث عن الحساد أو من تخلوا عن المتوفى عندما مر بتلك الضائقة لكن أحسست أن الحدث القصصي ربما كان غائباً نوعا ما في هذه المرحلة وأثني على ملاحظة الأستاذ مصطفى فيما يخص الحدث المحوري
    لديك براعة في الوصف وفي نقل المشاهد حيةً بمشاعرها
    وافر تحياتي
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  10. #10
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    تقاذفت الى ذهني بعض الملاحظات وأنا أقرأ القصة
    فإذا بالاستاذ الحبيب مصطفى ذكرها
    فاكتفيت بقراءتها ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    أختي الكريمة الأستاذة براءة
    أسعد الله أوقاتك
    - الفكرة /الحدث وفاة أب ، ولوعة أهله عليه .. حدثٌ لعلّه الأكثر تجدداً مع الدقائق والثواني في هذه الدنيا
    ومع ذلك ، فهو حدثٌ قابلٌ دوماً ليكون محور قصّة جيّدة ، ولكن إذا تناوله المبدع تناولاً جديداً مبتكراً بأسلوبه هو
    فهل تناوله نصكِ بطريقة مميّزة أختي براءة ؟ أم كان التناول عادياً يسرده فنتذكر عشرات المشاهد المشابهة ؟
    - لفتني في أول النص أن ماجد دخل الفيلا راكضاً صافعاً الباب ...وصاح بأن أباه مات ...ثم خرجت الأم مذهولة .. وبعد ثواني
    طلبت منه أن يحكي لها ما جرى ، فيجلس ويبدأ بحكاية ما حدث بالتفصيل والإطناب !!!
    هذا الموقف لايحتمل أسلوبَ الإطناب ، بل يستدعي الإيجاز بالحذف ... فإن من المواقف التي تستدعي من المتكلم الإيجاز بالحذف
    حال المتكلم مثل الخوف ، المرض والتعب .. أو أن السياق يدل على المحذوف ...
    - لم يكن في القصّة حدث محوري يتنامى وترفده أحداث فرعية وتدفع به حتى النهاية . بل تفرع عن خبر الموت أخبار أخرى فرعية
    لم تفد الخبر الأول في شيء !
    - يُضعف القصّة الفنيّة جداً تدخل الكاتب بالشرح خير الضروريّ ، والتقرير والوعظ .. وقد ورد شيءٌ من هذا في النص
    - الأخطاء اللغوية قليلة ، ومع ذلك كان ينبغي ألا تصدر عن قلم الأديبة براءة :
    - أما الأم فقد اتسعت حدقتيها = حدقتاها
    - من أبناءك = أبنائك
    - كانت تتساءل بحاجبان مرتجفان = بحاجبين مرتجفين
    - ليضعانه بيديهما = ليضعاه بأيديهما
    - فتقذف في الفؤاد حسٌّ غريب ، وصمت مميت ، وضجيج نبض أحمق = حسّاً غريباً وصمتاً مميتاً ..
    أردتِ نقداً بناء ... وأنا أردتُه كذلك
    دمتِ بألف خير

    المبدعة الأديبة براءة
    نص يحكي مشهد .. مؤلم .. واقعي ..
    بقلم مبدع ..


    تحياتي ودعائي ..



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة