أصعب ليلة .........على الإطـــــلاق

السؤال الذي طال ما طرق أبوابي بشدة,السؤال الذي طرح نفسه بين أوراقي وكتبي وملازمي المدرسية ...لمَ الحب يفعل بنا هكذا ؟ ربما لستُ إلى الآن جديراً بالرد عليه أو حتى قادراً أن أستوعب الامر بحساسيّتي المعهودة تجاه كل المكنونات حولي, لذا آثرت الصمت ..امامكِ ...وأمام كل العالمين ..فقط ما أقدر أن أفعله هو الشخبطة..والتألم في الفراش دون أن يشعر بي احد ...أتألم وأصرخ من داخلي ولا يكاد يكون الصوت الخارج منّي سوى همهمات لا تسمع جيّداً ..,البارحة كان من أسوأ الليالي التي مرّت على بساتيني المقفرة..كان اشبه باعصار"كاتيرنا" أو أي عاصفة همجيّة تجتاح كل شيء وتغرق كل شيء ,ربما ما يفرّقني عن الغريق الحقيقي هو انه بعد الغرق يستريح بالموت وأنني بعد الغرق أستنشق الماء بصعوبة بالغة ,اهرع إلى الموت لكي ينجد روحي من الألم ....لكن دون جدوى...,
النهار يطلع على مدينتي بالوانه الزاهية , ويطلع عليّ بلونه القرمزي الغامق! الموتي في كل مكان ,العفاريت تملئ الشوارع , اللصوص يستبيحون متاجر عشقي واقلامي..! لا سلّطة تعير لمخازني الحسيّة أية أهتمام ..ولا حتّى أي منظمة خيرية التي تملى المدينة بقصاصات الورق الملوّن تعيرني قلماً واحداً لأكتب به ما اعتراني ليلة أمسْ..,
قدري أن أعيش بهذا الخراب..." اجل أدري "
قدري أن ابكي لأجلكِ دوماً ..." اجل أدري "
قدري.....وما اتعس قدري عندما أصحو على صوت الهاتف اللعين ليخبرني أنكِ ذاهبةٌ دون رجعة ,أليس الامر محزناً ؟ هل تأثرتِ ..هل تبكين ؟
هل تعلمين أنني أتلفت ما تبقى لي من دموع هي خزيني للأيام المحزنة التي أعرف انها سوف تغزوني ذات رسالةٍ أو ذات لحظة وداع ,هي الأخرى تكاد تكون لحظة العمر إن حدثت.... اتلفتها تلك الدموع ليلة أمسْ .
هل تعرفين كم من حسرةٍ أعترت نفسي..؟ شعرت بتصلّب شراييني وتمزّق أوردتي , شعرت بأنهياراتٍ ثلجية على معدتي الخاوية منذ الصباح.!هممتُ بالرد على الصوت الذي كنت قد أشتقت له كاشتياقي لأمي ..لكن شيئاً ما وقف في حنجرتي ..قد تكون تلك "أوّل الفيض" قطرة دمعة, وقد يكون حبّك الذي منعني من التقدّم نحو جحافل العبارات التي أجيدها ...لا أدري ولكنّي أشعر برغبة في البكاء هذه اللحظة .."لو لا العيب "
قد أعود لأكتب مرة ثانية...........لستُ أدري بالضبط متى يعيرني احد قلماً أو محبرة ..أو حتى جهاز كومبيوتر أو مولّدة لتشغيل الكهرباء التي غادرتنا دون رجعةٍ هي الأخرى ..
ربما تكون النهايات ليست جديدة ...ربمـــا ..لكنّها بدون شك مشلّة للبدن ..باعثة للموت المفاجئ على وقع أقدام الخاطب الذي سيطرق بابكم بعد وقت قصير ..!

حائط المعسكر هذا النهار ...يطالَب بالصمود امام كل الطلقات النارية التي تمطر عليه بشراهة ..

حائط المعسكر ....سينهار عن قريب ................الأمر جدّ منطقي.



......................
إحســـــــــــــان



__________________

أخي المبدع احسان:

يا للروعة ذلك القلم الذي تحمله..

اضم صوتي الي سؤالك وأسأل معك: لم الحب يفعل بنا ذلك؟

سؤال غريب ووجيه وكذلك مؤلم...ولا نعرف له اجابه..

أخي احسان نص جميل بل رائع..سأنتظر المزيد من روائعك

تقبل خالص احترامي وتقديري المحمل بعبق الياسمين

لأننا غرباء .

و كل حروب السَحر نموت فيها ألف مرة و مرة حرصا على الوطن .

