|
مَنْ لِي وَقَدْ سَاءَ بَالِي |
وَضَاقَ بِالوَجْدِ حَالِي |
بِمَنْ أَرَتْنِي هَوَاهَا |
مَحْلَوْلِكًا كَاللَّيَالِي |
عَشِقْتُهَا بِنْتَ عَشْرٍ |
زِيدَتْ بِتِسْعٍ طِوَالِ |
أَرْنُو لَهَا بِاخْتِلَاسٍ |
إِذَا اسْبَطَرَّتْ حِيَالِي |
رَفِيعَةٌ أَسْنَدَتْنِي |
رَشِيقَةٌ كَالغَزَالِ |
مَا رَقَّتِ الأَرْضُ إِلَّا |
مِنْهَا بِنَشْرِ الدَّلَالِ |
تَومِي وَأُومِي فُنْعُمِي |
نَوَاظِرَ العُذَّالِ |
حَتَّى تَقَدَّرَ يَوْمٌ |
نَأَتْ بِشَدِّ الرِّحَالِ |
يَا عَذْبَةَ الشَّفَتَيْنِ |
وَبَهْجَةَ الخَافِقَيْنِ |
أَيْنَ اتَّجَهْتِ بِقَلْبٍ |
حَوَاكِ لِلْأَخْمَصَيْنِ |
مَا عِشْتُ دُونَ فُؤَادٍ |
فَأَنْتِ بِالقَلْبَيْنِ |
عَيْنَايَ وَالدَّمْعُ يَهْمِي |
أَمَا رَحَلْتِ بِعَيْنِ |
تَرَاكِ فِي كُلِّ حِينٍ |
وَتِلْكَ لِي دُونَ حَيْنِي |
كَمْ لَيْلَةٍ دَاهَمَتْنِي |
تُثِيرُ تِذْكَارَ بَينِ |
وَمَا لِمِثْلِي اصْطِبَارٌ |
أَيْنَ الثَّبَاتُ وَأَيْنِي! |
يَعَزُّ مِثْلُكِ يُسْلَى |
يَا عَذْبَةَ الشَّفَتَيْنِ |
لِكُلِّ فَجْرٍ جَدِيدُ |
وَشَاهِدٌ وشَهِيدُ |
إَلَّا أَنَا فِي عَتِيقٍ |
أَمَْضَى لَحَالِي يَكِيدُ |
أَشْتَاقُ حُضْنَكِ لَكِنْ |
مَدَاكِ عَنِّي بَعِيدُ |
إِلَيكِ كَمْ صُغْتُ وَجْدِي |
تُرَى أَخَانَ البَرِيدُ! |
أَمْ غَيَّرَتْكِ اللَّيَالِي |
أَمِ الزَّمَانُ عَنِيدُ |
أَرِيدُ والدَّهْرُ يَأْبَى |
وَالمَرْءُ حِينَ يُرِيدُ |
وَمَا يُسلِّي فُؤَادِي |
إِلَّا السَّنَا وَالنَّشِيدُ |
لَوْلَا الهَوَى وَالتَّصَابِي |
لَا يُطْرِبُ التَّغْرِيدُ |
أَنَا حَبِيسُ انْتِظَارِي |
مُكبَّلًا فِي مَدَارِي |
أَعُدُّ فِيكِ انْهِيَارِي |
بِأَعْيُنِ الزُّوَّارِ |
يَطُولُ لَيْلِي كَئِيبًا |
وَيَقْتَفِِيهِ نَهَارِي |
رَتْمٌ عَلَيَّ سَئِيمٌ |
بِهِ يَهُونُ احْتِضَارِي |
مَا أَضْعَفَ الصَّبَّ صَبْرًا |
وَمَا يُفَاقُ اصْطِبَارِي |
إِذَا اقْتَدَرْتُ التَّسَلَّي |
فَالشَّوْقُ فَوْقَ اقْتِدَارِي |
لَأَنَّ حُبَّكِ عِنْدِي |
أَمْضَى لَدَيْكِ قَرَارِي |
فَعَجِّلِي بِإِيَابٍ |
يُرَحِّلُ اسْتِعْبَارِي |
لِمَنْ أَبُثُّ أَسَايَا |
وَمَا مُصِيخٌ سِوَايَا |
عَلَّمْتِنِي الصَّمْتَ حَتَّى |
طَغَتْ عَلَيَّ الخَفَايَا |
أَنْتِ اتْجِاهِي وَكُلُّ |
الجِهَاتِ خَلْفَ قَفَايَا |
أَرَاكِ أَجْمَلَ وَهْجٍ |
كَمَا تُرِيكِ المَرَايَا |
هَذَا الفِرَاقُ سُهَادٌ |
أَنْأَى عَلَيَّ كَرَايَا |
وَمَا الصَّبَابَاتُ إِلَّا |
مَلَهِّبَاتٌ حَشَايَا |
الكُلُّ يَجْهَلُ مَا بِي |
فَهَلْ جَهِلْتِ جَوَايَا؟ |
لَوْ كَانَ, أَهْونُ عِنْدِي |
مَنْ أَنْ يُمَارَى هَوَايَا |