أو تدري فيما الغربة ؛ حديث طويل طويل .. .

تحية طيبة .

ثم تعود لتكتب مرة أخرى بقلم منهك، أنفاسه تسابق نزيف الحبر ،حروفه مصابة بالحمى ، رعشة غريبة في يدك ستنقش بضع عبرات ساخنة تكاد من حرارتها أن تشعل الورق، لكنك ما تلبث أن تتوقف عن الكتابة و يدك المرتعشة ستلتصق بالورقة في تكوين سيريالي غريب ، عبثاً تفتش عن صوت ما بداخلك يدفعك للكتابة ،عن ضحكة طفولية الرنات، عن تنهيدة تشبه الصوت الأول للوله عن الرعشة العفوية للقلم لكن كل محاولاتك تبوء بالإنكسار فأنت الآن شخص آخر بصوت آخر ,ووجع آخر وربما قلم آخر..اطيب تحية وسلام

سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته

تحية مطرزة بالوجع

أخي إحسـان،


""لمَ الحب يفعل بنا هكذا ؟ ربما لستُ إلى الآن جديراً بالرد عليه أو حتى قادراً أن أستوعب الامر بحساسيّتي المعهودة تجاه كل المكنونات حولي..
النهار يطلع على مدينتي بألوانه الزاهية , ويطلع عليّ بلونه القرمزي الغامق! الموتي في كل مكان ,العفاريت (تملأ) الشوارع , اللصوص يستبيحون متاجر عشقي واقلامي..! لا سلطة تعير لمخازني الحسيّة (أيّ) أهتمام ..ولا حتّى أي منظمة خيرية، التي (تملأ) المدينة بقصاصات الورق الملوّن، تعيرني قلماً واحداً لأكتب به ما اعتراني ليلة أمسْ..""

فرّت الكلماتُ مني، وتعثّرت الحروف..
الصمتُ احتراماً وتقديرا ومشاطرةً لهذا الوجــع..الذي .. ذقتُه ذات ليلــة...وكانت أصعبَ ليلــة.. على الإطلاق..
لكَ مني ألف باقة من الورد والمطر
...........

وما للوجع غير أهل بهم يطيب الحضن الدافئ والكلمة الطيبة التي تعطّر الأمكنة دون أن تطلب مقابلاً لهذا ...لله درّكم من اهل لي ولأمثالي الضائعيــــن..
لا عدمت وجودكم في حياتي


لكم سلاماً ممتزجاً بدموع دجــلة..

وأنني بعد الغرق أستنشق الماء بصعوبة بالغة
...........
حائط المعسكر هذا النهار ...يطالَب بالصمود امام كل الطلقات النارية التي تمطر عليه بشراهة ..

حائط المعسكر ....سينهار عن قريب ................الأمر جدّ منطقي

احسان انت قلم مميز , وكاتب مبدع وصائد لؤلؤ حاذق وصانع دهشة ماهر
يا لابداعك وعطائك ما اجمله يا احسان
سأقرأ لك وسأتابع اعمالك يا احسان لأنك طاقة كامنة رائعة وهائلة
لأنك نسّاجُ حروف مختلف لايشبهه الا انت يا حسان

تحية لك

عشت الحروف بكل نبضاتها ، وليس هذا بغريب ، فقليل من المبدعين يجعلون للحروف نبضا..
رائعة يا إحسان

الأستاذ المبدع / إحســـــــــــــان

تحية طيبة وبعد :

ربما الحرف حين يقع بين يديك يرتعش حذراً
وبعد قليل يأنس بالوصال فيعطيك أفضل صوره
لا خوفاً بل إعجاباً وتفانٍ في خدمتك

" حائط المعسكر هذا النهار ...يطالَب بالصمود امام كل الطلقات النارية التي تمطر عليه بشراهة ..

حائط المعسكر ....سينهار عن قريب ................الأمر جدّ منطقي. "

لو انّا حين نكتب يكون لدينا (ربعُ ربعٍ ) من الوعي
لتجافى الحرف وهو لا يدري بأن قلم الكاتب يلوي عنقه فيبحر قهراً في الأنفاس
فتلد المعاناة حديثاً من بعد مخاض عسير .

بالحب والمودة نلتقي دائماً إن شاء الله .

أبو عبدالله .

العزيز إحسان مصطفى
ما أصعب الكتابة بين الدخان و الأشلاء و الظلام و انهيار البنيان
معها تخرج الحروف معجونة بالقهر و العذاب و المعاناة ولكن هذه النيران تصقلها و تجلوها أدبا صادقا معبّرا أصدق تعبير .
دمت في ألق و عطاء